محمد عبد القدوس يكتب : تعطلت سيارة الشرطةفتم القبض على المتهم

 

حكاية غريبة حقيقية

يوم مطير، ضابط الشرطة “نبيه عبد السلام” بمديرية أمن القاهرة في طريقه للقبض على لص خطير، لابد من الوصول إلى مكانه بسرعة قبل أن يهرب، يقول لسائق السيارة بسرعة لا نريد أن نتأخر  يجب ان نصل إليه خلال دقائق.

تقطع السيارة الطريق في سرعة فائقة رغم خطورة ذلك على ركابها نظرا للمطر الذي يهطل بغزارة ، ودون مقدمات تقل سرعة العربة ثم تبطئ وأخيراً تتوقف رغم كل محاولات السائق.

يلعن ضابط الشرطة حظه ويصيح: “ضاعت كل جهودنا في القبض على اللص” ، بعض المارة يتعاونون مع قوة الشرطة في دفع السيارة !!
رئيس القوة يقول لكل عابر “زقه من فضلك” !!
وأخيراً تقوم السيارة وسط فرحة لا تقدر من الجميع وكأنهم ألقوا القبض على اللص نفسه !
ومن جديد يستحث السائق على السير بأقصى سرعة ، ولكن العربة العجوز لا تطاوعه إنها “تحشرج” من جديد ثم تتوقف مره اخرى بعد أن أوشكت على الإقتراب من مكان إختباء المتهم المطلوب !
والحل ؟
يأمر ضابط الشرطة قوته بمغادره السيارة .. سنذهب إلى مخبأ اللص بالاقدام .. من المؤكد أننا سنصل إليه أسرع على أقدامنا من هذه السيارة المتهالكة التي قامت بتعطيلنا ما يقرب من ساعة ، ويدعو ضابط الشرطة ربه بأن يوفقه في القبض على المتهم .
القدر يستجيب للنداء الصادر من الأعماق بطريقة لا تخطر على بال أحد .. ينزل ضابط الشرطة “نبيه عبد السلام” من عربه البوليس التي توقفت عند مدخل حارة ضيقة ، بغلق باب السيارة ليفسح الطريق للأشخاص الذين حجزهم وراءه وحال دون مرورهم ، وفجأة يصيح في أحدهم :”قف مكانك” .. يقترب منه بسرعة ليتأكد من شخصيته .. أنه اللص !!
فوجئ بسيارة الشرطة تسد باب الحارة فحاول أن يبدو طبيعياً ويمر من جانبها دون أن يشعر أحد ..
يقول “نبيه عبد السلام”: الحمد لله على تعطيل السيارة في هذا المكان ، كان اللص على وشك الإفلات لولا تدخل العناية الإلهية!!
في واقعة لا تحدث إلا إستثناء أو قل نادراً !!

كاتب صحفي مصري

عن وجه افريقيا