أخبار عاجلة

أبو الغيط”:الحروب الغاشمة التي تخوضها إسرائيل بالمنطقة تخصم من فرص الشعوب في التنمية وتحقيق الاستدامة

سحر رجب

أكد السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الحروب الغاشمة التي تخوضها إسرائيل في المنطقة،وبخاصة ضد لبنان وأهله ، تخصم من فرص الشعوب في التنمية وتحقيق الاستدامة .
وقال ” أبوالغيط ” إنه برغم أنها تدعى أن الآخرين ليس لديهم سوى مشروعات الدمار والتخريب ، فإن المشروع الإسرائيلي لا يقدم للمنطقة سوى أفق أسود ومسدود ، من تعطل التنمية، وتراجع معدلات النمو، واستنزاف الطاقات والموارد، وضياع الفرص.
#أ_ش_أ|#MENA

 

نص كلمة أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول  

العربية في الجلسة الافتتاحية للأسبوع العربي  

للتنمية المستدامة في نسخته الخامسة

معالي الدكتورة رانيا المشاط 

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ​​  جمهورية مصر العربية

السيدة ايلينا بانوفا 

الممثل المقيم للأمم المتحدة في جمهورية مصر العربية 

السيد يوسف الخلاوي 

الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي

السيد ستيفان جيمبرت 

​المدير الإقليمي لمصر واليمن وجيبوتي ، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجموعة البنك الدولي

السيدات والسادة،

يطيب لي بداية أن أرحب بكم جميعاً في بيت العرب، واشكركم على مشاركتكم وحضوركم اليوم افتتاح النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة.

واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بجمهورية مصر العربية.. وإلى جميع الشركاء: الأمم المتحدة، البنك الدولي، الاتحاد الأوروبي، منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي.. لجهودهم الطيبة ومساهمتهم الفعالة في الإعداد والتهيئة لإخراج هذا الأسبوع في أفضل صورة ممكنة. 

السيدات والسادة،

لعل اختيار عنوان النسخة الخامسة للأسبوع العربي للتنمية المستدامة “حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور” له دلالته الهامة.. فقد مر الجزء الأكبر من الفترة الزمنية المحددة لتحقيق أهداف خطة 2030 للتنمية المستدامة.. ومع ذلك مازلنا لم نصل بعد إلى مستوى مرضٍ يواكب طموحاتنا في المنطقة العربية.. إن الفترة القصيرة المتبقية تستدعي منا التوجه نحو تعزيز جهودنا بصورة أكبر.. مع تبنى مبادئ المرونة والتكيف في مواجهة صعاب ومثباط لا ينبغي أبداً أن تكسر همتنا ولا عزمنا الأكيد على تحقيق الأهداف. 

إننا نحتاج بالتأكيد إلى تسريع وتيرة العمل.. وتعزيز القدرة على التكيف على واقع يناقض  في الكثير من جوانبه  أهداف الاستدامة وشروط تحققها.. فلا يخفى على أحد أن ما فعله ويفعله الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تجاوز حتى مفهوم الانتقام والعقاب الجماعي، إلى الإبادة.. بل وتدمير المجتمع الفلسطيني كلياً.. بشراً وحجراً.. حاضراً ومستقبلاً.. وبحيث تستحيل الحياةُ الطبيعية ويصبح التهجير  الذي تدفع إليه إسرائيل  مخرجاً وحيداً. 

إن الحروب الغاشمة التي تخوضها إسرائيل في المنطقة  وبخاصة ضد لبنان وأهله  تخصم من فرص الشعوب في التنمية وتحقيق الاستدامة.. وبرغم أنها تدعى أن الآخرين ليس لديهم سوى مشروعات الدمار والتخريب.. فإن المشروع الإسرائيلي لا يقدم للمنطقة سوى أفق أسود ومسدود.. من تعطل التنمية، وتراجع معدلات النمو، واستنزاف الطاقات والموارد، وضياع الفرص.. المشروع الإسرائيلي هو  في جوهره  مشروع تخريب وإضعاف.. بهدف تحقيق هيمنة إسرائيلية مزعومة لا وجود لها سوى في أذهان قادة الاحتلال. 

ولا ينبغي أن نغفل أبداً بؤراً أخرى وجراحاً مفتوحة في منطقتنا أعادت معدلات التنمية وآفاقها سنيناً إلى الوراء.. في السودان حرب مدمرة تأكل الأخضر واليابس، بكلفة إنسانية تفوق الاحتمال.. وفي اليمن احتراب أهلي وتصاعد للفقر المدقع وتراجع لكافة معدلات التنمية في ليبيا وفي سوريا.

السيدات والسادة، 

إن هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية تترافق مع رياح عالمية غير مواتية.. المناخ الجيوبوليتيكي ملبد بغيوم الحروب، والصراعات المحتملة بين القوى الكبرى.. وأحداث الحمائية الاقتصادية ترتفع بقوة.. والتضخم والديون تطحن اقتصادات، بعضها متقدم وبعضها الآخر ينتمي لبلدان الجنوب.. وإذا أضفنا إلى هذه المخاطر المتعددة التغير المناخي.. وما يرتبط به من تصاعد لظواهر الهجرة والصراعات على الموارد الطبيعية.. نجد أنفسنا أمام مزيج مزعج من التحديات والمخاطر. 

وليس اليأس خياراً.. ولا النكوص عن المواجهة بديلاً مطروحاً.. فهذه التحديات تدفعنا دفعاً لارتياد سبل غير مطروقة.. والتفكير في بدائل مبتكرة وغير مألوفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. ويقتضي ذلك التكيف المستمر مع المتغيرات.. والمرونة اللازمة في تعديل الخطط والأولويات من دون أن نحيد عن الأهداف الأساسية والغايات الرئيسية للتنمية.. بما في ذلك السعي بجرأة إلى تقديم رؤى ذاتية وحلول مبتكرة نابعة من واقعنا، وما نواجهه من مشكلات.. وألفت النظر في هذا الصدد إلى عقد مؤتمر البركة الإقليمي الثالث تحت عنوان “الاستراتيجيات المبتكرة للتخفيف من حدة الفقر”.. والذي يستلهم مبادئ تراثنا الإسلامي الثري، ونهجه الإنساني الشامل، في التعامل مع ظاهرة الفقرة المكبلة لنمو المجتمعات في كل زمان ومكان. 

كما ستعقد فعالية أخرى هامة، أرى أنها تأتي في سياق تدعيم دور القطاع الخاص العربي في تعزيز التكامل العربي واستدامة التنمية في المنطقة العربية.. هي المنتدى الإقليمي العربي رفيع المستوى الأول من نوعه حول الاستثمار والاستدامة.. والذي يهدف إلى معالجة التحديات والفرص المتعلقة بالاستثمار والاستدامة في المنطقة العربية في ظل التوجهات الاقتصادية العالمية، وتغير المناخ، والهشاشة الإقليمية، كما يهدف إلى إنشاء منصة حوار تفاعلية بين الحكومات والمستثمرين لتعزيز الاستثمار المستدام.

كما سيشتمل الأسبوع على فعالية انحازإليها شخصياً وأوليها اهتماماً خاصاً، لأنها تتعلق بفئة لها دور كبير في تحقيق التنمية المستدامة وهي فئة الشباب. حيث ستعقد ضمن الأسبوع القمة الشبابية العربية الثالثة.. وتعد هذه القمة بمثابة الحاضنة لتطلعات وطموح الشباب العربي من خلال تشجيعها للعديد من المبادرات والبرامج للارتقاء بدورهم ورعاية طاقاتهم وتشجيعهم على الابتكار. 

السيدات والسادة،

إن عقد أسبوع التنمية المستدامة العربي 2024 يمنحنا الفرصة لنعمل معًا على رسم خارطة طريق لإيجاد الحلول العملية المرنة.. التي من شأنها تسريع وتيرة التنفيذ لتحقيق تنمية مستدامة لمنطقتنا العربية، والتأثير بشكل ملموس على تحسين الوضع المعيشي للمواطن العربي، وتحسين جودة الحياة في بلادنا العربية. 

وأختتم كلمتي بالتأكيد على نهجنا التفاؤلي، إننا لن نفقد الأمل أبداً، مهما عظُمت التحديات أو تعقدت المشكلات ولن نفقد روح الإصرار لتغيير واقعنا إلى الأفضل.

عن وجه افريقيا