واجهت حركة طالبان مزيداً من التحركات الشعبية المعارضة لحكمها في أفغانستان، إذ شهدت مدن عدة مسيرات ترفع العلم الوطني الأفغاني وليس علم الحركة، بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال عن بريطانيا (معاهدة عام 1919).
وعلى الرغم من أن «طالبان» سمحت بمسيرات العلم الوطني، فإن الأحداث التي شهدتها بعض تلك المسيرات أوحت بأن هناك معارضة شعبية لا يُستهان بها للنظام الجديد في كابل، لا سيما في مدن شرق البلاد.
وذكرت وكالة «رويترز» أن محتجين يحملون العلم الوطني خرجوا إلى الشوارع في عدة مدن أفغانية أمس في ظل انتشار «مقاومة شعبية لحركة طالبان»، حسب وصف الوكالة. وقال شاهد إن عدة أشخاص لقوا حتفهم عندما أطلق المقاتلون النار على الحشود.
وأظهر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي حشداً يضم رجالاً ونساء يهتفون «علمنا هويتنا» وهم يلوحون بالعلم الوطني في يوم عيد الاستقلال الذي تحيي فيه أفغانستان كل عام في 19 أغسطس (آب) ذكرى استقلالها عن بريطانيا في 1919.
ولاحظت «رويترز» أن «طالبان» قدمت وجهاً معتدلاً إلى العالم منذ دخولها كابل يوم الأحد، وقالت إنها تريد السلم ولن تنتقم من أعدائها القدامى وستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة. لكن طريقة تعاملها مع الاحتجاجات، التي شهدت تمزيق محتجين لرايات «طالبان» البيضاء وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام، قد تحدد مدى ثقة الناس بتطميناتها بأنها تغيرت عما كانت عليه خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين 1996 و2001 التي شهدت فرض قيود صارمة على النساء وتنظيم إعدامات علنية وتفجير تماثيل بوذية أثرية.
وفي مدينة أسد آباد، عاصمة إقليم كونار في شرق البلاد، قال شاهد يدعى محمد سالم إن عدة أشخاص قتلوا خلال مسيرة، لكن لم يتضح إن كان ذلك جراء إطلاق «طالبان» النار عليهم أم بسبب التدافع الذي أعقب ذلك. ونقلت «رويترز» عن سالم: «خرج المئات إلى الشارع. كنت خائفاً في البداية ولم أرغب في الخروج، لكن عندما شاهدت أحد جيراني ينضم (إلى المسيرة) خرجت ومعي العلم الذي كان بالمنزل». وتابع: «قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان».
كما خرج محتجون إلى الشوارع في مدينة جلال آباد (عاصمة ولاية ننغرهار) وأحد أحياء ولاية باكتيا في شرق البلاد.
وذكر شهود ووسائل إعلام، الأربعاء، أن مقاتلي «طالبان» أطلقوا النار على محتجين يلوحون بالأعلام في جلال آباد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة. وقالت وسائل إعلام إنه كانت هناك مشاهد مماثلة في أسد آباد وخوست الواقعة في شرق البلاد أيضاً، الأربعاء.
وعبّر أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يحاول حشد معارضة ضد «طالبان»، عن دعمه للاحتجاجات. وكتب على «تويتر»: «تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة». وهو كان قد صرح، يوم الثلاثاء، بأنه موجود في أفغانستان وأنه «الرئيس الشرعي القائم بالأعمال»، بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد في أعقاب استيلاء «طالبان» على العاصمة كابل.