أخبار عاجلة

نجاح مصري يعيد رسم خريطة النووي الإقليمي: اتفاق القاهرة بين إيران والوكالة الذرية وسط ترحيبات دولية

 

دبلوماسية مصرية ناجحة: القاهرة تتوسط في اتفاق تاريخي بين إيران والوكالة الذرية لخفض التوترات النووية في الشرق الأوسط

سحر رجب

في تطور دبلوماسي يعزز من استقرار الشرق الأوسط، يستمر الزخم الإيجابي للاتفاق التاريخي الذي توسطت فيه مصر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، والذي وقع في يوم الثلاثاء الماضي، بعد ثلاثة أيام من التوقيع، شهد الاتفاق ترحيبات إقليمية ودولية، مع إشارات إلى بدء التنفيذ الأولي، مما يثير آمالاً في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) لعام 2015.

هذا التقرير يرصد التطورات الجديدة، مستنداً إلى تصريحات رسمية وآراء محللين، وسط تساؤلات حول قدرة الاتفاق على الصمود أمام التوترات الجيوسياسية.

الاتفاق من الجمود إلى التعاون الجديد

وقع الاتفاق في قصر الطاهرة بالقاهرة برعاية وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، حيث جمع بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمدير العام للوكالة رافائيل جروسي.

الاتفاق يهدف إلى استئناف عمليات التفتيش النووي في إيران، التي توقفت في يونيو 2025 عقب غارات جوية إسرائيلية وأمريكية أدت إلى تضرر منشآت مثل نطنز دون تسرب إشعاعي، كما أكدت السلطات الإيرانية.

وأعلن جروسي أن الاتفاق يتيح “تعاوناً تحت شروط جديدة”، مع التركيز على التحقق من مخزونات اليورانيوم المخصب ومنع مخاطر الانتشار.

ويشمل الإطار آليات للتعاون الفني السلمي، مع التزامات متبادلة: تقديم إيران معلومات في الوقت المناسب، مقابل تحقق محايد من الوكالة دون شروط جيوسياسية مسبقة.

كما أنه من المقرر أن تبدأ التفتيشات الأولية في غضون أسابيع، مع مراجعات ربع سنوية لتقييم التقدم، بهدف إعادة إحياء JCPOA بحلول نهاية 2025.

دور مصر من الوسيط إلى اللاعب الرئيسي

يبرز الاتفاق الدور المحوري لمصر في خفض التصعيد، مستفيداً من مصداقيتها الإقليمية بعد 46 عاماً من قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاتفاق خلال اجتماع ثلاثي مع عراقجي وجروسي، مؤكداً أنه “خطوة نحو تقليل التصعيد الإقليمي”.

في تطور جديد، أجرى السيسي مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في أول أمس ، حيث شكر بزشكيان الوساطة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأكد على “دعمها الحاسم”، مع مناقشة وقف إطلاق النار في غزة كجزء من الجهود الإقليمية.

قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الوساطة جاءت في “توقيت حاسم”، مستفيدة من علاقات مصر الجيدة مع جميع الأطراف.

كما أوضح الباحث السياسي مهدي عزيزي أن نجاح هذا الاتفاق قد يؤدي إلى تبادل سفراء بين القاهرة وطهران، مشيراً إلى نقلة نوعية في التنسيق منذ “طوفان الأقصى” أكتوبر عام 2023.

يرى عزيزي أن هذا يعزز مكانة مصر كلاعب رئيسي في حل الأزمات الإقليمية، مستفيدة من علاقاتها لخلق توازن.

ترحيبات إقليمية وتداعيات أوسع

شهد الاتفاق ترحيبات واسعة، بما في ذلك من المملكة العربية السعودية، التي رحبت بالاتفاق كخطوة نحو الاستقرار الإقليمي.

وصف محللون الاتفاق بأنه “هش” (fragile)، لكنه يعالج مخاوف الانتشار التي تفاقمت بعد حرب يونيو 2025، وقد يمهد لتخفيف عقوبات أمريكية إذا نجح في إحياء JCPOA.

بالنسبة لمصر، يعزز الاتفاق مكانتها كقائدة في الجنوب العالمي، متماشياً مع رؤية 2030 للشراكات الأمنية والاقتصادية.

كما أشار جروسي: “تثبت رعاية مصر قوة الدبلوماسية الدائمة”.

آمال وتحديات

مع بدء التنفيذ، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان الزخم سيمتد إلى قضايا أخرى مثل اليمن وليبيا.

يرى المراقبون أن نجاح الاتفاق يعتمد على تجنب تصعيدات جديدة، لكن الترحيبات الأولية تبشر ببصيص أمل في شرق أوسط أكثر أماناً.

عن وجه افريقيا