فراج إسماعيل يكتب : مبررات تمسك نيتناهو باحتلال محو فيلادلفيا

تمسك نتنياهو باحتلال محور فيلادلفيا على حدود غزة ومصر، بما يتناقض تماما مع ملحق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، مبرر له اعتباره في القانون الدولي لأن تفعل مصر المثل على الجانب الآخر.

لماذا لا يتم وضعه هو وبايدن الذي يطالبه بالإنسحاب من جزء بسيط أمام هذا الخيار الصعب؟!.

تل أبيب وواشنطن لا يتحملان في الظروف الحالية مساساً من هذا النوع باتفاقية كامب ديفيد.. وهذا ردع سياسي مطلوب لإيقاف نزوات الحكومة اليمينية المتطرفة.

أولاً: الجيش الإسرائيلي وصل إلى نقطة استنزاف لا تمكنه من خسارة السلام مع مصر، فهو حتى الآن لم يحقق أي تقدم حقيقي في حربه ضد المقاومة داخل القطاع، ويواجه عواصف صواريخ يومية من جنوب لبنان أرهقت اقتصاده تماماً.

ثانياً: عملية حي الزيتون أمس والتي أعلنت عنها المقاومة أولا مع فيديو مصور بتقنية عالية جدا، ثم اعترف بها الجيش الإسرائيلي، تعطي استنتاجاً واحدا وهو أن الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي لا تقتل سوى المدنيين فقط وأن ال ق سام لا زالت تعمل بالكفاءة نفسها بعد مرور أكثر من 10 شهور.

ثالثا: أثبتت هذه العملية أن السيطرة على محور نتساريم الذي يفصل الشمال عن الجنوب، وكذلك احتلال محور فيلادلفيا لم يؤديا إلى تجفيف منابع السلاح أمام المقاومة.

في عملية حي الزيتون جرى استخدام عبوات ناسفة شديدة الإنفجار في تفخيخ المنزل من مخلفات الجيش الإسرائيلي نفسه. وهنا تعلق مجلة فورين أفيرز الأمريكية بأن الحركة تطورت إلى قوة عنيدة ومميتة في المناطق الشمالية التي كان من المفترض أن الجيش الإسرائيلي قام بالسيطرة عليها قبل بضعة أشهر .

وتوضح أن الخلل الرئيسي في استراتيجية جيش الاحتلال ليس بالضرورة فشل التكتيكات أو فرض قيود على القوة العسكرية للمقاومة، ولكن سوء فهم فادح لمصادر قوتها.

تتابع المجلة: لعدة أشهر، ركز المحللون الإسرائيليون والعسكريون على عدد مقاتلي حماس الذين تزعم قوات الاحتلال قتلهم، التركيز على هذه الأرقام يجعل من الصعب إجراء تقييم حقيقي لقوة Hماس. فعلى الرغم من تدمير غزة والحديث عن تقويض قدرات الحركة، إلا أنها ما زالت تسيطر فعلياً على مساحات واسعة وتهاجم القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع من الشمال وحتى الجنوب. ولا تزال تتمتع بدعم هائل من السكان الذين يمثلون حاضنتها الشعبية، والآن يسهل على المقاتلين الظهور بسهولة في المناطق التي يقول الجيش أنه “طهرها”.

وتقول فورين أفيرز إنه وفقاً لتقييم إسرائيلي حديث، أصبح لدى Hماس حالياً عدد أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية، التي تكبد فيها الجيش مئات الجنود بين جريح وقتيل من أجل فرض سيطرته عليها.

ومن ثم تجري الآن “حرب عصابات”، تنطوي على نصب كمائن وقنابل محلية الصنع، أو أخرى مصنوعة من ذخائر غير منفجرة أطلقها الجيش الإسرائيلي نفسه، وهي عمليات مطولة قال مستشار “الأمن القومي” لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخراً إنها قد تستمر حتى نهاية عام 2024 على الأقل، ولا يزال بإمكانها ضرب “إسرائيل” وتهديدها.

كاتب صحفي مصري

عن وجه افريقيا