تفرجت بعد صلاة الفجر على الشوط الثاني والوقت الإضافي من مباراة الهلال والمان سيتي، ولولا أنني أعرف لون زي الهلال لاعتقدت أنه فريق أوروبي وليس فريقا يلعب في دوري عربي.
الهلال الذي بلغ ربع نهائي مونديال أندية العالم سجل رباعية في مرمى السيتي مع الرأفة، وظل حتى الثانية الأخيرة بلياقة عالية يجري ويعافر محاولا إنهاء المباراة بخماسية.
والمدهش أن هذا الفريق العملاق ليس هو بطل الدوري السعودي الذي حصل عليه اتحاد جدة، وليس بطل أبطال آسيا الذي ذهب لأهلي جدة.. ولم تدخله صفقات جديدة قبل المونديال، أي أنه لعب بالتشكيلة نفسها التي لم تأخذ بطولات محلية أو آسيوية، ومع هذا يقدم أداء رفيعا بطراز أوروبي يمكنه أن ينافس بقوة في البريمرليج.
التهنئة يتبغي توجيهها أولاً إلى الدوري السعودي القوي الذي يظفر بمنافسة قوية على اللقب بين أربعة أو خمسة أندية، وبنزاهة كاملة في نظام إدارته وعدالة في التحكيم وإنفاق في مكانه يراعي جودة اللاعبين المحترفين، بحيث لا يدخل محترف أجنبي لا يستحق.
صحيح أن الكلفة المالية للمحترفين مرتفعة للغاية، لكنها تتناسب مع جودة الحياة في السعودية وارتفاع دخل الفرد. أي متعاقد للعمل في السعودية يأخذ راتبا أعلى بكثير جدا مما يأخذه في بلده العربي غير الخليجي.
أي دولة عربية تتطلع لصناعة نموذج الهلال عندها لابد أن تبدأ من منافساتها المحلية ومن القائمين على اتحاداتها. لا اعتقد أن اتحاد الكرة السعودي سيبخل عليها بالمشورة وحتى بكلمة السر. التفوق لا تصنعه الصدفة وإنما سيستم منتظم وجهد هائل.
مبروك للهلال وألف مبروك لسمو الأمير الوليد بن طلال الذي أعرف مدى عشقه للهلال، وكنت قد شاهدت معه إحدى مبارياته أثناء مناسبة عشاء في المنامة.
أدهشتني انفعالاته مع كل هجمة، وأمامه اللاب توب يسجل عليه تغريداته مع كل هدف معلناً مكافآته.
نعم كرة القدم جلد منفوخ.. ولكنه منفوخ بصناعة السياسة والاقتصاد وفرحة الرأي العام أو أحزانه!
كاتب صحفي مصري