إنني أقدر بشدة حضوركم اليوم، وأنقل إليكم تحية طيبة من الرئيس نيكولاس مادورو، ووزير الخارجية إيبان خيل، والشعب الفنزويلي بأكمله.
وأود أن أنتهزهذا اللقاء لتقديم المعلومات ذات الصلة حول موقف الحكومة الفنزويلية بشأن الاعتداءات والإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني ضد إخواننا في فلسطين ولبنان، والتي خلفت آلاف القتلى، معظمهم من النساء والأطفال. وهي تعد جرائم ضد الإنسانية يجب على المجتمع الدولي وقفها ومعاقبة مرتكبيها.
وكذلك، أود أن أكرر المعلومات المتعلقة بميلاد المنظمة المناهضة للفاشية، ومقرها في كاراكاس – فنزويلا، وهي علامة بارزة في الكفاح ضد الفاشية والدفاع عن السلام وسيادة الشعب.
في هذا التاريخ، نحتفل بيوم المقاومة الأصلية في فنزويلا، وهو اعتراف بشجاعة السكان الأصليين في قارة أمريكا اللاتينية الذين دافعوا عن أراضيهم بكرامة. وبينما تحتفل إسبانيا بيوم 12 أكتوبر باعتباره يومها الوطني في العديد من دول أمريكا اللاتينية، لم يعد هذا اليوم يُشار إليه باسم “يوم كريستوفر كولومبوس” أو “اكتشاف أمريكا”، بل باعتباره “يوم مقاومة السكان الأصليين”. وفي أمريكا اللاتينية، هناك حوالي 826 من الشعوب الأصلية المختلفة، التي تمثل أكثر من 45 مليون نسمة، أي حوالي 10 بالمائة من سكان القارة.
في عام 1999، اعترف دستور جمهورية فنزويلا البوليفارية بالطابع المتعدد الأعراق والثقافات واللغات للمجتمع الفنزويلي. ولهذا السبب، منذ 10 أكتوبر 2002، بموجب مرسوم رئاسي، يتم الاحتفال بهذا التاريخ في فنزويلا تقديراً لمثابرة ونضال الشعوب الأصلية في أمريكا من أجل كرامتهم وتنوعهم الثقافي والإنساني.
الاعتداءات على فلسطين ولبنان – موقف فنزويلا:
ونجدد موقف فنزويلا التاريخي الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ودعم مبادرة السلام العربية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وكذلك، نؤكد موقف فنزويلا الثابت والراسخ الداعم لجميع الجهود الدولية المبذولة لدعم القضية الفلسطينية ووقف همجية النظام الصهيوني وتخفيف معاناة سكان قطاع غزة.
وفي تطور الأحداث الأخيرة والمؤسفة التي شهدها قطاع غزة، أعربت جمهورية فنزويلا البوليفارية عن بالغ قلقها إزاء تطور الأحداث، إذ ترى أن التصعيد ناجم عن عدم قدرة الشعب الفلسطيني على إيجاد حيز في الشرعية الدولية متعددة الأطراف لتأكيد حقوقه التاريخية، وإذ تصف الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بأنها جرائم ضد الإنسانية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي.
بالإضافة الى ذلك، أعربت جمهورية فنزويلا البوليفارية عن أنها “تتابع عن كثب الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط التي حفزت جمهورية إيران الإسلامية على اتخاذ إجراءات، محتجة بحقها في الدفاع عن النفس، ردا على التهديدات والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام نتنياهو ضد فلسطين ولبنان والشعب الإيراني، بما في ذلك انتهاك سيادتهم وسلامة أراضيهم وقتل المدنيين الأبرياء”.
أدانت الحكومة الفنزويلية، بشدة، الهجمات التي نفذتها إسرائيل في جنوب بيروت ومحيطها، في 28 سبتمبر 2024، والتي تسببت بمجزرة بشعة، بالإضافة إلى اغتيال الزعيم السياسي للميليشيا اللبنانية، السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. وحذرت فنزويلا من أن إسرائيل تتصرف بالتحالف مع الولايات المتحدة من خلال مفاوضات سلام زائفة ومناورات دبلوماسية خادعة لا نهاية لها، بينما تقوم بتنسيق وتنفيذ خطط مروعة لاغتيال قادة سياسيين وشعوب بأكملها، في البداية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، والتي تمتد الآن إلى لبنان وتهدد بالتوسع إلى دول أخرى مثل سوريا والعراق وإيران والأردن.
في 25 سبتمبر 2024، ندد وزير خارجية فنزويلا، إيبان خيل، في المناقشة العامة للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه “أثناء انعقاد الجمعية، سقطت قنابل على غزة، حيث قتلت إسرائيل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، بالتواطؤ مع حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي”وترتكب حاليا أكبرجريمة قتل وإبادة جماعية منذ تلك التي ارتكبها هتلر في الحرب العالمية الثانية.”
وأود أن أشير إلى أنه بعد أن أقرت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، في 18 سبتمبر 2024، قرارا “يطالب إسرائيل بوقف احتلالها للأراضي الفلسطينية… ويحدد مدة 12 شهرا للتنفيذ، مستندا على رأي محكمة العدل الدولية بشأن عواقب الاحتلال الإسرائيلي”، أشادت فنزويلا بالموافقة، وانتقدت موقف بعض الدول التي صوتت ضد القرار، وأكدت مجددا أن “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية في غزة“.
وكذلك، احتفلت فنزويلا بالنصر الدبلوماسي للشعب الفلسطيني الشجاع، في 10 مايو 2024، داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أوضحت شعوب وحكومات العالم بأغلبية ساحقة أنه يجب قبول فلسطين عضواً. للمنظمة المذكورة، مما يمنحها توسيعًا للحقوق التي تستحقها كدولة حرة مستقلة وذات سيادة.
وكما قال الرئيس نيكولاس مادورو موروس: “لا يمكن للبوليفارية أن تظل صامتة في وجه الظلم”؛ ولهذا السبب، نددت فنزويلا بحدوث مجزرة وانتهاك جسيم لحق الشعب الفلسطيني في الحياة.
وترى فنزويلا أنه من الضروري وقف “الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”، ولهذا الغرض، أعربت عن دعمها للجهود الرامية إلى “تقديم المسؤولين عن جرائم الحرب التي ارتكبتها دولة إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية”، “لأن “القضية الفلسطينية هي قضيتنا”.
وللمساهمة في هذا الصدد، ودعما للقضايا العربية، ستستضيف فنزويلا قريبا مؤتمرا لدعم القضية الفلسطينية، وسيشارك فيه ممثلون عن الدول التي كانت أساسية ورائدة في النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك مصر. وفي 4 أكتوبر 2024، صدق الرئيس نيكولاس مادورو على رفض فنزويلا الشديدلسياسة الإبادة التي ينتهجها النظام الإسرائيلي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني بتنفيذ مشروع الهيمنة والاستعمار في العالم العربي الإسلامي والشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، اقترح الزعيم الفنزويلي ما يلي:
– تنظيم لواء دعم إنساني كبير.
– دعوة المجتمع العربي إلى التحرك.
– أفاد بأنه سيتم تشكيل حركة عالمية ضد العدوان الصهيوني “الذي لم يحدث ولم نشهد مثيله من قبل”.
المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الفاشية في فنزويلا:
بتاريخ 10 و11 سبتمبر، انعقد المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الفاشية والفاشية الجديدة والتعبيرات المماثلة في كاراكاس. وقد جمع هذا المؤتمر أكثر من 1200 مندوب من 95 دولة، وشارك فيه أكثر من 200 مفكر عالمي مشهور.
وكان المؤتمر بمثابة حيز للنقاش والتفكير لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد التدخل الغربي. وتخلل الفعالية عقد ندوات وعروض تقديمية، وتم عرض فيلم وثائقي تناول دور شبكات التواصل الاجتماعي في الحرب الإعلامية.
كان المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الفاشية علامة فارقة في الحرب ضد الفاشية والدفاع عن السلام وسيادة الشعوب. وفي الحفل الختامي، وافقت الوفود على إنشاء المنظمة الدولية لمناهضة الفاشية، وهي منظمة سيكون مقرها في كاراكاس.
عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 يوليو 2024، والتي أعيد فيها انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو دون جدال بنسبة 51.95% (6,408,844 صوتًا)، والاعتراف بذلك من قبل أكثر من 58 دولة، بما في ذلك مصر، واجهت بلادنا عدوانًا دوليًا متفاقمًا وانتشار الفاشية بشكل خطير للغاية، خططت له حكومة الولايات المتحدة، وشنت عملية متعددة الأبعاد ضد فنزويلا.
إن صمت المجتمع الدولي في مواجهة عنف اليمين المتطرف العالمي أصبح واضحا بشكل متزايد، ومؤسساته أصبحت غير فعالة في الدفاع عن الحقيقة.
وفي هذا الصدد، وقف المؤتمر المناهض للفاشية متضامناً مع ضحايا الفاشية في جميع أنحاء العالم، وفي هذا السياق، يطمح إلى أن تصبح حركة مناهضة للفاشية وللاستعمار والإمبريالية، للتعبيرعن قوى العالم الجديد من أجل تحقيق الديمقراطية والسلام والإنسانية.
وفي هذا الإطار نقترح على الحضور والإخوة في مجموعات التضامن ووسائل الإعلام الصديقة لفنزويلا تشكيل المنظمة الدولية لمناهضة الفاشية: فرع مصر؛ والتي سيكون هدفها الرئيسي:
• حشد القوى السياسية والحركات الاجتماعية والمنظمات الثقافية والشبكات الرقمية لمواجهة التضليل ورفض التدخل الدولي والدفاع عن سيادة الدول ودعم الثورة البوليفارية ضد مؤامرة اليمين المتطرف وحلفائه.
• صياغة ردود سريعة وتعزيز التنسيق المتبادل والمستقبلي في مواجهة العدوان الإمبريالي والفاشي في أي مكان في العالم.
وفي هذا الصدد، نقترح البدء في عملية التوقيع على محضر تأسيس هذه الحركة، لتعزيز التنسيق في المستقبل.