أخبار عاجلة

عُمان تفتح أبواب الابتكار العربي: السفير الرحبي يعلن الدورة الثالثة لمعرض التمور والعسل كمنصة عالمية للتنمية المستدامة

سحر رجب

في خطوة تعكس عمق الروابط العربية والطموح الاقتصادي المشترك، ألقى سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، كلمة رسمية اليوم في رحاب السفارة العُمانية بالقاهرة، للإعلان عن الدورة الثالثة للمعرض الدولي للتمور والعسل. حضر الحدث كبار المسؤولين من الاتحاد العربي للتمور والحضور الكريم، في إطار مؤتمر صحفي يجسد الالتزام العُماني بتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية.

أعرب السفير الرحبي عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا الحدث المهم، الذي يمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانته كمنصة اقتصادية دولية.

وقال: “يُشكل المعرض نافذة لتعريف العالم بإمكانات سلطنة عُمان وثقافتها ومنتجاتها، خاصة في مجالي التمور والعسل، اللذين يُعتبران جزءًا أصيلاً من هويتنا العربية”.

وأبرز نجاح الدورتين السابقتين في فتح آفاق واعدة للاستثمار والتعاون التجاري، حيث أصبح منبرًا لتلاقي الخبرات، عرض الابتكارات، وعقد الاتفاقيات التسويقية التي تدعم الصناعات المحلية وتوسع انتشارها عالميًا.

شدد سفير عمان بالقاهرة على أن التمور والعسل ليسا مجرد منتجات غذائية، بل رافدان حيويان لدعم الاقتصاديات المحلية، تعزيز الأمن الغذائي، والتنمية الريفية.

وأضاف: “يُسهمان في خلق فرص عمل وتنشيط الصناعات المرتبطة بهما، من الإنتاج والتغليف إلى التسويق والصناعات التحويلية”.

وأشاد بالدور الذي لعبه المعرض في تسليط الضوء على القيمة الاقتصادية المتنامية لهذين المنتجين، من خلال تقديم نماذج ناجحة لرواد أعمال وحرفيين ومؤسسات صغيرة ومتوسطة، حولت التمور والعسل إلى مشاريع تنموية متكاملة.

في سياق الابتكار، أكد السفير الرحبي على دور التقنيات الحديثة في الإنتاج والتغليف والتسويق، التي ساهمت في رفع جودة المنتج وتعزيز تنافسيته في الأسواق الإقليمية والدولية.

وقال إن هذا يعكس “التزاوج الناجح بين التراث الأصيل والابتكار المعاصر”، مشيرًا إلى كيف أثرت المشاركة المتنوعة من المنتجين والمبتكرين في تحويل المعرض إلى ورشة عمل مفتوحة لتبادل التجارب، خاصة في تطوير الصناعات القائمة على النخيل والعسل في مجالات الأغذية، الحرف، والعناية الصحية.

وأبرز السفير الاستخدام المستدام للنخلة كمورد اقتصادي كامل، حيث تحول سعفها إلى صناعات يدوية راقية على يد جيل شبابي حول الحرفة إلى صناعة حقيقية.

كما لفت إلى لمسة إنسانية مؤثرة في المعرض، وهي مشاركة فريق من ذوي الهمم ضمن رؤية واضحة لتمكينهم وإشراكهم في الإنتاج والإبداع، معتبرًا ذلك “علامة مضيئة تجسد القيم العُمانية الأصيلة في ربط التراث بالمسؤولية المجتمعية”.

وكشف السفير الرحبي عن مكانة سلطنة عُمان العالمية في إنتاج التمور، حيث تحتل المرتبة الثامنة عالميًا والثانية خليجيًا، مما يعكس دور هذا القطاع الحيوي في المساهمة بالناتج المحلي، توفير فرص العمل، وتفعيل برامج الأمن الغذائي. وأشار إلى أن الدورة الثانية للمعرض جذبت مشاركات من 35 دولة وأكثر من 70 شركة، دلالة على الاهتمام الدولي المتزايد بالحدث وبتقنياته الحديثة ومنتجاته المبتكرة.

ربط السفير بين المعرض ورؤية عُمان 2040 الاستراتيجية، التي تركز على التنويع الاقتصادي، تمكين القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الصادرات غير النفطية.

وقال: “يقدم المعرض نموذجًا عمليًا لما يمكن أن تقوم به المنتجات التراثية عندما تُدار بعقلية حديثة”.

واختتم كلمته بشكر الحضور على مشاركتهم الفاعلة، معتبرًا إياها “شهادة حية على نضج المعرض وتأثيره، ونقطة انطلاق لمزيد من التعاون والتكامل العربي والدولي”.

يأتي هذا الإعلان في توقيت مثالي، مع تزايد الاهتمام العالمي بالمنتجات الطبيعية المستدامة، مما يعزز من فرص الشراكات بين عُمان ودول المنطقة مثل مصر، لتحقيق نمو اقتصادي مشترك يعتمد على التراث والابتكار.

عن وجه افريقيا