محمد خليل
يطرح انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الانتخابات الرئاسية تساؤلات كبيرة حول السيناريوهات المطروحة أمام الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح جديد، بينما يسابق الزمن للانتهاء من هذه العملية.
ويجد الحزب الديمقراطي نفسه تحت ضغوط كبيرة، فمن ناحية أمامه أربعة أسابيع فقط قبل انعقاد مؤتمره الوطني المقرر في الـ 19 من الشهر المقبل، وتتم خلاله عملية اختيار المرشح الرسمي للحزب للانتخابات الرئاسية.
ومن ناحية أخرى، فإن الانتخابات الرئاسية على بعد أربعة أشهر، وسيحتاج المرشح الجديد لبذل جهود مضاعفة للترويج لحملته وشرح الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي.
وقد تكون هناك مخاوف من أن عملية اختيار مرشح جديد قد تضيع مزيدا من الوقت على الحزب بشكل عام، وعلى المرشح بشكل خاص، كما أنها قد تؤدي إلى بعض الانقسامات أو التصدعات المؤقتة التي تؤثر على وحدة الحزب.
ويعد توحيد الحزب مسألة في غاية الأهمية حاليا، بعد التصدعات التي شهدها خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب الجدل حول مصير ترشح بايدن.
وتعهد رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي جيمي هاريسون بأن الحزب سينظم عملية “شفافة ومنظمة” لاختيار مرشح جديد، وقال في بيان: “خلال الأيام المقبلة، سيجري الحزب عملية شفافة ومنظمة للمضي قدما كحزب ديمقراطي موحد مع مرشح يمكنه هزيمة دونالد ترامب في /نوفمبر”.
وأضاف: “خلال وقت قصير، سوف يستمع الشعب الأمريكي إلى الحزب الديمقراطي حول الخطوات التالية والطريق إلى الأمام في عملية الترشيح”، التي تعد كامالا هاريس في موقف قوة لتكون الفائزة بثمرتها، لكن هناك أسماء أخرى حاضرة بقوة على المشهد، قد تسبب عراقيل حقيقية أمام طموحات نائبة الرئيس.
وأوضح هاريسون أن “العمل الذي يتعين علينا أن نقوم به الآن، رغم أنه غير مسبوق، فإنه واضح وستخضع عملية (اختيار مرشح جديد) للقواعد والإجراءات المعمول بها لدى الحزب. إن مندوبينا مستعدون لتحمل مسؤوليتهم بشكل جاد في تقديم مرشح بسرعة إلى الشعب الأمريكي”.
تصويت المندوبين
ويشارك نحو أربعة آلاف مندوب في مؤتمر الحزب، ولن يكونوا ملزمين بالتصويت لمرشح معين في ظل غياب مرشح فائز بالأغلبية في الانتخابات التمهيدية. ويصوت المندوبون للمرشح الحاصل على الأغلبية في الانتخابات التمهيدية، لكن ذلك المرشح هو بايدن، وقد انسحب من السباق.
وقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن هاريس ستحقق نتائج أفضل من جو بايدن ضد دونالد ترامب في ميشيغان وبنسلفانيا، وهما ولايتان يمكن أن تحسما الانتخابات، وتصنفان على أنهما “متأرجحتان”، وهي تسمية تطلق على الولايات التي قد تصوت للجمهوريين أو الديمقراطيين، عكس الأغلبية الساحقة من الولايات التي تكون محسومة سلفا لأحد الحزبين.
وذكرت مصادر متعددة أن مسؤولي حملة هاريس وحلفائها وأنصارها بدأوا في إجراء اتصالات لتأمين دعم المندوبين لترشيحها قبل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو بين 19 و22 أغسطس.
وإذا ظهرت هاريس كمرشحة، فإن هذه الخطوة ستمثل مقامرة غير مسبوقة من قبل الحزب الديمقراطي. فهي أول امرأة أمريكية سوداء وآسيوية تترشح للبيت الأبيض في بلد انتخب رئيسا أسود واحدا، ولم ينتخب امرأة للرئاسة في تاريخه الديمقراطي الذي يتجاوز القرنين.
وبغض النظر عن المرشح الذي سيحل مكان بايدن، فإنه قد يكون عليه أن يبدأ الأمور من الصفر على مستوى تمويل الحملة، إذ يختلف خبراء قانون تمويل الحملات الانتخابية حول مدى سهولة تحويل هذه الأموال من حملة مرشح منسحب إلى حملة مرشح جديد.
ووفقا لكشف مقدم إلى لجنة الانتخابات الاتحادية، جمعت حملة بايدن 95 مليون دولار حتى نهاية يونيو الماضي.