سحر رجب _ محمد خليل
في حال فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، سيكون جيمس ديفيد فانس نائبا له.
هذا الكاتب والرجل السياسي -الذي يترأس حركة “الشبان الأمريكيين” وهي حركة ذات أفكار متشددة تعارض الإجهاض حتى في حالة تعرض المرأة إلى الاغتصاب أو سفاح القربى- سيلعب دورا هاما في السياسة الأمريكية في السنوات المقبلة. وسيكون من بين المؤثرين على ترامب باعتبار أن الرجلين أصبحا يتشاركان نفس الأفكار. فمن هو هذا الشاب الذي ترعرع في مدينة عانت من الفقر والحرمان الاقتصادي؟
من هو السيناتور الجمهوري جيمس ديفيد فانس (39 عاما) الذي اختاره دونالد ترامب لتولي منصب نائب الرئيس بالولايات المتحدة الأمريكية في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر المقبل؟ وما هي مسيرته والقضايا التي يدافع عنها منذ أن قرر أن يترشح لعضوية مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو في العام 2022؟
ولد جيمس دونالد بومان المعروف بجيمس ديفيد فانس في العام 1984 في مدينة ميدلتاون بجنوب ولاية أوهايو في كنف عائلة فقيرة إذ عاش طفولة مضطربة نوعا ما.
بدأ مسيرته بالانخراط في قوات المشاة البحرية الأمريكية وشارك بحرب العراق. بعد ذلك حصل على منحة لدراسة الحقوق في جامعة ييل المرموقة حيث تعرف هناك على الفتاة التي أصبحت زوجته في 2014 وهي أوشا تشيلوكوري التي تعتبر من أبرز المساندين له والمدافعين عنه، ولديهما ثلاثة أطفال
وبعد أن عمل عدة سنوات في مجال القانون، انتقل إلى ميدان الاستثمار في مجال التكنولوجيا إذ انضم إلى شركة “كابيتال ميثريل” التكنولوجية في 2017.
فانس من الكتابة إلى السياسة
وعلى الرغم من حبه لعالم الأعمال والاستثمار، إلا أن قلبه كان يميل أكثر إلى السياسة. ففي 2016، ألف كتابا يصف فيه الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعاني منها المدينة التي ولد فيها والفقر الذي كان يتخبط فيه أمريكيو الأرياف.
اقترح فانس في هذا الكتاب بعض الحلول من أجل النهوض بالاقتصاد والصناعة في ولاية أوهايو ودعا إلى تعزيز إنتاج النفط بدون أخذ بعين الاعتبار المشاكل البيئة التي قد تترتب عن هذا الخيار، إضافة إلى مكافحة المخدرات ومنع الإجهاض وإصلاح سياسة الهجرة وفرض رقابة صارمة على الحدود لمنع تسلل المهاجرين من المكسيك.
الكتاب تحول إلى فيلم أنجزته شركة “نتفليكس” ولقي إقبالا واسعا في الولايات المتحدة كونه كان يسلط الضوء على المعاناة الاجتماعية والاقتصادية للكثير من الأمريكيين البيض.
لم يكن فانس في البداية من مساندي دونالد ترامب، بل انتقده كثيرا قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة في 2016 وحتى عندما كان رئيسا، واصفا إياه بألقاب عدة.
كما لم يصوت فانس لصالح ترامب في انتخابات 2016. أكثر من ذلك، انتقده عبر تغريدة قائلا بأن “اختيار ترامب لخوض غمار الانتخابات أمر مستهجن ويجعل الأشخاص الذين أهتم بهم خائفين”.
فانس المعارض القوي للإجهاض
كما انتقد فانس أيضا في البداية سياسة ترامب إزاء المسلمين والمهاجرين.
لكن سرعان ما غير موقفه مئة وثمانين درجة وأصبح يدعمه عندما قرر الترشح لمقعد مجلس الشيوخ في 2022. فكان يحتاج إلى الدعم من قبل الرئيس الأمريكي السابق.
تحول فانس إلى أقوى المؤيدين لترامب وأيد ادعاءات ترامب بخصوص تزوير الانتخابات في 2020 وقال آنذاك “لو كنت نائبا للرئيس لكنت رفضت التصويت على النتائج إلا إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة”.
وهذه المقولة كانت عبارة عن سهم وجهه لنائب دونالد ترامب آنذاك وهو مايك بنس الذي لم يعارض نتائج الانتخابات ولم يقف مع ترامب، بل انتقد أيضا الهجوم على مبنى الكابيتول.
ومنذ قراره مساندة ترامب، تحول فانس إيديولوجيا إذ أصبح يدافع عن أفكار يمينية بحتة، على غرار إبعاد المهاجرين غير الشرعيين بجميع الوسائل.
فيما أظهر تطرفا كبيرا في بعض القضايا الاجتماعية مثل منع الإجهاض حتى في حال تعرضت المرأة إلى الاغتصاب أو سفاح القربى.
هذه الأفكار جعلته يتصدر حركة “اليمين الجديد” الذي يضم شبانا أمريكيين شبه متطرفين ومساندين قويين لدونالد ترامب.
فانس… “العدو الجديد للديمقراطيين”
لم يكف فانس عن الدفاع عن ترامب في حربه مع القضاء الأمريكي. فعلى سبيل المثال، كتب في تغريدة على موقع “إيكس” “إدارة بايدن تتمنى أن يقبع ترامب في السجن مدى الحياة وأن تفلس عائلته. إنه أكبر هجوم ضد الديمقراطية”.
وتابع: “إذا كنتم جبناء إلى هذا الحد وترفضون التنديد بذلك، فهذا يعني بأنكم لستم على استعداد للتغيير في السياسة الأمريكية”.
وفور إعلان ترامب عن نائبه، سارع المعسكر الديمقراطي إلى توجيه انتقادات لاذعة ضد فانس واصفا إياه بـ”المتطرف” خاصة في ملف الإجهاض.
كما استحضر مناصرو جو بايدن هجمات فانس ضد ترامب في 2016، لا سيما تلك التي يصف فيها الرئيس الأمريكي السابق بأنه غير “قادر على تقلد منصب رئيس الولايات المتحدة”.
ويسعى المعسكر الديمقراطي من خلال هذه الانتقادات للحد من شعبية فانس لدى فئة الشباب وعند الناخبين المترددين الذين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون.
فيما ستكشف المناظرة التلفزيونية التي ستجرى بين جيمس ديفيد فانس وكامالا هاريس في سبتمبر المقبل أكثر عن شخصية هذا الرجل الذي قد يلعب دورا هاما في السياسة الأمريكية في حال فاز ترامب بمنصب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.