بعد أن سيطر الجيش ومليشيات الكيزان على الاذاعة قلت أنها بداية الانفتاح على الخرطوم من محور المهندسين، وأن اسباب هزيمة الدعم السريع هو ضعف الحافز بعد أن قلت الغنائم ، وهذا ما نراه اليوم
واضف إلى ذلك فتح الدعم السريع لعدة جبهات بغرض انهاك الجيش، لكن ما حدث هو انهاك اكبر للدعم.
الحقيقة التي بانت اكثر أن اكبر ثغرات الدعم السريع في الدفاع وفقدان القيادة المركزية، والفشل السياسي والاداري والاعلامي، وملف حقوق الانسان.
لكن يتميز الدعم السريع بأنه قوة مهاجمة لطبيعة تشكيلها التي تعتمد على الفزع والسرعة باستخدام سيارات الدفع الرباعي، والقدرة على المناورة، و توجيه الضربات الخاطفة.
بالعودة إلى خطاب محمد حمدان دقلو الذي أكد خسارة المعارك في العاصمة الخرطوم وجبل موية، والعجز عن الاستيلاء على الفاشر.
وأشار إلى الخطة (ب)، دون شرح تفاصيلها.
سوف اشير لاحقاً إلى الوجه السياسي والدبلوماسي في الخطاب.
أما على الصعيد العملياتي اتوقع اتجاه قوات حميدتي نحو حرب العصابات ( الغوريلا)، وذلك بالانسحاب من المناطق المرهقة، واعادة انتشار القوات وتجميعها في مناطق أخرى واعتماد تكتيك اضرب واهرب، وهو تكتيك سيطيل أمد الحرب خاصةً في الاطراف وهو اسلوب ظلت تتبعه حركات دارفور لاكثر من عشرين عاماً.
لا استبعد سيطرة الجيش ومليشيات الاسلاميين على الخرطوم وبحري قريبا، وربما ود مدني والحصاحيصا على ان يستولى حميدتي على مدينة الفاشر وشن هجمات على الشمال. هذه الخطوة تعني وجود دولتين على الارض حتى لو اعترف المجتمع الدولي بدولة الخرطوم/ بورتسودان.
هناك سيناريو آخر لا يقل خطورة وهو حدوث انشطارات لقوات الدعم السريع و من ثم التحول الى وحدات صغيرة متحركة، تضرب وتنهب وتهرب عبر الطرق المهمة والمدن الطرفية.
ويبقى السيناريو الأكبر ؛ وهو أن ما يحدث في بلادنا عبارة عن حروب متعددة داخل حرب واحدة بأجندة قبلية، سياسية، دينية واجندات اقليمية ربما تؤدي إلى مواجهات دولية، أو تفكيك الدولة الهشة اكثر مما هي عليه من تفكك.
ولماذا لا تكون ثمة سيناريوهات أفضل؟ مؤكد هو تحقيق السلام، لكن كيف ؟ومتى؟.