في غضون ما يزيد قليلاً عن خمس سنوات، هناك فرصة جيدة لأن تتمكن من ركوب قطار فائق السرعة في مدريد والسفر من إسبانيا إلى مدينة الدار البيضاء المغربية في خمس ساعات ونصف، مندفعًا عبر نفق جديد تحت مضيق البحر الأبيض المتوسط. جبل طارق. قد يبدو هذا وكأنه شيء من رواية لجول فيرن، ولكن تمت مناقشته لأول مرة من قبل إسبانيا والمغرب في عام 1979.
أجريت دراسات جدوى حتى عام 1981، لكن المشروع فشل في التقدم إلى ما بعد تلك النقطة، والآن تعيد أسبانيا والمغرب النظر في هذا المشروع الطموح، والذي مدفوع إلى حد كبير باقتراب بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2030.
وستكون هذه هي النسخة المئوية لكأس العالم، ولأول مرة، ستستضيف ثلاث دول من قارتين المسابقة: إسبانيا والمغرب والبرتغال. سيرغب المشجعون في السفر بين هذه البلدان لحضور المباريات بأسرع ما يمكن وبكفاءة. وربما يفعلون ذلك أيضًا في أعجوبة هندسية في القرن الحادي والعشرين.
أعلنت الشركة الوطنية المغربية لدراسات المضيق (SNED) أنها بدأت البحث في جدوى المشروع، المسمى “الوصلة الثابتة المستقيمة الأوروبية الإفريقية لجبل طارق”. بدأت إسبانيا مثل هذه الدراسات في عام 2023 تحت رعاية الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (SECEGSA).
جاءت بعض الدوافع لإعادة التفكير في هذا المشروع بعد أن أكمل المغرب أول مشروع للسكك الحديدية عالية السرعة، وهو القطار الذي يربط الدار البيضاء مع طنجة، في عام 2023. وهو الآن ليس فقط أسرع قطار في القارة الأفريقية، ولكنه أثبت أن البلاد كانت جاهز لتحدي كبير آخر في مجال السكك الحديدية.
ومضيق جبل طارق، في أضيق نقطة له، لا يتجاوز مسافة تسعة أميال بين القارتين الأوروبية والأفريقية. الآن، تخيل مدى الراحة التي يوفرها نفق السكك الحديدية عالي السرعة تحت الماء الذي يربط بين إسبانيا والمغرب.
من المتوقع أن يؤدي هذا النفق إلى تقليل وقت السفر من مدريد إلى الدار البيضاء إلى خمس ساعات ونصف فقط، وهو تحسن كبير عن الرحلة الحالية التي تستغرق 12 ساعة بالسيارة والعبّارة أو رحلة الطيران التي تستغرق ساعتين، والأخيرة أطول بكثير عندما تأخذ في الاعتبار وقت السفر من وإلى المطارات.
عند مغادرة مدريد، سيكون هناك توقف في مدينة الجزيرة الخضراء الإسبانية، في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة الأيبيرية، بالقرب من مضيق جبل طارق. وسيتجه القطار بعد ذلك إلى نفق تحت مضيق جبل طارق، ويمتد بين بونتا بالوما في إسبانيا وبونتا مالاباتا في المغرب.
وستكون محطتها التالية مدينة طنجة بالمغرب قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية الدار البيضاء. بين الجزيرة الخضراء وطنجة، ستكون المسافة حوالي 26 ميلاً، منها 17 ميلاً من المسار في النفق تحت البحر. في أدنى نقطة له، سيكون النفق على عمق 1550 قدمًا تقريبًا تحت مستوى سطح البحر، مع حد أقصى للانحدار يبلغ حوالي 3٪.
سيكون هذا أول خط سكة حديد على الإطلاق بين القارتين، وبغض النظر عن أولوية كأس العالم، فإنه سيربط ويفتح خطوط السكك الحديدية الحالية في كلا البلدين وخارجهما. تشير SECEGSA إلى أنها تستطيع نقل ما يصل إلى 12.8 مليون مسافر بين القارات سنويًا. تكاليف البناء غير معروفة، لكن التقديرات تتراوح بين 7 و8 مليارات دولار.
لا يوجد حاليًا موعد نهائي أو تاريخ لبدء المشروع.
ومن المفترض أن يأتي التمويل من البلدين المضيفين، إسبانيا والمغرب، مع دعم إضافي من مصادر مثل الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، في الوقت الذي أصبحت فيه السكك الحديدية عالية السرعة أكثر شعبية من أي وقت مضى في جميع أنحاء أوروبا، فإنه مشروع مبتكر وخيالي ومثير ويبدو أن لديه فرصة جيدة للنجاح.