ثورة سوريا والأسئلة الصعبة أى متابع لما حدث في سوريا أصابه الدهشة من أن تنجح قوي المعارضة من سقوط نظام الأسد ويهرب الرئيس إلي روسيا في أيام قليلة لا تتخطي أصابع اليدين الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة تبلورت في محور واحد كيف ولماذا وماذا بعد؟؟؟من يقرأ المشهد السوري داخليا وتعامله مع الخارج والمستجدات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخرا وأيضا حرب روسيا وأوكرانيا يستطيع أن يقترب من تفسير علامات الاستفهام المطروحة أعلاه ..عقب أحداث ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي في٢٠١١ وخروج المظاهرات الغاضبة في سوريا ضد بشار وتصاعدت إلي درجة أن أصبحت حرب أهلية وتم قمعها ليس عبر الجيش فقط بل بالطائرات الروسية أيضا وكان اثر ذلك نزوح حوالي ٥’٦ مليون لاجئ إلي دول العالم ومن ثم أعتمد بشار علي موسكو باعتبارها المنقذ والمدافع الأول علي نظامه وعندما نتحدث عن الجبهة الداخلية لسوريا سنجد أن عد السكان أكثر بقليل من ٢٣مليون نسمة ٧٥./.سنة و١٠./.علويين والباقي مسيحيون ودروز واسماعليون وتركمان وشركس ويهود لم يستطع نظام الأسد أن يضع كل هولاء في بوتقة واحدة تتسم بالمساواة بل أحدث التميز الطبقي والسياسي ووضع السلطات والوظائف العليا في يد طائفة العلويين التي ينتمي إليها أضف إلي ذلك الأوضاع الأقتصادية الداخلية المتأزمة الأمر الذي يفسر خروج الشعب للترحيب وتأييد المعارضة التي تبنت خطاب سياسي دعت فيه كل الاتجاهات السياسية للتوحد لبناء سوريا الديمقراطية أمافي تعامل نظام بشار مع الخارج كان ارتباطه وثيقا بروسيا وايران وعلاقاتها سيئة ومتوترة مع تركيا وأوربا أما علاقته مع معظم الدول العربية كانت شبه مقطوعة لمدة١١عاما وعادت العام الماضي عبر الجامعة العربية.. ماذا يعني فيما سبق ؟ أن بشار كان اعتماده كليا علي حليفين روسيا وإيران فقط وبني علي ذلك منظومة حكمه في الداخل والخارج ..إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن كما يقول المثل فلقد جاءت حرب روسيا و أوكرانيا التي تدعمها أمريكا وأوربا وأستمرت مايقرب من عامين لتخرج بشار من أولويات روسيا بل تستخدمها كورقة في حساباتها مع أمريكا راعية إسرائيل أما طهران دخلت في معارك مع تل أبيب علي خلفية دعم ومساندة حزب الله ومن ثم أصبحت يد كلا من موسكو وطهران مشلولتان من مساندة ودعم الأسد في الوقوف ضد قوي المعارضة كما حدث من قبل عام ٢٠١١هكذا باعت روسيا وإيران نظام بشار أضف إلي ذلك أن الأغلبية العظمي من شعبه ليس معه بل ضده كما أوضحنا أعلاه الأمر الذي أدي إلي السقوط السريع والهروب ليلا..وماذا بعد أو إلي أين تتجه سوريا ؟ رغم الأفراح ورايات النصر التي ترفرف في كل مكان في سوريا إلا أن القادم صعب وقد يكون أخطر إذا لم تتم أدارة عملية أنتقال الحكم بحنكة و حكمة فائقة ويصبح العنوان الرئيس للجميع مصلحة البلد هي العليا وهي الحاكمة في أي موقف وأي قرار ..التحديات كبري كيف تنصهر فرق المعارضة في فريق واحد دون خلاف ..كيف يتم التشكيل الرئاسي للبلاد .. كيف يتم التعامل مع إسرائيل التي بدأت تستحوذ علي مناطق جديدة في الجولان ..كيف سيكون التعامل مع إيران ..كيف التعامل روسيا وامريكا وقواعدهما العسكرية ؟؟؟؟..الأسئلة صعبة والإجابات أصعب
مدحت البسيوني
الوسومإيران الأمريكان روسيا سقوط نظام الأسد سيطرة المعارضة السورية مدحت بسيوني