محمد يحيى
اضطر محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير وموظفون كبار آخرون في البنك لمغادرة البلاد لحماية أرواحهم من هجمات محتملة من قبل فصيل مسلح. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت حكومة الشرق في بنغازي الإثنين أنها أوقفت إنتاج النفط وتصديره إلى غاية إشعار آخر، وذلك احتجاجا على قيام سلطات طرابلس (غرب البلاد) بالسيطرة على مقر المصرف الليبي المركزي وإعفاء محافظه.
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز الجمعة أن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير قال إنه وموظفين كبارا آخرين في البنك اضطروا لمغادرة البلاد لحماية أرواحهم من هجمات محتملة من قبل فصيل مسلح.
وصرح الكبير للصحيفة عبر الهاتف “المسلحون يهددون ويرهبون موظفي البنك ويختطفون أحيانا أطفالهم وأقاربهم لإجبارهم على الذهاب إلى العمل”.
ليبيا: حكومة الشرق في بنغازي تعلن “حالة القوة القاهرة” وتوقف إنتاج النفط وتصديره
وأوضح أيضا أن محاولات رئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد الدبيبة لاستبداله غير قانونية وتتعارض مع الاتفاقات التي تفاوضت عليها الأمم المتحدة بشأن السيطرة على البنك المركزي
ويذكر أن أزمة تهدد السيطرة على مصرف ليبيا المركزي بمستوى جديد من عدم الاستقرار في البلاد، وهي منتج رئيسي للنفط ومنقسمة بين فصائل في الشرق والغرب تستمد الدعم من تركيا وروسيا.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقت سابق من الأسبوع إلى تعليق القرارات أحادية الجانب وإلغاء حالة القوة القاهرة بحقول النفط ووقف التصعيد واستخدام القوة فضلا عن حماية موظفي المصرف المركزي.
قررت الحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب ومقرها بنغازي شرق البلاد، “إعلان حالة القوة القاهرة على جميع الحقول والموانئ النفطية، وإيقاف إنتاج وتصدير النفط حتى إشعار آخر”.
وأكدت هذه الحكومة الموازية وغير المعترف بها دوليا في بيان صحافي الإثنين أن القرار جاء بسبب “تكرار الاعتداءات على قيادات وموظفي وإدارات المصرف المركزي، من طرف مجموعات خارجة عن القانون” تستهدف السيطرة “غير القانونية على أهم مؤسسة مالية في ليبيا”.
يعد البنك المركزي الليبي ومقره طرابلس محور توترات أمنية منذ منتصف الشهر الجاري، كان أبرزها اختطاف مدير إدارة تقنية المعلومات مصعب مسلم الأسبوع الماضي، وقبلها محاصرة مسلحين مقر البنك، إثر خلاف بين محافظ البنك والمجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس الذي أصدر قرارا بإعفائه من منصبه، الأمر الذي أدى إلى تعليق أعمال المركزي الليبي إلى حين إطلاق سراح المسؤول المختطف.