أ ش أ
أكد كتاب وأدباء وشعراء أن معرض الشلاتين للكتاب في دورته الثانية، التي تختتم فعالياتها اليوم (السبت)، يساهم في تعزيز الهوية المصرية ووحدة نسيج الوطن ويعكس حرص الدولة على وصول الخدمات المعرفية إلى المناطق الحدودية، لا سيما في جنوب مصر ، كما أنه يبرهن على أن الحدود ليست أطرافا منسية بل امتداد للروح.
وقال الكتاب والأدباء ـ في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ إن معرض الشلاتين للكتاب يؤكد حرص مصر ، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، على الارتقاء بالوعي الفكري لأبنائها في كل شبر وموقع من التراب الوطني وفي كل ربوع الوطن ، كما يعزز الانتماء ويرسخ مبدأ العدالة الثقافية من خلال إتاحة وصول الكتاب إلى كافة ربوع مصر وأقاليمها ومحافظاتها كحق لكل أبنائها من سواحل المتوسط شمالا إلى أقصى نقطه جنوبا على خارطة الوطن.
وقال الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد إن إقامة معرض للكتاب في مدينة الشلاتين أمر حيوي نحيي عليه القائمين على الدولة والثقافة المصرية ، مشيدا بمواطني الشلاتين الذين يتمتعون بالوعي ويحرصون على الظاهرة الثقافية، حرصهم على الحياة نفسها، وهي من سمات المصريين عموما منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
وأضاف أن من يقرأ كتاب “فجر الضمير” لجيمس هنري بريستد، يدرك إن الثقافة مكون أساسي في الشخصية المصرية وأن الحرص عليها مسألة أساسية للغاية ، مشيرا إلى أن من الطبيعي أن تقيم الدولة فعالياتها الثقافية على مختلف ترابها الوطني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لأن الثقافة مكون أساسي في الشخصية المصرية.
ووصف القعيد ، قرار تنظيم معرض للكتاب في الشلاتين بأنه صائب ومناسب وعبقري ، وقال :” كل شبر من أرض مصر مهم سواء شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، كل شبر وجزء من تراب الوطن المصري ومعرض شلاتين يعكس هذه الفلسفة المصرية النادرة التي يجب أن نحافظ عليها إلى الأبد”.
وشهد معرض الشلاتين للكتاب في دورته الثانية، إقبالًا جماهيريًا كبيرًا خلال فترة فعالياته التي تختتم اليوم ، وذلك بعد نجاح دورته الأولى في صيف العام الماضي.
وتولي الدولة المصرية، بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اهتماما كبيرا بالمحافظات والمناطق الحدودية ووصول الخدمة الثقافية والتوعوية لأبنائها توازيا مع تكثيف الأنشطة التنموية والخدمية والصحية والتعليمية لبناء أجيال واعية ومبدعة في كل ربوع مصر.
وجذب معرض الشلاتين للكتاب، المواطنين والجمهور الشغوفين بالقراءة وحب المطالعة حيث تعرفوا على أحدث وأقيم الإصدارات والمؤلفات وتجولوا، لمطالعة ومعاينة كل الإصدارات التي يتم استعراضها من خلال الأجنحة المختلفة؛ الأمر الذي انعكس على حالة من الرضا أبداها الزوار.
وأكدت الشاعرة شيرين العدوي عضو المجلس الأعلى للثقافة وعضو اتحاد كتاب مصر أن الدولة المصرية ، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضع على رأس أولوياتها تقديم الخدمات الثقافية للمناطق الحدودية ، وأن هذا المعرض يمثل نافذة معرفية مهمة تُقدم إصدارات قطاعات وزارة الثقافة بأسعار رمزية، دعما لنشر الوعي وترسيخًا لمبدأ العدالة الثقافية.
وقالت العدوي إن الدولة المصرية تسعى لتكثيف الأنشطة التنموية والخدمية، وفي مقدمتها الثقافة والفنون، لبناء أجيال واعية ومبدعة .
واعتبرت أن هذا المعرض يأتي في سياق حرص الدولة على تحقيق العدالة الثقافية والوصول بالخدمات المعرفية إلى المناطق الحدودية، لا سيما في جنوب مصر، ويعد استمرارًا للنجاح الملحوظ الذى حققته الدورة الأولى من المعرض في عام 2024، التي شهدت إقبالًا جماهيريًا واسعًا من أهالي المنطقة ، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تعمل على نشر المعرفة وتعزيز القراءة في جميع محافظات الجمهورية لتكون في متناول جميع الفئات وفي كافة ربوع الوطن.
وقالت العدوي :إن الكتاب الورقي مازال له دور فاعل ومؤثر في الساحة الثقافية، رغم التحول الرقمي، والمفاجأة أن كثيرا من الشباب يفرحون بالكتاب الورقي أكثر من الرقمي ويعدون مثل هذه الاحتفاليات عرسا فكريا يثري أرواحهم ، أقول هذا وفي ذهني مسابقة المبدع الصغير عندما فاجأني عدد من الفائزين بها بطبع دواوينهم الورقية ، كما أن مثل هذه الفاعليات تساعد في نشر الوعي المجتمعي والبعد عن التطرف والإرهاب. فلا تطرف في ظل ثقافة حقيقية.
ويؤكد أهالي الشلاتين والمناطق القريبة منها، مثل حلايب وأبو رماد، أنهم استفادوا مما قدمه المعرض من كتب قيمة وتخفيضات متميزة لاسيما كتب الأطفال إلى جانب المشاركة في برنامج “مصر جميلة” الذي يستهدف اكتشاف المواهب ورعايتها.
وأبدى رواد المعرض من القراء والمواطنين إعجابهم الشديد بالإصدارات والمؤلفات المختلفة لاسيما تلك المتعلقة بتعزيز الهوية والانتماء لكل المصريين في كل شبر على ارض مصر عامة وتلك المتعلقة بالحياة الطبيعية والبيئة في مناطق حلايب والشلاتين وأبو رماد.
ويمثل معرض الشلاتين للكتاب نافذة معرفية مهمة تُقدم إصدارات قطاعات وزارة الثقافة بأسعار رمزية، دعمًا لنشر الوعي وترسيخًا لمبدأ العدالة الثقافية ووصولها إلى كافه شرائح الشعب المصري بتكلفه معقولة.
من جانبه ، أكد الكاتب الروائي خليل الجيزاوي وكيل وزارة الثقافة الأسبق وعضو مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر أن معرض الشلاتين الثاني للكتاب أبريل 2025 يُعدّ تظاهرة ثقافية لنقل الثقافة من قلب القاهرة إلى كل محافظات مصر المحروسة، والمحافظات الحدودية في القلب، خاصة مدينة الشلاتين بمحافظة البحر الأحمر؛ لأنها جزء عزيز وغال على كل المصريين.
وقال الجيزاوي إن معرض شلاتين للكتاب هذا العام تشارك به معظم قطاعات وهيئات وزارة الثقافة بأحدث إصداراتها مثل: المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، دار الكتب والوثائق القومية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، المركز القومي للترجمة، المركز القومي لثقافة الطفل، بالإضافة لهيئات أخرى مشاركة بمعرض الشلاتين الثاني للكتاب هذا العام مثل: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، المركز القومي للطفولة والأمومة.
واعتبر أن مشاركة جميع الهيئات الثقافية الكبرى بمعرض الشلاتين للكتاب الثاني تعكس مدى اهتمام الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة لنشر ثقافة المعرفة بين طلاب مدارس مدينة الشلاتين وإتاحة الفرصة لراغبي القراءة بوصول الكتاب حتى محل إقامتهم.
ولفت إلى أن هذا المعرض رسالة قوية ومباشرة أن ثقافة القراءة ليست ترفًا بل أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة، خاصة عندما نعرف أن معظم طلاب وطالبات المدارس من مدينة الشلاتين مشاركين في الفعاليات الثقافية في هذا معرض الكتاب هذا العام، من خلال ندوات ثقافية يشرف عليها قصر ثقافة الشلاتين، أو الورش الفنية المصاحبة للمعرض الموجه للأطفال واليافعين الذين يشاركون في الورش الفنية للرسم وعزف الموسيقى والغناء والتعرف على الحرف اليدوية الخاصة بأهلنا في مدينة الشلاتين والفنون التشكيلية، تلك الورش التي ينظمها ويشرف عليها المركز القومي لثقافة الطفل.
وتابع قائلا:” على المستوى الشخصي فإن سعادتي مضاعفة للمشاركة في معرض الشلاتين الثاني للكتاب بروايتين صدرتا لي خلال الفترة الماضية، الأولى رواية “خالتي بهية” التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2022، والثانية رواية “عتبات السلطان” التي صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2023، فالكاتب يفرح فرحًا كبيرًا مُضاعفًا عندما تصل رسالته فيما يكتبه لكل مدينة من المدن المصرية والعربية” ، مشددا على أن الكتابة رسالة تنويرية تهدف ثراء العقل بثقافة المعرف.
بدورها ، تؤكد الكاتبة داليا يسري أن مدينة الشلاتين لم تكن يومًا بعيدة عن القلب، وها هي اليوم تقترب أكثر إلى الوجدان الثقافي المصري، عبر تنظيم معرض الكتاب الذي جاء حاملاً معه رسالة خفية تهمس قائلة أن “الثقافة تمد يدها إلى الأطراف”.
وقالت يسري إن هذا المعرض ليس حدثًا ثقافيا عابرا، بل هو رسالة بليغة بأن مصر تُعيد رسم خريطتها الثقافية بعدالة ووعي، مدركة أن الحدود ليست أطرافًا منسية، بل هي امتداد للروح.
وأردفت :” هنا في شلاتين، حيث تُروى الحكايات على ملامح الوجوه، كانت الكلمة المكتوبة ضيفًا عزيزًا طال انتظاره. وذلك لأن المعرض لم يحمل الكتب فقط، بل حمل معه إشارات واضحة على أن الثقافة ليست حكرًا على العاصمة والمدن الكبرى، بل حق أصيل لكل بقعة على الأرض المصرية”.
وصدر للكتابة الروائية داليا يسري، ستة أعمال أدبية،منها 3 روايات وهي رواية “وللنساء أحيانا حكايات أخرى” في عام 2016، ورواية “مذكرات سيدة القصر”، في عام 2018، ورواية “غبار الياسمين” في عام 2023، علاوة على ترجمة روايتين عن اللغة الروسية، الأولى بعنوان “المترجم” لكاتبتها ألكساندرا مارينيا، والثانية “الشيطان الصغير”، لكاتبها فيودور سولوجوب ، بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان “ليه محصلش نصيب؟” صدرت عن دار “ن” للنشر والتوزيع.
وشددت الكاتبة داليا يسري على أن ما شهدته مدينة شلاتين من تفاعل حيّ مع فعاليات المعرض، يؤكد أن العطش إلى المعرفة لا يعرف جغرافيا، وأن الإنسان في أي مكان، حين تصله الكلمة، يحتضنها بشغف.
ووصفت تنظيم المعرض بالخطوة المباركة التي تُحسب لوزارة الثقافة، وتُعلي من قيمة العدالة الثقافية، وهي قيمة لطالما نادت بها الدولة المصرية في رؤيتها لبناء الإنسان ، معربة عن أملها في أن يتحوّل هذا الحدث إلى تقليد سنوي، بل ونقطة انطلاق لسلسلة من الفعاليات التي تُرسّخ حضور الثقافة في مدننا الحدودية، لأن من يملك الكتاب، يملك الضوء.
وتضم أجنحة معرض الشلاتين للكتاب، في نسخته الثانية هذا العام، إصدارات متنوعة من جهات وزارة الثقافة، منها ما تقدمه هيئة قصور الثقافة من 200 عنوان حديث في مجالات الأدب، التاريخ، التراث، الفلسفة، النقد، الفنون، وأدب الطفل، إلى جانب مجموعة من الأعمال العالمية المترجمة ، وكتب كلاسيكية وتراثية.
ويشارك في المعرض العديد من قطاعات الوزارة، بما في ذلك دار الكتب والوثائق القومية، والمركز القومي للترجمة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومركز ثقافة الطفل، والمركز القومي للطفولة والأمومة ، كما كان لافتا مشاركة هيئة المساحة المصرية من خلال توفير الخرائط الموثقة عن طبوغرافية الحدود المصرية وأوجه الحياه البرية والطبيعية التي تتميز بها فضلا عن أوجه الحرف اليدوية والتراثية التي يظهر بها هذا الجزء العزيز من ارض الوطن.
وتنوعت فعاليات معرض الشلاتين لتتجاوز عرض الكتب والمصادر الثقافية على أرفف أجنحته إذ شملت كذلك، إقامة فعاليات مصاحبة للمعرض للأطفال والشباب، مثل برنامج “مصر جميلة” الذي ضم ورش رسم وموسيقى وحرفا يدوية وفنونا تشكيلية