سحر رجب
ينظم قسم الأنثروبولوجيا بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة بالتعاون مع مركز تنمية الموارد الطبيعية والبشرية في إفريقيا الملتقى الثاني لشباب
الباحثين في الأنثروبولوجيا بعنوان ” رؤى أنثروبولوجية للأزمات الصحية بالقارة الإفريقية
ما بين الآثار والاستجابة” المزمع عقده خلال الفترة
من (17- 18 نوفمبر 2024)
حيث تعد الأزمات الصحية بمثابة حالة طارئة تتسم بتفشي مرض أو انتشاره بشكل سريع وواسع في منطقة معينة، الأمر الذي يترتب عليه تأثيرًا سلبيًا على صحة السكان ويتطلب استجابة سريعة وفعالة من قبل السلطات المعنية والمجتمع الدولي، بما في ذلك توفير الرعاية الصحية الضرورية، وتعزيز التوعية الصحية، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشار المرض.
وقد واجهت القارة الإفريقية العديد من الأزمات الصحية التي أثرت بشكل كبير على سكانها و أعاقت تقدمها الصحي. وتتنوع هذه الأزمات الصحية ما بين الأمراض المعدية إلى نقص الرعاية الصحية والتحصينات، ويزيد من وطأتها الفقر والظروف البيئية الصعبة ونقص التمويل والموارد الصحية
فكثيرًا ما تعرضت القارة السمراء إلى موجات من الأوبئة والأمراض الفتاكة التي مثلت تهديدًا لحياة البشر خاصة في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث كان تأثيرها في تلك المناطق أشد وطأة؛ وأصبحت تمثل خطرًا على كافة سكان القارة.
وخلال الفترات السابقة، واجهت أفريقيا مجموعة من التحديات والأزمات الصحية والتي مثلت عقبة أمام مؤشرات الصحة العامة كانتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا والإيبولا، والأمراض الفيروسية كفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، ومؤخرًا جائحة الكورونا ثم جدري القرود، إضافة إلى الأعباء المتزايدة للأمراض المزمنة. وقد اجتمعت تلك الأعباء معًا ضمن سياق من انتشار مظاهر والنزاعات المسلحة وغيرها من الأحداث التي شهدتها القارة؛ الأمر الذي عرقل المزيد من الجهود المبذولة للتصدي لتلك الأزمات الصحية والتعامل معها.
وعادة ما تترك تلك الأزمات الصحية آثارها الواضحة ليس فقط على الحالة الصحية للسكان، ولكن تنعكس آثارها أيضًا على مسارات الأمن والتنمية بالقارة.
وتُعد الأنثروبولوجيا أحد العلوم البينية التي أثبتت فعاليتها وجدواها في معالجة مجموعة واسعة من القضايا الصحية التي تواجه الإنسان. حيث أثبتت الأنثروبولوجيا خلال السنوات الماضية، مدى فعاليتها كعلم شامل متعدد الأبعاد في التعامل مع العديد من الأزمات والكوارث والأوبئة التي تفشت في القارة الإفريقية. كما أبرزت فعاليتها في التعامل مع انعكاسات وآثار هذه الأحداث. وقد ظهر ذلك جليًا في مواجهة العديد من الأوبئة التي غزت القارة كالملاريا، الإيبولا، ومؤخرًا جائحة كورونا وفيروس جدري القرود.
حيث أسهم الأنثروبولوجيين بالتعاون مع الجهات المسؤولة عن التصدي لهذه الأزمات، أو من خلال دراسات قاموا بإجرائها بتزويد المعنيين والخبراء وصانعي السياسات بالسياق الثقافي والاجتماعي لتلك الأزمات، مما سمح لهؤلاء بالتعامل مع هذه التحديات بطرق أكثر فاعلية.
وإيمانًا منا بأهمية الدور الذي تؤديه الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية الأخرى في مجال الأزمات والكوارث الصحية بالقارة الإفريقية، ورغبة منا في تحصيل المعارف والإسهامات العلمية الأنثروبولوجية وتحقيق التشابك بين الباحثين والمهتمين بها وبإسهاماتها بالقارة الإفريقية سعينا إلى توفير المناخ الملائم بين أواسط الباحثين الأنثروبولوجيين لطرح القضايا الصحية الإفريقية وتداعياتها من منظور أنثروبولوجي من خلال الدورة الثانية للملتقى الشباب الباحثين في الأنثروبولوجيا.
ويتناول الملتقي عدة محاور: المحور الأول هو واقع الأزمات الصحية في إفريقيا بين الماضي والحاضر
نتطلع في هذا المحور إلى الإسهامات البحثية التي تتمحور حول الأزمات الصحية الرئيسية في أفريقيا بما تشمله من جوائح وأوبئة وأمراض متوطنة كالملاريا، مرض النوم الإفريقي، الإيبولا، الإيدز، وغيرها من الجوائح والأوبئة والأمراض المتوطنة التي شهدتها القارة ومازالت تعاني من آثارها السلبية على مختلف قطاعاتها.
كما نتطلع في هذا المحور استعراض الدراسات التاريخية التي تتناول الأمراض والجوائح والأوبئة التي انتشرت في العصور القديمة وتأثيرها والاستجابات تجاهها خلال تلك الفترات التاريخية. فضلاً عن الإسهامات البحثية التي تستعرض واقع القطاع الصحي في الدول الإفريقية وانعكاساته على الحالة الصحية للسكان.
● الأزمات الصحية في المجتمعات الإفريقية القديمة.
● الأزمات الصحية الراهنة في إفريقيا.
والمحور الثاني: محددات الأزمات الصحية في إفريقيا
ينصب اهتمام هذا المحور حول الدراسات المتعلقة بالمحددات والعوامل التي من شأنها أن تزيد من شدة ووطأة الأزمات الصحية في إفريقيا، كالفقر، انتشار المجاعات، نقص التمويل المخصص للقطاع الصحي، وعدم توافر الأدوية والمعدات اللازمة، وغيرها من العوامل الداعمة لحدوث الازمة. هذا بالإضافة إلى إبراز تأثير الثقافة كأحد محددات الحالة الصحية وتأثيرها على تأزم الصحة. وبالتالي، يرتكز اهتمام هذا المحور حول استعراض العلاقة بين تلك المؤثرات المختلفة وبين الأزمات الصحية وتفاقمها. وفيما يلي إشارة لبعض القضايا الاسترشادية:
● الفقر و تداعياته وانعكاساته على الأزمات الصحية.
● الحروب والصراعات ودورها في حدوث الأزمات الصحية.
● محدودية الموارد الصحية والكوادر البشرية وتأزم الصحة في إفريقيا.
● مركزية الخدمات ومحدودية الوصول وانعكاساتها على الحالة الصحية.
● تدهور البنية التحتية وتفاقم الأزمات الصحية.
● الممارسات الثقافية والمعتقدات ودورها في تأزم الصحة وتفشي المرض.
والمحور الثالث: الاستجابات المحلية والدولية للأزمات الصحية
يستهدف هذا المحور استعراض الدراسات المتعلقة بالاستجابات الدولية والمحلية سواء الرسمية منها وغير الرسمية تجاه الأزمات الصحية التي شهدتها القارة في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى استجابات المجتمعات القديمة تجاه الأزمات الصحية التي مرت بها في العصور السابقة. كما نسعى في هذا المحور إلى استعراض التجارب الدولية والمحلية الناجحة التي تم تنفيذها في سبيل مواجهة الأمراض والجوائح والأوبئة والحد من تأثيراتها السلبية.، فضلاً عن استعراض نماذج التجارب التي حققت نجاحًا ملموسًا في مواجهة الأزمات الصحية.
● دور الهيئات والمنظمات الدولية تجاه الأزمات الصحية.
● دور الدولة في مواجهة الأزمات الصحية.
● دور المجتمع المحلي تجاه الأزمات الصحية.
● دور علماء الأنثروبولوجيا خلال الأزمات والكوارث الصحية.
● استجابات المجتمعات القديمة للأزمات الصحية التي واجهتها.
● تجارب ناجحة لاستراتيجيات مواجهة تم تطبيقها في الأزمات الصحية.
والمحور الرابع: رؤى استشرافية للأزمات الصحية في إفريقيا: التحديات والفرص
● استراتيجيات مقترحة للتعامل مع الأزمات الصحية بإفريقيا.
● الذكاء الاصطناعي وإدارة الأزمات الصحية في إفريقيا
● التقنيات الحديثة ودورها في تعزيز الصحة في إفريقيا
● التحديات والفرص المستقبلية لتحسين الصحة العامة في إفريقيا.
والمحور الخامس: أثنوجرافيا الأزمات الصحية
يستهدف هذا المحور الأفلام الاثنوجرافية والقصيرة التي تتناول أحد الأزمات الصحية أو الأمراض المتوطنة بالقارة الإفريقية من منظور شمولي متعدد الأبعاد يعكس طبيعة الأزمة الصحية ومسبباتها وآثارها. ويمكن أن يتناول الفيلم دراسة حالة أو قصص واقعية لبعض المصابين أو المتضررين من تلك الأزمات الصحية التي شهدتها القارة. كما يمكن أن يكون العمل المقدم بمثابة تحليل مضمون لبعض الأفلام الأثنوجرافية التي تم إعدادها من قبل بحيث يستعرض العمل أهم تداعيات الأزمة الصحية ومسبباتها اأنعكاساتها على قطاع المجتمع والأسرة.
ويهدف الملتقى إلي استعراض أهم إسهامات
الأنثروبولوجيا في خدمة القضايا الصحية بالقارة الإفريقية، وذلك من خلال استعراض نماذج واقعية تعكس أهمية الدور الذي ساهمت به الأنثروبولوجيا في النهوض بالأوضاع الصحية بالقارة الإفريقية وتنميتها.
● تسليط الضوء على أهم الأزمات الصحية التي شهدتها القارة الإفريقية وتداعيات تلك الأزمات على مستقبل القارة ووضعها الراهن.
● استعراض النماذج الناجحة من الاستجابات المحلية والدولية التي حققت نجاحًا في التعامل مع الأزمات الصحية وتداعياتها.
● الوقوف على أهم التحديات والعقبات التي تحول دون تنفيذ الاستراتيجيات التنموية الصحية في إفريقيا ومحاولة إيجاد الحلول الفعالة التي تمكن من السيطرة عليها وتخطيها.
● استعراض الرؤى المستقبلية حول مستقبل القارة الإفريقية في ظل الأزمات الصحية التي تجتاحها من حين لآخر، وماهية التداعيات المتوقع حدوثها وتأثيراتها المحتملة على القارة الإفريقية.
● تبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين الأنثروبولوجيين المصريين، وبناء جسور تشبيك العلاقات المتبادلة فيما بينهم من أجل مستقبل أفضل للأنثروبولوجيا وللباحثين الأنثروبولوجيين.