فراج اسماعيل يكتب: الجمال والمتعة في اداء الطوفان الأهلاوي

 

كان الطوفان الأهلاوي رحيما بزعيم الكرة السعودية مكتفيا بأربعة أهداف نظيفة وخامس أوفسايد مع أداء أوروبي جماعي مزج بين المتعة والجمال والفعالية والتهديف.

الأهلى يسجل هدفين مبكرين، ومع ذلك لا يتنازل عن الهجوم المستمر الذي يجرف الهلال كأنه تسونامي، لدرجة أن الأخير خسر لاعبين بالطرد في الدقيقتين 13 و28  لإنفلات الأعصاب وغياب التركيز وغلبة الرعب.

فوارق شاسعة بين الكرة الآسيوية والأفريقية، ومن ثم بين السعودية والمصرية. يكفي أن نعلم أن الأجر السنوي لستة محترفين في الهلال يزيد عن مليار جنيه، ربما يتجاوز ذلك ميزانية الأهلي، لكن ذلك لا يكفي أمام جودة الكرة الأهلاوية وزعامتها الأفريقية، ولا حتى قوة الدوري المصري، لدرجة أن أحدهم قال إذا كان الهلال يحظى بلقب الزعيم في السعودية والخليج، فإنه لا يمكنه بأدائه الباهت اليوم ودفاعه الذي يسلم النمر مع كل هجمة، أن يرقي للقب الزعيم حتى في مسابقة القسم الثالث بالدوري المصري، رغم الإنفاق الهائل عليه وعلى المحترفين.. فيريرا مثلا هو من أصحاب أعلى قيمة سوقية في الخليج، ومع ذلك باع نفسه بسهولة ورعونة معرضا نفسه للطرد، نفس الأمر بنطبق على المطرود الثاني محمد كانون.

أصدقائي السعوديون من أنصار الهلال قد يزعجهم هذا الكلام، لكنها الحقيقة التي قد تجعلهم يبحثون عن تصحيح المسار.

أما الأهلي الذي أخفت شمسه الساطعة الهلال، ولم تعط له الفرصة للخسوف فقط، يستحق أكثر من اللعب متأخرا عن بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية. تلك قسمة ظالمة له، فمثلا تشيلسي فاز بشق الأنفس على الهلال بهدف يتيم، وبالميراس رغم فوزه الأخير على الأهلي. سبق أن خسر أمامه المركز الثالث.

الأحق أن يتساوى الأهلي معهما، خصوصا أنه شارك في تلك البطولة للمرة السابعة، والأصح أن تتساوى جميع الفرق في اللعب، وفي حال كهذا قد يكون الأهلي مرشحا كبيرا لإحراز البطولة.

العين لا تستطيع أن تنكر الجمال، والقلب لا يمكنه إلا أن يخفق مع المتعة، الجمال والمتعة هما عنوان أداء الأهلي أمام الهلال.. نقلات سريعة، هجمات جارفة، بحث مستمر عن التسجيل، مهارات فائقة في النقل واحتلال المساحات.. كل ذلك برغم غيابات عناصر مؤثرة جدا مثل المحترف الراقص الجنوب أفريقي، ومجدي قفشة والحارس العملاق الشناوي.

أتمنى أن يكون كيروش شاهد المباراة، فهو يحتاج بشدة إلى محمد هاني الذي يفهم مركزه جدا، يدافع ويهاجم ويهدد المرمى، وإلى الفنان أحمد عبدالقادر.. يعزف ويرقص ولا يضيع إنفرادات ويصنع فرصا قاتلة ولا يوجد شبيه له في المنتخب، ويحتاج أكثر لأسلوب الأهلي الهجومي وسرعته وثقته في إمكانياته كبطل طامح راكبا دوما فرس عنترة وشاهرا شجاعته المرعبة للآخرين.

#الأهلي_الهلال

عن وجه افريقيا