لماذا ؟ جاءت دعوة ترامب لكل رؤساء مصر .. تركيا ..السعودية..قطر..الأمارات والاردن إلي أمريكا لتمثل مفاجئة للكثيرين، وتضع علامات استفهام لماذا تلك الدعوة الآن ولماذا يكون اللقاء في أمريكا ؟ وما لجديد في جعبته ؟.
أن القراءة للأحداث التي شهدتها المنطقة والمجتمع الدولي حول مايحدث في غزة خلال الأيام القليلة الماضية قد تقودنا إلي تفسير ودوافع تلك الدعوة.
لم تنجح تدخلات ترامب لوقف تحرك الدول التي تصنف ب شركاء أمريكا من أن تمنعها من الأعتراف بدولة فلسطين وكان أخرها بريطانيا الحليف الاستراتيچي حتي لم يمض ساعات علي انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي لها حتي أعلن قرار الاعتراف.
لقد أدركت واشنطن أن هناك ما يشبه الإجماع الدولي علي أن حل الصراع المزمن الإسرائيلي الفلسطيني لن ينته إلا بحل الدولتين وقد تجلي ذلك عبر المظاهرات المناهضة لإسرائيل التي اجتاحت معظم مدن العالم.
كما ان مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الأخير ..كل الدول الأعضاء بما فيهم الدائمين صوتوا علي إدانة اسرائيل علي عدوانها علي قطر ماعدا امريكا ..وعلي الجانب العربي بدأت واشنطن تشعر أن حلفائها في المنطقة بدأوا خطوات بفك الأرتباط التاريخي معها الأمر الذي يهدد بغلق (كنز علي بابا) حيث وقعت السعودية مع باكستان اتفاقية دفاع مشترك وأصبحت دول الأخري في حالة فقدان التوازن وفي حالة ترقب لنتائج الخطوة السعودية حتي يحذو حذوها.
كما أن الموقف التركي الداعم و المؤيد الذي أصبح شريكا في القضية الفلسطينية وفي ذات الوقت تربطها علاقات قوية بدول المنطقة.
وهذا يفسر سبب دعوة تركيا أما مصر حيث تأكد ترامب أن موقفها ثابت ضد الحرب الإسرائيلية وترفض التهجير رافضا قاطعا أو اي حل يهدد أمنها القومي لدرجة أن الرئيس السيسي اعتذر عن تلبية دعوة من البيت الأبيض لزيارة أمريكا كما تحدثت الأخبار حتي لا يدخل في نقاش حول الطروحات الأمريكية الخاصة بالتهجير وهناك من يرى أن الرئيس استمر في هذا الموقف و أناب رئيس الوزراء لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
يضاف إلي ان دوافع (الزيارة) التي تم ذكرها أعلاه الأحداث الملتهبة في إسرائيل التي أحدثت شرخا كبيرا في الكتلة الشعبية الداعمة ل نتنياهو داخل اسرائيل عقب انضمام دول اوروبية تربطها بها علاقات تاريخية في الاعتراف بفلسطين الذي بدأ يشبه كرة الثلج وخرجت اصوات عديدة ذات شأن اسرائيلي تهاجم نتنياهو بشدة وتوجه له اتهامات أنه المسئول عن دولة الكيان التي أصبحت منبوذه في العالم ..هذه الأسباب قد تكون أحد الدوافع المهمة وراء دعوة (الرؤساء) للقاء ترامب في واشنطن لكن ماذا يريد من هذا اللقاء واضح أن لديه خطة لإنهاء الحرب والدليل علي ذلك الاخبار المتداولة والواردة من امريكا تتحدث أن ويتكوف مع فريقه أعدوا خارطة طريق لوقف القتال وما بعده إلا هناك من يسأل لماذا اللقاء في أمريكا ولماذا لايكون مثلا في القاهرة بإعتبارها أحد الفاعلين الأساسيين في ملف التفاوض وفي ذات الوقت بعيدا عن أمريكا التي مارست ضغوطا شديدة لقبول مقترحات كلها تصب في مصلحة تل أبيب ومن ثم البعد عن واشنطن يخفف من وطأة ما قد يتعرضون من ضغوطات في المفاوضات خاصة من رئيس متقلب ليس له بوصلة محددة.. كما أن هناك مخاوف من أن تلك الضغوط تعيد العرب إلي مقولة في تراثهم القديم (ودارهم ما دمت في دارهم ) ويقبلون ما لا يردون .