أمس كان يوما مشهودا في تاريخ الشرق الأوسط بدأ في تل أبيب واختتم في القاهرة ولم ينته صداه ومخرجاته .. جاء ترامب رافع راية تحقيق السلام في العالم أحد بنود برنامجه الانتخابي الذي أوصله إلي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض ليوقف مجازر حرب غزة بعد أن انتفاض شعوب العالم ضد اسرائيل وينقذ الولاية الأمريكية الواحد والخمسين من طوفان الكراهية العالمي، وفي ذات يوقف كرة الثلج بالاعتراف بدولة فلسطين.
جاء ومعه خطة وضعها مندوبه ويتكوف بالاتفاق مع فصائل المقاومة وبمشاركة مصر وقطر وتركيا التي تمثل الحل المتاح لايقاف شلالات الدم وحرب التجويع.
بدأ الرئيس الأمريكي جولته في المنطقة التي استغرقت يوم واحد في اسرئيل مشددا علي تنفيذ خطته التي تحمل اسمه ووضعها فريقه الذى يثق فيهم ..كان هذا التشدد واضح عندما قال له أحد الصحفيين وهو علي باب الطائرة أن نتنياهو أعلن أن استئناف الحرب وارد عقب المرحلة الأولي من الأتفاق رد عليه بحزم الحرب انتهت قالها ثلاث مرات وكان ذلك بمثابة رسالة قوية إلي رئيس الوزراء الأسرائيلي قبل وصوله تل أبيب.
من تابع لقاءات ترامب في اسرائيل وخاصة في الكنيست يكتشف كانت أشبه مهرجان مديح و(شكريات ) في ترامب فكرني بفيلم علي ما أتذكر ياسمين لما قالت ل زكي رستم أنت بابا وماما وأنت كل حاجة يحدث ذلك لأنهم يعرفون شخصيته جيدا أن لديه هوس الزعامة و غرورها.
ولم أحد يناقش أو يعترض علي (الخطة ) وفي حديثه لم يذكر اسم دولة فلسطين وهذا يتوافق إلي حد ما مع جاء في خطته في البند رقم ١٩ (عندما تتهيا الظروف يفتح مسار نحو تقرير المصير إقامة الدولة الفلسطينية ) بينما يأتي البند ال ٢٠ وكأنه يلغي البند السابق .. ستقيم أمريكا حوار بين اسرائيل والفلسطينيين للاتفاق علي أفق سياسي لتعايش سلمي و مزدهر.
إلا أنه في قمة الكبار بشرم الشيخ السيناريو اختلف الوضع كانت الحفاوة المتعارف عليها دبلوماسيا رغم أن حاول أن يظهر كطاوس عندما وقف علي منصة القاعة لمصافحة الرؤساء وجاء المشهد باهتا .. إلا أن اللحظة التاريخية التي كانت وراءها الرئيس السيسي بدعوة ترامب للتوقيع علي الاتفاقية وبحضور كبار قادة العالم ليشهدوا مراسم التوقيع في شرم الشيخ ولتصبح وثيقة دولية ملزمة لتنفيذ بنودها علي أرض الواقع ..لكن هناك من يري أن (الخطة ) تتضمن نزع سلاح حماس وهذا يمثل المشكلة التي قد تجهض تنفيذها ..الخطة لم تنص علي الجهة التي ستقوم بنزع السلاح ومن ثم لن يتم تسليمه لاسرائيل وهنا يثار سؤال ماهى انواع السلاح ؟ أن كله تندرج تحت ما يسمي بالأسلحة الخفيفة البنادق والقنابل والهاون … أن قوة هذا السلاح تأتي من قوة المقاومة. كما أن بند تسليم السلاح من البنود الأخيرة في الاتفاقية و وا فقت عليه حماس ..وهناك من يرى أن خطة ترامب افضل حل متاح لإنقاذ فلسطينين غزة من عدو لايعرف إلا لغة القتل والدمار في ظل أجواء إقليمية وعالمية عاجزة .. أو تحت مقولة إنقاذ مايمكن انقاذه طالما هذا المتاح حاليا