فايز السليك يكتب:الإسلاميون وبؤس الخيال الفني

في منتصف تسعينات القرن الماضي طلب رئيس اتحاد الفنانيين السودانيين وقتها علي ميرغني، من احد وزراء اعلام الانقاذ رفع الحظر عن أغاني الفنان ابوعركي البخيت، فارس الأغنية السودانية، وكانت السلطات حظرت اغاني عركي الذي كان وقتها صوت المقاومة الطلابية في الجامعات، اقترح الوزير أن يغني عركي، اغنيات للدفاع الشعبي، أو لا يغني اغاني وطنية في الجامعات، ألا ان الفارس رفض الطلب بحدة، فكان رد الوزير أن ( مغنيين) مثل قيقم، سيمسحون عركي بالاستيكة، وأنه سيوجه الاذاعة ببث اغاني عركي العاطفية صباح مساء حتى يكرهه المستمعون.
في ذلك العهد الأغبر، امر متطرفو بني كوز بوقف كثير من الأغنيات التي ( لا تتماشى مع التوجه الإسلامي).
وذات مرة طلب حسين خوجلي من الفنان سيد خليفة تغيير جملة ( يا سقاة الكأس من عهد الرشيد) الى ( يارواة الشعر من عهد الرشيد.
وهو ذات العهد الذي زمجر الطيب مصطفى، مدير التلفزيون وقتها، غضب وزجر، ولا ادري أن كان قد عاقب مخرجاً او معداً لانه يثير الغرائز الجنسية عندما عرض على شاشة التلفزيون منظراً أثار كل تلك الضجة، وكان المنظر ( رجل نعامة او فخذها).
والطيب، ذاته ابتدع ما اصطلح عليه ( الحجاب الالكتروني) وهو تغطية ما يظهر من اجزاء بعض الممثلات في الدراما العربية درءً للفتنة!.
ذات عهد هدم تماثيل كلية الفنون وبعض ابطال تاريخ السودان. باعتبارها ( اصنام)!
وعندما انفتح الاسلاميون على الفنون كونوا فرقة نمارق، ثم الصحوة واولاد البيت، وكانت الاناشيد التي غناها مطربو الدفاع الشعبي وفرقه أناشيد ( جهادية) لكن لضعف الخيال تم تفريغ الحان بعض أغنيات الحقيبة لتغنى كلمات مختلفة!.
بلاشك أن دكتور حسن الترابي، عليه رحمة الله، الف كتاباً عن الفنون، وشجع لتوظيفها، إلا أن أبنائه عاطلون عن الابداع، فكانت تلك ممارساتهم التي توضح بؤس التفكير.
أكتب هذا رداً على مهاترات واسفاف بعض المتداخلين على منشور نشرته قبل يومين عن علاقة بني كوز بالفنون.

كاتب صحفي سوداني وروائي

عن وجه افريقيا