أخبار عاجلة

محمد الشماع يكتب: فانطازيا كمان وكمان

 

عادة بخاف جدا من الأعمال الإبداعية اللي ليها أجزاء تانية، أولاً لأن أغلبها بيبقى استثمار لنجاح الأجزاء الأولى، فبتبقى معمولة بعدم اعتناء، اللي هو ما إحنا نجحنا خلاص، وثانيا لأنها بتدخل مقارنة مع الجزء الأول الناجح فعلا، وبنخش في منطقة في الفن مش محبوبة قوي، وثالثا ما بالك بقى ده مسرح، اللي هو يعني الغلطة فيه بفورة.

وده اللي كان قالقني جدًا لما قررت أروح عرض “فانطازيا كمان وكمان” على مسرح الجيزويت، خصوصًا إن فريق (شمعة وملاحة) بقيادة مايكل تادرس كان له مسرحية سابقة ناجحة وهايلة بعنوان “فنطازيا”.

لكن وماله، تعالى نشوف ونتفرج ومش هنخسر حاجة:

بدأ العرض، بنفس الطريقة اللي بدأ بيها مايكل العرض الأول، بداية تفاعلية مع الجمهور، ماشي. بعدها أغنية، زي العرض الأول، برضه ماشي. الجمهور متجاوب، وأنا كمان متجاوب، طيب ليه لأ.

بداية هنحطها في خانة المقبول.

ثم بدأت اللوحات.

شعور إنك تقريبا عارف بناء المسرحية مش ألطف حاجة، وبيخليك متحفز، لأي غلطة وأي هفوة.

ولكن المفاجأة إن اللوحات من حيث الكتابة والسيطرة على الممثلين وحركتهم على المسرح، كانت شديدة الروعة. موضوعات غاية في العمق، وغاية في الأهمية، قدمها مايكل (مخرج وكاتب العرض) في منتهى الرشاقة والعبقرية، ولا متى حييت أن أتغاضى عن لوحة النشوء والارتقاء، اللي عملها المخرج جوه العرض وأهداها للراحل أحمد خالد توفيق، باعتبارها أحد اللوحات اللي لم أر مثلها في البلاد.

تخيلوا عرض ساخر بيناقش قضية فلسفية مهمة، ويقدمها في صورة استعراضية غنائية ساحرة. أظن من شدة الإعجاب بيها، الجمهور مقدرش غير إنه يبدي إعجابه بيها بصوت مسموع.

العرض مدته أقل من ساعتين بحاجة بسيطة، لكن تم تقديمه بإيقاع متزن للغاية بين الحوار والأغاني والاستعراضات البسيطة، اللي أداها مجموعة من الموهوبين، اللي لو فيه عدل في الفرص لكانوا نجوم سينما صف أول أو تاني بمنتهى الأريحية والبساطة والاستحقاق.

عرض “فانطازيا كمان وكمان” هو سخرية من واقع مؤلم، بدون فجاجة في النقد، وده خلاني خرجت من العرض وأنا في غاية الانبساط.

شكرا Michael G. Tadros على هذا العرض البديع، وشكرا كل فريق (شمعة وملاحة)، وشكر كبير لأخويا الموهوب بجد Mohamed Motaz ، وللموهوبة الكبيرة Nemo M. Aziz ، ولكل فريق العرض، من أعرفهم فيه ومن لا أعرفهم.

عن وجه افريقيا