إدانة عربية للضربة الإسرائيلية ضد إيران

محمد خليل

عبرت عدة دول عربية وإسلامية عن إدانتها للضربات الإسرائيلية على إيران فجر السبت محذرة من مغبة اتساع رقعة الصراع. في المقابل، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا الجمهورية الإسلامية إلى عدم الرد، وأكدت واشنطن أنها مستعدة “تماما للدفاع عن إسرائيل ودعمها” أمام أي رد إيراني محتمل. هذا، وأكد الأردن أنه لم يسمح لأي طائرة عسكرية بعبور أجوائه.
طهران بعد عدة انفجارات ناجمة عن هجمات إسرائيلية. إيران في 26 أكتوبر/ 2024.
نددت عدة دول عربية بما فيها الخليجية الضربات الإسرائيلية التي استهدفت عدة أهداف في إيران فجر السبت، وحذرت من مغبة توسع رقعة الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

وكانت إسرائيل أعلنت السبت أنها شنت ضربات “دقيقة وموجهة” على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران، ردا على هجوم صاروخي إيراني كبير على الدولة العبرية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وأطلقت آنذاك طهران حوالي 200 صاروخ باتجاه إسرائيل.ما الذي نعرفه حتى الساعة عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران؟

إدانة سعودية إماراتية دون ذكر إسرائيل
في هذا السياق، أدانت السعودية والإمارات “الاستهداف العسكري” للجمهورية الإسلامية من دون أن تشيرا صراحة إلى إسرائيل.

وقالت الخارجية السعودية في بيان عبر منصة إكس: “تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي يعد انتهاكا لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية”.
وحضت الوزارة “كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة”. كما دعت “المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد وإنهاء الصراعات في المنطقة”.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان “بشدة الاستهداف العسكري الذي تعرضت له” إيران معربة عن “قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة”. وأكدت على “أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر، وتوسيع رقعة الصراع”، مشددة على “ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية”.

واستنكرت الدوحة “استهداف إسرائيل للجمهورية الإسلامية الايرانية” معتبرة أنه “انتهاك صارخ لسيادة إيران وخرق واضح لمبادئ القانون الدولي”. وأعربت الخارجية القطرية في بيان عن “قلق دولة قطر البالغ إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تتربت على هذا التصعيد” داعية “جميع الأطراف المعنية على التحلي بضبط النفس وحل الخلفات بالحوار والطرق السلمية”.

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة، جهود وساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تشكل جزءا من “محور المقاومة” المناهض لإسرائيل بقيادة طهران في المنطقة.

الكويت والبحرين تدين الهجوم الإسرائيلي
من جانبها، استنكرت سلطنة عُمان التي تقيم علاقات وطيدة مع إيران، “القصف الجوي الذي شنّته إسرائيل” معتبرة أنه “تصعيد يُغذي دوامة العنف ويقوض الجهود الرامية للتهدئة”. ودعت المجتمع الدولي إلى “وضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الاقليمي”. ولطالما لعبت سلطنة عُمان دور الوساطة بين إيران والدول الغربية.

و استنكرت وزارة الخارجية في البحرين اليوم السبت الإجراءات عسكرية ضد إيران، وحثت على وقف إطلاق النار الفوري لحماية المدنيين والحد من التوتر بالمنطقة.

كما أدانت الخارجية الكويتية في بيان “العدوان الإسرائيلي” على إيران معتبرة أنه “يعكس سياسة الفوضى التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال انتهاك سيادة الدول، وتعريض أمن المنطقة للخطر، وتجاوز مبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية”.

وخلال الشهر الحالي، زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دول الخليج في إطار جولة إقليمية بحث خلالها مع مسؤولين كبار في سبل احتواء النزاع.
وفي مصر، قالت وزارة الخارجية في بيان السبت إن القاهرة تشعر بقلق بالغ إزاء “حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة” في الشرق الأوسط بما في ذلك الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران، وتستنكر “كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة”.

الأردن لم يسمح لأي طائرة عسكرية بعبور أجوائه
ودان الأردن الضربات الإسرائيلية على إيران فجر السبت محذرا من العواقب الخطرة لهذا الهجوم الذي يدفع “باتجاه المزيد من التوتر” في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية في بيان: “ندين القصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية” معتبرة الهجوم “خرقا للقانون الدولي وانتهاكا لسيادتها، وتصعيدا خطيرا يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة”.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان “ندين القصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية” معتبرة الهجوم “خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادتها، وتصعيداً خطيراً يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة”.سكان طهران يخشون التصعيد بعد ضربات إسرائيلية

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في البيان “رفض المملكة المطلق للتصعيد الخطير في المنطقة ولانتهاكات القانون الدولي”، محذرا من “الانزلاق إلى صراع يهدد استقرار المنطقة والأمن الدولي”. وطالب القضاة المجتمع الدولي بضرورة “اتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان، خطوة أولى نحو خفض التصعيد (..) وحماية أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية”.

من جانبه، أكد مصدر عسكري في القوات المسلحة الأردنية أنه “لم يُسمح لأي طائرة عسكرية بالعبور من الأجواء الأردنية من قبل الأطراف المتصارعة في المنطقة” في إشارة إلى إسرائيل وإيران. وقال المصدر لقناة “المملكة” إن “سلاح الجو الملكي كان يراقب الأوضاع باهتمام بالغ وعلى أهبة الاستعداد لحماية الوطن”.

سوريا: “نؤيد حق أيران في الدفاع عن نفسها”
كما نددت سوريا السبت بـ”العدوان الإسرائيلي السافر” على حليفتها إيران، مؤكدة تضامنها معها ومع “حقها المشروع” في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها. وأوردت وزارة الخارجية في بيان بأن دمشق “تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتؤيد حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وحياة مواطنيها”.

العراق يستنكر ويدين الغارات
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي: “يواصل الكيان الصهيوني الغاصب سياساته العدوانية وتوسعة الصراع في المنطقة ومنهج الاعتداءات السافرة التي يرتكبها دون رادع، وهذه المرّة يوجه يد العدوان نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما اقترفه من اعتداء جوي فجر اليوم على أهداف إيرانية”.

وأضاف البيان العراقي: “وإذ يستنكر ويدين العراق بأشدّ العبارات الواضحة هذا العدوان، يجدد تضامنه ووقوفه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويجدد الموقف الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة”.

كما دانت حماس “بأشد العبارات” الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران السبت. وقالت الحركة إن هذه الضربات تعدّ “انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية وتصعيدا يستهدف أمن المنطقة وسلامة شعوبها”.

واشنطن: “إذا اختارت إيران الرد فنحن مستعدون تماما للدفاع عن إسرائيل”
وحضت الولايات المتحدة إيران على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت إن “ردهم (الإسرائيليون) كان دفاعا عن النفس وقد تجنب عمدا المناطق المأهولة وركز حصرا على أهداف عسكرية”.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في إيران تبدو ردا مستهدفا ومتناسبا على هجمات طهران السابقة، مع انحسار مخاطر إلحاق الضرر بالمدنيين. وأضاف أن هذا يجب أن يكون نهاية تبادل إطلاق النار المباشر بين البلدين، مشيرا إلى أن لدى الولايات المتحدة عدة قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة مع إيران أوضحت من خلالها موقفها.ما هي المواقع العسكرية الإيرانية التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية؟

وقال نفس المصدر أيضا: “إذا اختارت إيران الرد فنحن مستعدون تماما للدفاع عن إسرائيل ودعمها، وستكون هناك عواقب إذا اتخذت إيران هذا القرار المؤسف. ولكن بالنسبة لنا فإن هذا التبادل المباشر يجب أن يكون نهاية الأمر”.

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن إيران يجب ألا ترد على الضربات الإسرائيلية، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس، متحدثا خلال مؤتمر صحافي عقده خلال قمة الكومنولث في ساموا. وقال ستارمر: “علينا أن نكون واضحين للغاية بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكننا نحض جميع الأطراف على ضبط النفس، ولذلك أود أن أكون في غاية الوضوح اليوم، يجب على إيران عدم الرد”.

من جهته، دعا المستشار الألماني أولاف شولتز إيران إلى إنهاء دوامة التصعيد، في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، قائلا إن ضبط النفس يمكن أن يمهد الطريق للسلام في الشرق الأوسط.

باكستان: “إسرائيل مسؤولة عن اتساع رقعة الصراع”
كما قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان: “تستنكر باكستان بشدة الضربات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه الضربات تقوض الطريق إلى السلام والاستقرار الإقليميين وتشكل أيضا تصعيدا خطيرا في منطقة مضطربة بالفعل”.

وأضاف نفس البيان: “تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الدورة الحالية من التصعيد واتساع رقعة الصراع. ندعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الاضطلاع بدوره في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واتخاذ خطوات فورية لوضع حد للتهور الإسرائيلي في المنطقة وسلوكها الإجرامي”.

وجددت وزارة الشؤون الخارجية الهندية من جهتها دعوتها ”لكل الأطراف المعنية بممارسة ضبط النفس والعودة لمسار الحوار والدبلوماسية”.

عن وجه افريقيا