قرض أوروبي بـ90 مليار يورو ينقذ أوكرانيا مؤقتًا… دعم مالي بلا أصول روسية ورسائل سياسية متبادلة

سحر رجب

توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يقضي بمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 90 مليار يورو، في خطوة تهدف إلى تلبية احتياجاتها العسكرية والاقتصادية خلال العامين المقبلين، وذلك بعد فشلهم في التوافق على استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل كييف.

وجاء الاتفاق عقب أكثر من يوم من المباحثات المكثفة خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث تقرر أن يكون القرض مدعومًا من الميزانية المشتركة للتكتل، تجنبًا للمخاطر القانونية والسياسية المرتبطة بمصادرة الأصول الروسية.

وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في منشور على منصة «إكس»: «لقد التزمنا، وأوفينا»، في إشارة إلى وحدة الموقف الأوروبي رغم الخلافات الداخلية.

رفض استخدام الأصول الروسية

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا مرارًا إلى استخدام نحو 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة، إلا أن دولًا على رأسها بلجيكا – التي تحتضن الجزء الأكبر من هذه الأصول عبر مؤسسة «يوروكلير» في بروكسل – طالبت بضمانات تحميها من أي إجراءات انتقامية روسية محتملة.

ويُقدَّر إجمالي الأصول الروسية المجمدة داخل الاتحاد الأوروبي بنحو 210 مليارات يورو، جُمّدت منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

ردود فعل روسية

في المقابل، اتهمت موسكو قادة الاتحاد الأوروبي بـ«التحركات غير القانونية» بحق احتياطاتها المالية. وقال مبعوث الكرملين كيريل دميترييف إن فشل القادة الأوروبيين في استخدام هذه الأصول يمثل «ضربة كبيرة لدعاة الحرب»، مضيفًا أن «القانون والعقل ينتصران… في الوقت الراهن».

دعم أوروبي ورسائل سياسية

رحب زيلينسكي بالاتفاق، مؤكدًا أن الدعم الأوروبي «يعزز قدرة أوكرانيا على الصمود»، ومجددًا دعوته إلى الإبقاء على تجميد الأصول الروسية.

وحذر في الوقت نفسه من أن بلاده قد تضطر إلى خفض إنتاج الطائرات المسيّرة إذا لم تحصل على دعم مالي إضافي بحلول الربيع المقبل.

ويقدّر الاتحاد الأوروبي أن أوكرانيا تحتاج إلى 135 مليار يورو إضافية خلال العامين المقبلين، مع توقع بدء أزمة سيولة حادة اعتبارًا من أبريل.

من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن الاتفاق «يرسل إشارة واضحة» إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما أكد رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر أن القادة الأوروبيين «تجنبوا الفوضى والانقسام» من خلال هذا الحل المالي.

تحركات دبلوماسية موازية

على الصعيد الدبلوماسي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن من «المفيد» لأوروبا استئناف الاتصال مع بوتين، داعيًا إلى إيجاد إطار مناسب لإعادة الحوار خلال الأسابيع المقبلة.

وفي سياق متصل، تتكثف الجهود الدولية لإنهاء الحرب، حيث تسعى الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، إلى دفع مسار تفاوضي سريع.

وأفاد مسؤول في البيت الأبيض بأن مسؤولين أمريكيين وروسًا سيجتمعون في ميامي نهاية الأسبوع المقبل، في وقت أكد فيه زيلينسكي عقد محادثات جديدة بين وفدين أوكراني وأمريكي لبحث الضمانات الأمنية المستقبلية.

ويمنح الاتفاق الأوروبي أوكرانيا شريان حياة ماليًا مؤقتًا، لكنه يترك الباب مفتوحًا أمام نقاشات صعبة قادمة حول مصادر الدعم طويلة الأمد، ومستقبل الأصول الروسية المجمدة، ومسار الحرب والدبلوماسية في آن واحد.

عن وجه افريقيا