سحر رجب
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال اجتماعه مع نظيره الفنزويلي يفان غيل على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رفضه القاطع لممارسة الضغوط القسرية على الدول ذات السيادة كأداة للسياسة الخارجية.
ووصف لافروف هذه الضغوط بأنها “غير مقبولة”، مشدداً على أنها تشكل انتهاكاً لمبادئ السيادة الوطنية والقانون الدولي.
جاء هذا التصريح في إطار سلسلة من الاجتماعات الثنائية التي عقدها لافروف خلال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ80 للجمعية العامة، حيث كان هذا اللقاء الـ13 في يوم واحد بالنسبة للوزير الروسي، مما يعكس نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً لموسكو في الأمم المتحدة.
وقد ركز الاجتماع على تعزيز التعاون بين روسيا وفنزويلا، اللتان تواجهان ضغوطاً غربية مشتركة، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفقاً لوزارة الخارجية الروسية، أعرب لافروف عن رفض موسكو التام لأي شكل من أشكال الضغط على الدول السيادية، معتبراً أن مثل هذه الممارسات تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ التعاون الدولي.
من جانبه، من المتوقع أن يثير غيل في خطابه أمام الجمعية العامة التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك الضربات العسكرية الأمريكية على سفن فنزويلية مشتبه بها في تجارة المخدرات في المياه الدولية.
السياق الدولي
يأتي هذا اللقاء في ظل تصعيد التوترات الجيوسياسية، حيث تشارك روسيا وفنزويلا في تحالف استراتيجي يعتمد على مقاومة الهيمنة الغربية.
فقد عقد الوزيران اجتماعات سابقة مشابهة، مثل تلك التي جرت في إطار الدورة الـ78 للجمعية العامة عام 2023، حيث أكدا على تطابق وجهات نظرهما حول القضايا الدولية وخطط تعزيز التنسيق السياسي الخارجي.
كما يبرز النشاط الدبلوماسي للافروف في الدورة الحالية، الذي شمل اجتماعات مع مسؤولين من فيتنام، ودول جزر المحيط الهادئ، وحتى محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حول أزمة أوكرانيا والعلاقات الثنائية.
التأثيرات المحتملة
يُنظر إلى تصريحات لافروف على أنها رسالة واضحة للغرب، خاصة في ضوء العقوبات المفروضة على فنزويلا بسبب سياساتها الداخلية والخارجية. ومع استمرار الدورة الـ80 للجمعية العامة، التي بدأت في 17 سبتمبر 2025، من المتوقع أن تشهد المزيد من النقاشات حول قضايا السيادة والعقوبات الأحادية، مع مشاركة قادة مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
هذا اللقاء يعزز من موقف موسكو وكاراكاس في مواجهة التحديات الدولية، ويؤكد على أهمية التحالفات الإستراتيجية في عالم متعدد الأقطاب.