تغنّى المطرب الشاب منتصر حمري، وكثيرون غيره، بأغنية كان الفنان مصطفى مضوّي قد قدمها لجمهوره قبل عقود من الزمان، اجتذبت تلك الأغنية حديثاً أرتالا من المعجبين الذين يقلُّون عمراً عنها! وهذا ما يثير السؤال القديم المتجدّد حول الأغنيات التى تجد حظاً من الانتشار بعد أمد طويل من إصدارها.
فما السبب في ذلك؟ هل جاءت تلك الأغنيات قبل موعدها فخاطبت جمهوراً لم لم يَرقََ الى مستواها فلم ترُق له؟ أم أن الذوق العام الراهن قد ارتد إلى ما كان سائداً في حقبٍ خلت، فوجد الناس من بين أغنيات الماضي ما يرضيهم؟
المهم أغنية ( حمامة تتكلم ) التي تغنى بها مضوِّي والأطرش وبعض أرباب الغناء الشعبي وقتها، عادت إلى الصدارة بعد غيابٍ طال، فسار بها مطربون من الشباب، أمثال البندول وحمو ومهند الحاج، الذين أضفوا عليها الكثير من الحيوية، مثلما فعل منتصر حمري الذي تميّز أداؤه بالطلاقة والتفاعل العفوي مع جمهورٍ يماثله عمراً وهوىً، فسعى جاهداً لإسعاده، مستعيناً برفقة الكيبورد و الإيقاعات الفتية والإشارات الموحية و لغة الجسد، و كل ما رآه قميناً بإعلاء سيرة حمامته و كلامها.
و لنسأل: هل حقاً كانت هذه ( أول مرة في التاريخ) تهيأت فيها للحمائم فرصة الكلام ؟ بالطبع لا، وفق ما جاء في غناء الأستاذ مصطفى مضوي و زملائه في الثمانينات لكن، ربما كانت هي
(اول مرة في التاريخ) تتكلم فيها الحمائم مستخدمة الهواتف الذكية والرسائل النصية وبوستات الواتس و الإكس و البيتا.
فليهنأ من أُسعدوا بكلامها.
و ما زال التاريخُ طفلاً يحبو.
عازف موسيقي ومثقف سوداني