خريطة جديدة للمنطقة برعاية ترامب التصريحات التي أدلي بها نتنياهو في نهاية زياراته لأمريكا الجمعة الماضية يجب ألا تمر مرور الكرام نظرا لأهميتها وخطوراتها علي المنطقة حيث تكشف عن اتفاقه مع ترامب في وضع خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط ..كيف حدث ذلك ؟ وماهي تلك خطة التي تم وضعها في واشنطن ؟ لقد نجح رئيس وزراء اسرائيل في أن يحتوي بل يمكن القول أن يضع الرئيس الأمريكي تحت تأثيره عبر الفهم الجيد لشخصيته النرجسية ( لديه شعور مبالغ فيه لا أساس له بأهميته ومواهبه أي هوس العظمة ) ومن ثم استطاع في أكثر من مرة أن يدفع ترامب للتراجع عن تصريحاته الخاصة بغزة وكان أخرها قوله أن سيتم وقف حرب غزة خلال اسبوع كان ذلك قبل لقائهما في واشنطن لكن الوضع تغير عقب المحادثات المشتركة التي عقدت في واشنطن وخفت صوته وتجاهل ما أعلنه .. وفي إطار استثمار (هوس العظمة ) لدي ترامب الذي يري أنه من عظماء رؤساء أمريكا الذين توجو بجائزة نوبل للسلام مثل روزفلت ..يلسون و كارتر حتي أوباما الذي انتقده كثيرا ومن ثم يسعي ويحلم لذلك .. الأمر الذي استثمر نتنياهو هذه الرغبة وفي ذات الوقت توطيد العلاقة معه وتمثل ذلك في لقائه البيت الأبيض اشبع غرور ترامب زف له خبر قيامه بترشحه لجائزة نوبل .. هذه مقدمة توضح كيف وصلت قوة العلاقة بينهما و تساعد ايضا علي محاولة فهم تصريحات نتنياهو التي جاء فيها .. أن لقاءه مع ترامب أسفر عن تفاهمات وصفها ب(التاريخية)تتعلق بغزة والمنطقة و(تتجاوزها )وسيتم الكشف عنها لاحقا.. السؤال الذي يفرض نفسه ماهي التفاهمات ولماذا وصفها ب التاريخية ؟ واضح انهما اتفقا بما يشبه المعاهدة( وهذا يفسر الوصف ب التاريخية) أي يسجلها التاريخ .. ومن ثم يمكن نستنتج وفقا للتطورات والأحداث التي جرت مؤخرا بعضا من هذا الأتفاق وضع خريطة لمناطق النفوذ والسيطرة الإسرائيلية وهذا يفسر لنا تعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة بعد ان كانت الاخبار الوارده من تلك المفاوضات تشير إلي قرب توقيع الأتفاق وهذا ما أعلنه أيضا ترامب ..حدث هذا عقب عودة نتنياهو من واشنطن بل وصل الأمر أعلان اسرائيل أنها لن تنسحب من مايقرب من ٤٠./.من مساحة غزة بعد أن كان الأتفاق في بداية المفاوضات غير ذلك كما أعلنت عن تجميع الفلسطينيين في منطقة الجنوب علي الحدود المصرية وهو ما يشكل ضغطا علي مصر لكنها لن تسمح بالهجرة إلي أراضيها وموقفها واضح في ذلك .. طالبت اسرائيل هدنة ٦٠ يوم دون الأتفاق علي وقف دائم للنار من أجل عودة الأسري وهذا ما ترفضه حماس و يعني أيضا أن نتنياهو سيواصل حرب الاباده والضغط علي الفلسطنيين مع تسهيل اجراءت الهجرة الطوعية من أجل الاستيلاء علي غزة وتحقيق حلم ترامب بإنشاء ريفيير علي ساحل غزة .. وقد يتضمن الاتفاق أيضا التطبيع الكامل بين اسرائيل والخليج خاصة السعودية وأيضا مع سوريا والعراق .. أما إيران من المؤكد انها دخلت (اتفاقية نتنياهو و ترامب) وإخضاعها لمعاهدة تتضمن عدم حصولها علي أسلحة نووية … وما خفي كان أعظم .. لكن السؤال الأن اين الموقف العربي من هذه التطورات الخطيرة ؟
كاتب صحفي مصري