سفير تركيا يشارك في ندوة ثقافية بمعرض القاهرة للكتاب

سحر رجب

قال سفير تركيا لدى القاهرة صالح موطلو شن، إن العلاقات المصرية التركية المصرية، غير قابلة للكسر، تنبع من التاريخ المشترك والقرابة والروابط الثقافية بين البلدين، والتاريخ المصري التركي عميق جدًا لدرجة أن مجلدات الكتب لن تكون كافية لشرح عمقه، جاء ذلك خلال ندوة الثقافية  في حضور سفير مصر السابق في أنقرة علاء الحديدي، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب‎، في الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات ‏الدبلوماسية بين مصر وتركيا.

وقال، إن هناك أكثر من 10 آلاف طالب مصري في تركيا، هذا العدد في تزايد وسيستمر في التزايد، متابعًا: «نزيد المنحة الحكومية المخصصة لمصر إلى 500 منحة، حاليًا حوالي 100 – 120، وتم الاتفاق على إنشاء جامعة تركية مصرية في مصر، كما أن جامعة الزقازيق لديها مشروع لإنشاء كلية تركية للعلوم والتكنولوجيا، لقد تلقينا العرض الرسمي لهذا وسوف نعمل عليه في مدينة العاشر من رمضان.

‎وأعرب «موطلو شن» عن أمله في أن تصبح مصر وجهة رئيسية للطلاب الأتراك لدراسة العلوم العربية والإسلامية، حيث أن مصر هي العاصمة الثقافية والتعليمية للعالم العربي، وسوف يتم اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه.

واشار إلى أن أم كلثوم هي أعظم فنانة أنتجها العالم العربي والإسلامي، على مستوى العالم، عندما تقول «أم كلثوم» فإن الجميع في تركيا يظهرون احتراما كبيرا، عمر الشريف، فنان سينمائي عالمي، نجيب محفوظ هو أول كاتب وروائي يحصل على جائزة نوبل في الأدب في العالمين العربي والإسلامي.

وتابع: «التاريخ يعني مصر، الشرف والفخر، ومصر هي الأمة التي حملت القضية الفلسطينية بدمائها طيلة القرن الماضي، كما حققت وحدتها الوطنية على أكمل وجه تحت مظلة الهوية المصرية، كما أن مصر من الدول التي تمتلك أكبر رأس مال بشري في العالم.

وعلى صعيد الاستثمارات، قال «موطلو شن»، إن هناك تطلعا بتحقيق حجم التجارة بمقدار 10 مليارات دولار هذا العام، ومن المتوقع أن يصل حجم التجارة إلى 15 مليار دولار خلال 4 أو 5 سنوات، و20 مليار دولار على الأقل خلال 10 سنوات، وتتركز الاستثمارات التركية في مصر في القطاعات التي تعتمد على العمالة الكثيفة وليس الاستثمار في الآلات. ويعمل المستثمرون حاليًا على توظيف 100 ألف شخص في مصر، وتابع: استثماراتنا تستقطب الشباب من القرى والمناطق الريفية وتوظفهم في المصانع.

وأكد موطلو، إن المسلسلات التلفزيونية التركية تحظى بشعبية كبيرة في مصر بسبب هذا القرب الثقافي والاجتماعي، قائلا: «أنا وزوجتي نشاهد لمدة ساعتين أو 3 ساعات في الأسبوع، ونتحدث عنه، ونتناقش فيه، وتتمتع مصر أيضًا بصناعة سينمائية قوية للغاية، وصناعة مسلسلات تلفزيونية، وفنانين موهوبين وشركات إنتاج. لقد التقيت بجزء كبير منهم، وما زلت التقي بهم، أُنشأ تواصل بينهم وبين المنتجين الاتراك».

وأوضح أن مكانه المفضل للذهاب إليه هو العريش، حيث تتمتع بهواء نظيف للغاية، والأكلة المفضلة هي الفول، وتابع: «يجب أن تكون توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بإضافة المنتجات الزراعية إليها». ومن ناحية أخرى، هناك طلب متزايد في تركيا على إمدادات الفراولة والموز والمانجو من مصر.

من جانبه قال سفير مصر السابق في أنقرة علاء الحديدي، إن أول اتفاقية في التاريخ، كانت «كاديش»، تمت بين دولتين ‎وهذه الاتفاقية كانت بمثابة نموذج يحتذى به في مجال القانون الدولي والعلاقات بين البلدين، ساهمت مصر وتركيا في إرساء القانون الدولي، لقد مرت العلاقات في القرن الماضي بمراحل عديدة، لكن الأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو أن العلاقات بين الشعوب ظلت بعيدة عن الأوضاع السياسية، ودعا الحديدي، لدراسة التاريخ والأرشيف التركي، موضحا أهمية ذلك من خلال قضية طابا وتسلم الوفد المصري خرائط من العهد العثماني توضح أن طابا تابعة لمصر.

وأشار الحديدي إلى أن وزير الخارجية بدر عبدالعاطي زار تركيا الأسبوع الماضي حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي ظل التطورات في المنطقة تشير إلى أن مصر تولي أهمية للاستماع إلى أنقرة، وأنقرة تولي أهمية للاستماع إلى مصر.

عن وجه افريقيا