سحر رجب
افتتح الأمير عبد العزيز بن طلال احتفالية تسليم جائزة المجلس العربي للطفولة والتنمية فى دورتها الثالثة والتى حملت عنوان التعليم في عالم ما بعد كورونا
وفى تصريحات خاصة على هامش الاحتفالية اكد الأمير عبدالعزيز بن طلال ان اهتمام المجلس فى المرحلة القادمة سيركز على تمكين الطفل العربى بالمهارات اللازمة فى عصر السموات المفتوحة والاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة برعاية الاسر العربية ومؤسسات التنشئة والتعليم للاستفادة من الجانب المشرق من التكنولوجيا وتحنب المخاطر مشيرا الى ان ذلك يتطلب الوقوف على استعداد الطفل العربي للتعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بكل ادواتها وتقنين هذا التعامل بعيدا عن هدر الوقت
وفى كلمته التى ألقاها رحب الأمير عبد العزيز بن طلال بالمشاركين في تسليم
جوائز الدورة الثالثة من الجائزة البحثية للمجلس العربي للطفولة والتنمية، والتي خُصصت هذا العام لموضوع محوري: “التعليم في عالم ما بعد كورونا”، بحضور كريم من مصر والدول العربية، وبمشاركة نخبة من أصحاب الفكر والاختصاص
إن أهمية هذا الموضوع تنبع من حجم التحديات التي فرضتها الجائحة، حيث شهد العالم تداعيات اقتصادية وصحية وتربوية عميقة، ألقت بظلالها على كل الفئات، وفي مقدمتها الأطفال.
فقد توقّف أكثر من 1.5 مليار طالب في 165 دولة عن الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم وهو مايمثل ٩٠%من طلاب العالم ، وهو ما يستدعي وقفة علمية وتأملية جادة
فمنذ اللحظات الأولى للأزمة، بادر المجلس العربي للطفولة والتنمية ومؤسساته إلى دراسة تأثيرات الجائحة وتحويلها إلى فرصة للتغيير، انطلاقاً من رؤيتنا بأن التحديات الكبرى قد تكون مدخلاً للتحول الإيجابي، إذا ما تمت مواجهتها بالإبداع والابتكار، وتسخير أدوات التكنولوجيا والرقمنة لبناء مستقبل تعليمي أكثر عدالة وشمولاً واستدامة
لكننا، وقبل أن نخرج تمامًا من تداعيات الجائحة، فوجئنا بتحولات سياسية واجتماعية عالمية، وبأزمات اقتصادية ومناخية متلاحقة، ستؤثر على الأجيال القادمة ما لم نُسرع في العمل والتكيف ووضع حلول استباقية.
وقد جاءت هذه الدورة من الجائزة لتؤكد على أهمية هذا المسار، حيث بلغ عدد الأبحاث المقدمة 57 بحثًا من 12 دولة عربية، فاز منها 4 أبحاث قدمها 8 باحثين، عكست جميعها وعياً علميًا عاليًا وطرحًا موضوعيًا بنّاءً. وتجلت من خلالها ضرورة تمكين الأطفال بمهارات القرن الحادي والعشرين، لا سيما المعرفية والرقمية منها، لضمان تهيئتهم لمستقبل سريع التحول.
إن التعليم في عالم ما بعد كورونا يستوجب العمل على تطوير منظومة التعليم برؤية شاملة، تشمل التوسع في التعلم الرقمي، وتحسين البنية التحتية، وتحديث المناهج، وتطوير مهارات المعلمين، وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في دعم العملية التعليمية.
ووجه الدعوة إلى مواصلة دراسة أثر الرقمنة والذكاء الاصطناعي على الأطفال، وتوجيه هذه الأدوات لما يخدم تنمية مهاراتهم، دون أن نغفل الآثار النفسية والاجتماعية المحتملة، وضرورة وضع قواعد استخدام مسؤولة وآمنة تحمي الطفل وتثري تجربته التعليمية.
ووجّه الأمير عبدالعزيز تحية خاصة إلى الباحثين الشباب، الذين يُمثّلون الأمل المتجدد لمجتمعاتنا. فاستمرارهم في البحث العلمي، رغم التحديات، هو بحد ذاته إنجاز. ونحثهم على مواصلة هذا الطريق بإصرار، لأن الفكر الحرّ والبحث الرصين هما أدوات بناء الحاضر وصناعة المستقبل.
ولا يفوتنا أن نثمّن الدور الجوهري الذي يضطلع به المعلمون وأولياء الأمور في دعم العملية التعليمية، خاصة خلال فترات الأزمات. فأنتم الحاضنة الأولى لبناء الطفل، وركن أساسي في تطوير منظومة التعليم، ونثق أن شراكتكم الفاعلة ستظل حاسمة في تحقيق أهدافنا التنموية.
اضاف ونحن نختتم اليوم أعمال الدورة الثالثة من الجائزة البحثية، فإننا نأمل أن تسهم مخرجاتها في صياغة رؤى مستقبلية تعيننا على فهم الواقع وتحولاته، وتساعدنا في إعداد أجيال قادرة على قيادة التغيير وتحقيق النهضة التي نرجوها.
واشاد بجهود الباحثين، و بدور اللجان العلمية والتنظيمية والمحكّمين، وكل من ساهم في التحضير والتنفيذ والدعم،