تمتلك مصر ثروة كبيرة من الرمال السوداء، تصل إلى ما يقرب من 5 مليارات طن، وتقدر قيمتها المادية بنحو 16 تريليون دولار.
وأعلنت مصر قبل يومين عن افتتاح مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، والذي يعد الأحدث من نوعه على مستوي العالم مستخدما تكنولوجيا التعدين، وذلك ضمن المشروعات القومية التى تهدف إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية لمصر، وتحقيق القيمة المضافة من المعادن المستخلصة من الرمال السوداء.
تكتسب الرمال السوداء أهمية اقتصادية، حيث تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة التي تدخل في الصناعات الاستراتيجية.
وقال الدكتور حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية في مصر، إن البلاد تمتلك من الرمال السوداء نحو 5 مليارات طن تكفي لمدة تصل إلى 200 عام وفق المناطق المكتشفة حتى الآن.
وأضاف ميره أن سعر الطن يختلف من معدن لآخر، وقد يصل إلى 3200 دولار للطن الواحد، بينما يزيد في بعض المعادن الأخرى عن ذلك.
وأوضح أن عوائد مشروعات القيمة المضافة في مشروع البرلس فقط والذي تم افتتاحه قبل أيام قد تصل إلى 6 مليارات دولار.
الرمال السوداء
الرمال السوداء تمثل رواسب شاطئية ثقيلة تتراكم على الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار، وتتركز بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التى تصبها الأنهار في البحر، وتتكون من معادن ثقيلة خاصة معدني الماجنتيت والألمنيت، وتستغل كخامات للحديد. وأهم البلاد التي تستغلها الهند والبرازيل ومصر.
أنواع الرمال السوداء
هناك رمال داكنة اللون مليئة بالمعادن الثقيلة بنسبة بين 70% إلى 90%، ونوع رمادي يحتوي على نسبة تصل إلى 40% من المعادن الثقيلة.
ووفقا للدراسات التى أجريت في مصر على الرمال السوداء، تمتلك محافظة كفر الشيخ ما يزيد عن 250 مليون طن رمال سوداء، بجانب احتياطي يعادل 200 مليار متر مكعب، الأمر الذي يجعل من مصر صاحبة أكبر احتياطي من الرمال السوداء عالميا.
جاء افتتاح مصنع الرمال السوداء استجابة لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعظيم القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال، والذي أكد خلال حديث سابق له في نهاية العام الماضي أنها ستحقق أكبر فائدة اقتصادية واستثمارية للبلاد.
تواجد الرمال السوداء
تمتلك مصر وفقا لبيانات حكومية 11 موقعا غنيا بالرمال السوداء، وتتحول الرمال بعد فصلها إلى منتجات استراتيجية تدخل في 41 صناعة مهمة.
وتوجد الرمال السوداء على السواحل الشمالية بتركيز مرتفع، بدءا من رشيد حتى العريش بطول 400 كيلومتر، من شمال إدكو محافظة البحيرة، ثم تتوزع في 4 مناطق شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط 300 مليون متر مكعب ورشيد 600 مليون متر مكعب وبلطيم 200 مليون متر مكعب.
وتدخل المعادن المستخلصة من الرمال السوداء في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ ومركبات الفضاء والأصباغ والورق والجلود والسيراميك وتركيبات الأسنان والخرسانة والحديد الإسفنجي وأحجار الجلخ والضنفرة وفلاتر المياه والهواتف الذكية والسيارات العاملة بالكهرياء.
مصنع الرمال السوداء
وتعاقدت مصر على شراء الكراكة الهولندية تحيا مصر والتي وصلت في 5 أغسطس الماضي لميناء بوغاز البرلس، تمهيداً لتفكيكها ونقلها لمصنع الرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ على مساحة 80 فدانا.
ومشروع الرمال السوداء في مصر يشارك فيه محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار القومي، باستثمارات تقدر بنحو 24 مليون دولار.
ووفقا لرئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء اللواء مجدي الطويل “أهم المعادن في الرمال السوداء الإلمنيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، والماجنتايت”.
وأضاف لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن الطاقة الإنتاجية لمصنع الإلمنيت تبلغ 298 ألف طن في العام، بينما تصل إلى 25 ألف طن في العام لمصنع “الزيركون” ولمصنع “الجارنت” نحو 12 ألف طن في العام، ولمصنع “الروتايل” نحو 11 ألف طن في العام ولمصنع “المونازيت” نحو 145 طنا في العام.
وقال حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية في مصر، إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وجه الدعوة للقطاع الخاص للمشاركة في مشروع الرمال السوداء، خاصة أن دراسات الجدوي أكدت وجود عوائد اقتصادية كبيرة من المشروعات التي ترتبط بنحو 41 صناعة استراتيجية أخرى، إضافة لكونه يساعد في دفع الاقتصاد ومعدلات النمو وتنمية المجتمع.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية أن العوائد من مشروعات الرمال السوداء ستتحقق خلال عامين من البدء، وهو مشروع مكود عالميا.
من جانبه علق الخبير الاقتصادي خالد الشافعي قائلا إن مجمع الرمال السوداء في مصر من شأنه جذب المستثمرين المحليين والأجانب، علاوة على أنه فرصة لجذب المليارات من الدولار لمصر، خاصة مع ارتفاع معدلات المخزون الاستراتيجي في مصر من الرمال السوداء وفقا لما تم الإعلان عنه.