لافروف يشارك في المائدة المستديرة “الازمة الأوكرانية… فشل ثقافة الإلغاء”

سحر رجب

شارك وزير الخارجية لروسيا الاتحادية سيرغي لافروف في الدورة الثامنة “للمائدة المستديرة” للسفراء الاجانب لدى روسيا الاتحادية بعنوان “الازمة الأوكرانية… فشل ثقافة الإلغاء” التي نظمتها الاكاديمية الدبلوماسية الروسية بدعم وزارة الخارجية الروسية.

شارك في هذا الحدث 95 سفيرا ودبلوماسيا أجنبيا وممثل المنظمات والمؤسسات الدولية،وتحدث سيرجي لافروف بشكل مفصل عن أمثلة على تطبيق “ثقافة الإلغاء” في سياق واسع.

وقال وزير الخارجية “إن اوكرانيا من أكثر ح الدول حماسة  “لإلغاء” كل شيء روسي حيث تم اتخاذ عدة قرارات في أوكرانيا تمنع من استخدام اللغة الروسية والثقافة الروسية في مجالات التعليم ووسائل الاعلام والثقافة.

وأوضح أن الكنيسة القانونية الأوكرانية على وشك الحظر، ويتم نشر الأيديولوجية النازية وتحويل المتعاونين مع النازيين الى ابطال الوطن.

واستطرد قائلا يغض الغرب النظر عن كل هذه الاشياء ويتصور كييف كأنها نموذج في مجال حقوق الإنسان وتطبيق القيم الأوروبية.

وقال وزير الخارجية الروسي ان الغرب قد بدأ “الغاء” كل ما لا يناسبه قبل فترة طويلة من الأزمة الأوكرانية.

وقبل كل شيء يدور الحديث حول “الغاء” القانون الدولي. وكان هذا واضحا بشكل خاص فيما يتعلق بميثاق الأمم المتحدة بمعنى ان الولايات المتحدة والدول المحالف لها تتمسك بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها عندما يناسبها ذلك مثلا فيما يخص بكوسوفو وفي نفس وقت تم انتهاك هذا الحق لشعوب القرم ونوفوروسيا ودونباس، التي لم تعترف بالانقلاب غير الدستوري في كييف في عام 2014.

وكما يقوم الغرب “بإلغاء” قرارات مجلس الامن للأمم المتحدة، على سبيل المثال اتفاقيات مينسك، التي سمحت بوقف إطلاق النار، كانت موافقة عليها بقرار مجلس الامن للأمم المتحدة. وبعد ذلك أن أنجيلا ميركل وفرانسوا هولاند كما يبدو يعترفان بفخر بأنه لم يكن لهما أي نية للوفاء بهذه الوثيقة، وأنهما كانا بحاجة إلى كسب الوقت لتسليح كييف لشن الحرب ضد روسيا.

وذكر سيرغي لافروف الامثال الأخرى “لإلغاء” العدالة مثلما الرفض عن اجراء التحقيق في جرائم القتل في “الميدان” وتفجير خطط انابيب الغاز “نورد ستريم” او في احدى أفظع الجرائم وهي حرق المشاركين في المظاهرات السلمية أحياء في 2 مايو 2014 في مبنى مجلس النقابات العمالية في مدينة أوديسا.

وذكر اوزير الخارجية الروسي ان الاتحاد الأوروبي قام بمحاولة خجولة لإجراء التحقيق ولكن كييف تجاهلتها.

في نفس سلسلة وقائع “الغاء” العدالة كان هناك استفزاز في بوتشا. وبالتالي فإن الجانب الروسي لم يحصل حتى الآن قائمة بأسماء الأشخاص الذين عثر عليهم مقتولين في هذه المدينة. وتواجه دائما جميع النداءات الموجهة إلى الشركاء الأجانب والهياكل الدولية والصحفيين الغربيين، الذين عادة ما يطالبون من السلطات بالشفافية، عدم وجود رد الفعل والصمت الكامل. وهكذا يمكن القول عن “الغاء” الصحافة والمعلومات كإحدى طرق عمل الغرب الجماعي الذي يسعى الى الحفاظ على هيمنته.

ويقوم الغرب أيضا “بإلغاء” المنافسة الشفافة.

وكما قال سيرغي لافروف انه سيتمكن المكسيكيون والبنميون والدنماركيون وممثلو العديد من الدول الأخرى من تجربة ذلك بأنفسهم بسبب الإجراءات الأمريكية.  ووصف وزير الخارجية الروسي القرار المخزي الذي اتخذه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ باستبعاد الرياضيين الروس والمنتخب الروسي من الألعاب والمسابقات الأولمبية بأنه مظهر صارخ لمحاولات “إلغاء” الرياضة العادلة. وفي نفس وقت لا يتعارض على الإطلاق تفسير توماس باخ للميثاق الأولمبي مع ضرب الرجال للنساء في حلبة الملاكمة.

وقائلا عن إلغاء الحشمة والأخلاق الأساسية أكد سيرغي لافروف أن أمانات المنظمات الدولية قد نسيت تماما واجب التصرف بشكل محايد وغير متحيز وتدعم الغرب بشكل كامل.

وتتصرف أمانة اليونسكو بطريقة غير مبدئية بشكل علني. ان المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي (فرنسا) في الحقيقة قد خصخصت هذه المنظمة وتساهم في تدريج أكبر حجم ممكن من البنود المتعلقة بأوكرانيا الى جدو اعمال اليونيسكو وترفض من الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك تتجاهل المعلومات حول مقتل الصحفيين الروس وهدم الاثار وتدمير التراث الثقافي.

وكما يلجأ إلى “إلغاء” الحقيقة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (البرتغال)، الذي نسى في خطابته خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ان يذكر دور الجيش الأحمر في تحرير سجناء أوشفيتز وقال ان قوات التحالف ضد المانيا النازية حررت المعسكر. ويحاول الأوروبيون عدم استخدام كلمتي “النازية” أو “الفاشية” فيما يتعلق بألمانيا هتلر في محاولة لمحو الذاكرة التاريخية.

وشدد وزير الخارجية الروسي على انه ستزيد اتجاهات ثقافة “الإلغاء” في المستقبل وستواصل روسيا في مواجهتها وستدافع عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والحقيقة في الأمور الدولية ومصالحها الوطنية. سيتم الاحتفال هذا العام في روسيا ودول رابطة الدول المستقلة بذكرى الانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى. ونحن نتطلع إلى جميع شركائنا في موكب النصر والفعاليات الاحتفالية الأخرى.

عن وجه افريقيا