طالعت كغيري .. الحملة المضرية و التي إنتاشت هيئة شئون الانصار وامينها العام مولانا عبدالمحمود ابو.
فالهيئة كجسم دعوي .. يقتات من الفكر الانصاري المؤصل والمرتبط بالاصل والعصر .. والذي استطاع أن يصارع فتن نفي الاخر له والتغول عليه .. مستلهما ارادة ( لكل مقام مقال ولكل زمان واوان رجال )
جعل هذا الفكر مستداما بفضل المكتب التنفيذي للهيئة.
اذن لا مندوحة في توجيه النقد للاجتهاد في العمل ومساعدة المكتب التنفيذي والاحباب بالهيئة لمزيد من النجاحات .. فبخ بخ به اذا كان كذلك ..اما اذا كان بدافع التبخيس والتلاسن والاساءة فبئس بئس هو.
ليس في مقام المدافع والناطق باسم الهيئة .. فلها امين للاعلام وناطق باسمها ( زورقا للالحان ) يستطيع ان يقارع الحجة بالحجة ويدفع الاذي ..
انما انا صاحب شهادة لما أري .. دون تجميل او مداهنة .. فما انا عضو بمجالس الهيئة المختلفة .. لا يجمعني بها سوي انصاريتي لله وصحبتي لمهديه.
فهيئة شئون الانصار بقولبتها المؤسسية .. ليست مؤسسة ربحية او لها اصول اقتصادية .. تدر لها دخولات مالية لتادية اعمالها .. اذن الناظر لها من حيث المداخيل المالية كنظيراتها من المنظمات الاسلاموية المنتفخة الاوداج .. ممتلئة الارداف باموال الدولة .. لظالمها ظلم ( الحسن والحسين ) .
فالهيئة لا تملك شروي نقير وليس لها اصول ثابتة للتمويل ..
عزيمة امينها العام ومكتبها التنفيذي .. وايمانهم بانصاريتهم وتجردهم ونكرانهم لذواتهم .. هي راس المال المحرك لهم ..
علاقاتهم الخاصة وتبرعات الاحباب هي زادهم في الرحلة الصعبة .
لم يتقاعسوا في امر ..
بل ضربت قوافلهم في رحلات الشتاء والصيف .. لكل أشبار السودان ..
لم يتخلفوا عن منشط او مكره ..
درء لسيول ..
او تضميد جرح .. او اعطاء لقمة لمحتاج ..
تري كل تلك المناشط فتحسب ان للهيئة كنوز او ذهب ( جبل عامر ) .
نزلت الواقعة علي السودان .. واندلعت حرب عبث وشعوذة و( مسخرة) ..
فر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه ..
لينجو من هول القتل والاغتصاب والسرقات .
ماذا كنا ننتظر من دعم الموت السريع .. او العسكر سوي القتل او الاعتقال ..
تحت طائلة الموالاة .. فمن لم يقتل من هؤلاء لم ينجي من اولئك .
اذا وضع كهذا هل كان للهيئة .. ان ترفع راية ان عودوا للصواب وجادة الطريق عبر منابر او قوافل دعوية ..
هل كان لها ان ترفع راتب الامام علي ذوائب الزهور وتقدمها قربانا للمتقاتلين .
وهل كان براؤون القوم و( شفع الجنجويد ) ..يسمحون بصوت المؤذن وشيخ الياس اكثر من طربهم لاصوات الرصاص وانين الجرحي .
كل تلك ظروف استثنائية ما كانت تسمح لهيئة او اي كيان من ممارسة دور توعوي تنويري .
وهب اذا جادلتني من مبدء ( لا دين بلا طحين ) من اي اين للهيئة بالمليارات لاقامة التكايا بل حتي اذا ما تحصلت عليها من الذي يسمح بقيامها اصلا ..
ولكن لا تثريب هل عمل الهيئة خرطوميا صرف .. بالرغم من سوء المنظر والمنقلب .. الا ان الهيئة كان لها انشطتها الدعوية والإغاثية في انحاء عدة من مناطق السودان التي كانت بها درجات من الامن ( الدمازين ، الهدي ، المناقل ، النهود وغيرها )
أعجبتني منشورات الهيئة منذ اندلاع الحرب في دعوتها المستمرة للسلم والامان حتي في ذلك ( قالت للاعور اعور ) ..
يكفي هيئة شئون الانصار انها استطاعت ان تبحر بالامانة الملقاة علي عاتقها ..
بعد وفاة الامام عليه الرضوان ولم تنجر وراء عبثيات التكليف والتي اعقدت بالحزب .
بظني ان الكثيرين ما زالوا ينظرون للهيئة بانها جسم تصادمي واضعين مقولة يونس ود الدكيم ان قالها ( بي الله ويوم داك كي نلاقكو في لب الوادي ، نتفوكو تف و نمجغوكو مجغ ونشربوكو جوووت ونترعكوا باع ونعلق بلابيطكم للكلاب بالوادي ) ..
يريدونها هكذا قوة مصادمة ولكنهم ما دروا الان الصدام صدام الكلمة المموسقة المدوزنة بالحب والخير والجمال والتي تبشر ولا تنفر وتيسر ولا تعسر .
اركان حرب مولانا ابو اراهم رجال خلاسيي .. يعملون في صمت .
اما صاحبنا مولانا (ابو ) خير من حمل تعاليم الامام عليه الرضوان وخير من حافظ علي الكيان من التشتت بعلمه الغزير واخلاقه ..
واجبنا الان ان نفكر كيف ندعم هذا الكيان ونجعله شامخا لا ان نتناوشه بالنقد غير البناء ..
دعونا نفكر ايجابيا كيف سنكون اثناء وبعد ان تضع الحرب اوزارها
طبيب عظام وسياسي سوداني