سحر رجب
في لحظة سياسية دقيقة تمر بها المنطقة، عادت بغداد لتتوسط المشهد العربي، وتؤكد مكانتها كعاصمة للدبلوماسية والحوار، عبر احتضانها للقمة العربية الرابعة والثلاثين. الحدث الذي استقطب أنظار العالم، لم يكن مجرد اجتماع روتيني، بل محطة مفصلية أكدت فيها الدول العربية التزامها بالعمل الجماعي، ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الصراع في غزة، واستقرار المنطقة، وملف التنمية الاقتصادية المستدامة.
تحت شعار “التكامل والتضامن من أجل الاستقرار والنماء”، جاءت القمة لتجسد روح التعاون العربي، حيث عُقدت جلساتها في أجواء مشحونة بالتحديات، لكنها أيضاً حافلة بالأمل.
وفي ظل ظروف إقليمية ودولية حساسة، وعلى رأسها التصعيد في غزة، والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وملفات الأمن الغذائي والطاقة.
حضور لافت ومشاركة فاعلة
حضر القمة عدد كبير من القادة العرب، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، ما عكس أهمية الحدث من الناحية السياسية والرمزية.
وأكدت الكلمات الافتتاحية على ضرورة تعزيز التضامن العربي، ورفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول، بالإضافة إلى الدعم الكامل للقضية الفلسطينية.
فلسطين في صدارة البيان
كما كان متوقعًا، تصدرت القضية الفلسطينية جدول الأعمال، حيث أجمع القادة العرب على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتقديم الدعم الإنساني العاجل للشعب الفلسطيني.
وطالب البيان الختامي بتفعيل قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ملفات أخرى على الطاولة
شملت المناقشات عدة قضايا محورية، منها:
الأمن الغذائي العربي ومواجهة تأثيرات التغير المناخي.
الطاقة وتعزيز التعاون في مجالات النفط والغاز.
الأزمة في السودان واليمن وسوريا، حيث دعت القمة إلى حلول سياسية شاملة.
محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية.
رسائل وحدة وتعاون
خرجت القمة ببيان ختامي حمل رسائل قوية بشأن أولوية التنسيق العربي، وأكد على:
دعم العراق في استقراره السياسي والاقتصادي.
تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات.
الدعوة إلى إصلاح جامعة الدول العربية لتكون أكثر فاعلية.
متابعة نتائج القمم السابقة وتحويل التوصيات إلى برامج تنفيذية.
بغداد تستعيد دورها
بعقد هذه القمة، تكون بغداد قد وجهت رسالة واضحة بأن العراق عاد إلى موقعه الطبيعي في الساحة العربية ، كدولة
محورية قادرة على جمع الفرقاء وتقديم المبادرات.