محمد يحيى
انفجرت أجهزة استدعاء يحملها أعضاء في حزب الله بشكل متزامن في أنحاء لبنان كافة، ما تسبب في مقتل ثمانية بينهم طفلة وإصابة أكثر من 2800 آخرين، حسبما أعلن وزير الصحة اللبناني، في مؤتمر صحفي قبل قليل، أوضح فيه أن الأرقام غير نهائية.
وفي بيان أول له، قال الحزب إنه يقوم حاليًا بالتحقيق «أمنيًا وعلميًا» لمعرفة أسباب الانفجار. وأعقب الحزب بيانه بآخر اتّهم فيه إسرائيل بتنفيذ الهجوم، وذلك «بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة». فيما لم تصدر أية بيانات رسمية إسرائيلية بخصوص الحادث بعد.
مصدر أمني لبناني أرجع الانفجار إلى اختراق سيبراني، واعتبر أن «انفجار أجهزة الاتصال يمثل أكبر خرق أمني حتى الآن»، بسحب المصدر الذي تحدث لـ«مدى مصر»، واشترط عدم الكشف عن هويته.
فيما أوضح مصدر مقرب من حزب الله
أن أعضاء الحزب بدأوا في حمل هذه الأجهزة، والتي تم استيرادها في الشهور الأخيرة، بعدما تلقوا تعليمات بعدم حمل تليفونات محمولة لأسباب أمنية.
ويتبادل حزب الله الهجمات مع إسرائيل طوال ما يقرب من عام منذ شنّت إسرائيل حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وهي اشتباكات تنذر بالانفجار والتصعيد، خصوصًا مع التهديدات الإسرائيلية المتتالية بفتح جبهة حرب مع لبنان طوال الأشهر الماضية.
آخر هذه التهديدات جاء قبل يومين بعدما أُلقيت منشورات نُسبت إلى الجيش الإسرائيلي على قرى بجنوب لبنان تطالب سكانه بالإجلاء.
كما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أبلغ جنوده أن الجيش يحوّل تركيزه إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، وأن يستعدوا للتدخل عسكريًا فيها.
المصدر الأمني قال إن من بين المصابين السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، الذي نُقل إلى أحد مستشفيات بيروت، بحسب المصدر وآخرين أحدهما مصدر ثانٍ مقرب من حزب الله والآخر من حركة أمل، أوضحا أن الإصابات التي لحقت به طفيفة وحالته مستقرة.
فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين لها أن أحد قتيلي الحزب هو نجل أحد أعضاء الحزب في البرلمان اللبناني.
وانتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت للحظات انفجار مختلفة لأجهزة الاستدعاء أظهرت أنها أطلقت صوت تنويه قبل انفجارها.
وأظهرت صور إعلامية التُقطت عند موقع الانفجارات في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت إصابات لحقت بأيدي أو أرجل أشخاص مختلفين بعد انفجار الأجهزة في جيوبهم.
كما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بحدوث انفجارات مماثلة في مرجعيون والهرمل وصور.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنها طلبت من مستشفياتها «الاستنفار إلى أقصى درجة»، و«رفع مستوى استعداداتها».
المصدر الأمني قال إن مستشفيات الجنوب اللبناني ازدحمت بالإصابات، وأن أعدادًا كبيرة منهم نُقلوا إلى مستشفيات في بيروت.
وبحسب مصادر صحفية، نقل ستة من المصابين حالتهم حرجة إلى مستشفى الجعيتاوي، فيما سُمعت صفارات الإنذار في أنحاء العاصمة اللبنانية.
إل بي سي» اللبنانية نقلت عن مواقع إعلام سورية أن 11 عضوًا في حزب الله أصيبوا في سوريا، وأضاف مصدر سوري من المكتب الإعلامي للرئيس بشار الأسد، إن بعض المصابين نُقلوا إلى مستشفيات في دمشق ونواحيها.
كان آلاف من أعضاء الحزب أغلقوا تليفوناتهم لعدة أيام في أعقاب اغتيال فؤاد شكر، القيادي الرفيع في الحزب في يوليو الماضي، قبل أن يبدأوا في نقل عملياتهم خارج مناطق الجنوب اللبناني.
وفي يناير الماضي، في أعقاب مقتل القيادي بحركة حماس صالح العاروري بعد استهدافه في بيروت، وجّه حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، أعضائه بعدم استخدام تليفونات محمولة، واصفًا إياها بأنها أجهزة تجسس إسرائيلية.