كلمة السفير خطابي في الملتقى العلمي الدولي للغة العربية

       

في الجلسة الافتتاحية

للنسخة الثالثة للملتقي العلمي الدولي للغة والاعلام

بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل والبحري

(كلية اللغة والإعلام)

 

أ.د/ ياسر السنباطي نائب رئيس الاكاديمية للتعليم وشؤون الطلاب

الدكتورة حنان يوسف عميد كلية اللغة والإعلام رئيس المؤتمر

السادة العمداء والاساتذة الأجلاء

الحضور الكريم من الباحثين والاعلاميين والطلاب  

من دواعي سعادتي المتجددة التواجد في رحاب هذه المؤسسة المرموقة لتمثيل جامعة الدول العربية في هذا الملتقى، في دورته الثالثة، حول موضوع الإعلام الجديد وتمكين الشباب متمنيا لكم النجاح على طريق تعزيز القدرات ونشر ثقافة رقمية تسهم في الاندماج الفعال للشباب في تدبير الشأن العام والدفع بمسارات التنمية الشاملة على امتداد الفضاء العربي.

واسمحوا لي التذكير بان ما لا يقل عن 5 مليار شخصيستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي بما يعادل 64.6 من سكان العالم، ويتم يوميا إرسال ما لا يقل عن 100مليار رسالة عبر الواتس، و5.4 مليار شخص يستخدمون محرك غوغل، بما في ذلك بمنطقتنا العربية حيث ان 53 في المائة ممن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب.

ذلكم أن الشباب يشكل الشريحة الرئيسية في النسيج الديموغرافي لمجتمعاتنا العربية والأكثر تفاعلا مع التحولات التواصلية العميقة في ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي اكتسحت مختلف القطاعات المهنية والانتاجية والمعاملات الاقتصادية والمالية والتجارية والاستهلاكية والخدمات العامة والاجتماعية والإعلامية.ومن هنا، فإن الشباب في ظل بروز مفهوم المواطنة الرقمية في زمن الذكاء الاصطناعي مطالب بالتعامل الجاد مع هذا التحول المذهل والمتسارع وخاصة على مستوى التكوين والتأهيل الرقمي لاستخدام تطبيقات الإعلام الجديد بشكل آمن ومسؤول.

ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية تعميم التربية الإعلامية في المنهاج التعليمي العربي بما يساعد على نشر الوعي في أوساط الشباب وتملك تفكير نقدي للتعامل الايجابي مع التأثيرات والمحتويات الإعلامية الضارة في الفضاء الرقمي من قبيل حماية البياناتالشخصية، واحترام   القيم الثقافية والمجتمعية،ومحاربة الإشاعات المضللة والأخبار الزائفة.

 وبموازاة ذلك، من الضروري    الإسراع بالانتقالالرقمي وتوفير البيئة الداعمة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي واستغلال الفرص التي يتيحها فيقطاعات متعددة، وذلك في نطاق استراتيجيات تثمن الطاقات الخلاقة للشباب، بعيدا عن منطق الترددوالتوجسات، لرفع التحديات القانونية والمهنية والاخلاقية التي تثيرها هذه التطبيقات وتمكن، وهذا أمر حيوي وأساسي، من التشجيع على الانخراط الناجع للشباب في وضع البرامج التنموية المحلية والوطنية وصناعة القرار.

فلا تقدم ولا تنمية حقيقية للعالم العربي دون استثمار في طاقات وقدرات الشباب ولا تقدم ولا تنمية حقيقية دون سيادة تكنولوجية ورقمية وخاصة مع تزايد انتشارالمخاطر السيبرانية .

وختاما لا يفوتني الإشادة بالجهود التي تبذلها باقتدار وتميز هذه الاكاديمية بمختلف فروعها – بإشراف رئيسها د. إسماعيل عبد الغفار – في دعم الشباب وتشجيع الابتكار والنهوض بجودة البحث العلمي بما فيها بصفة خاصة كلية الذكاء الاصطناعي لمسايرة ركب التطور وبناء أسس مواطنة رقمية آمنة وبناءة،ومتفاعلة مع المحيط الاجتماعي وسوق الشغل،ومنفتحة على التجارب الدولية المماثلة.

شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله

عن وجه افريقيا