في حادث مأساوي جديد، سقطت طائرة الركاب الروسية من طراز أنتونوف 24، مما أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متنها، والبالغ عددهم 49 راكبًا وطاقمًا، في أقصى الشرق الروسي. هذا الحادث يعيد إلى الأذهان سلسلة من الحوادث السابقة المرتبطة بهذا الطراز الذي ينتمي إلى عصر الاتحاد السوفيتي.
الطائرة أنتونوف 24 هي طائرة ركاب إقليمية بمحركين مروحيين من طراز Ivchenko AI-24 turboprop، صممتها شركة أنتونوف في أوكرانيا عام 1957، وكانت أولى رحلاتها الجوية في عام 1959. تم إنتاج ما يقرب من 1367 طائرة من هذا النوع، وكانت تسع لحوالي 44 راكبًا بخلاف الطاقم.
استخدمت هذه الطائرة بشكل واسع في مهام النقل العسكري والمدني، واحتفظت بعدد كبير منها العديد من الدول لأغراض متعددة. وحتى عام 2018، كانت لا تزال هناك 86 طائرة من طراز أنتونوف 24 في الخدمة المدنية بروسيا.
اللافت أن السلطات الروسية كانت قد قررت إيقاف تشغيل هذا الطراز بعد حادث مشابه في عام 2011، غير أن هذا الحظر تم رفعه في عام 2023، لتعود الطائرة إلى الخدمة على نطاق محدود، وسط جدل كبير حول مدى صلاحيتها للطيران في العصر الحديث.
وبينما ننتظر النتائج الرسمية للتحقيق، تتركز الجهود حاليًا على تحليل بيانات الصندوق الأسود، الذي يقع عادة في ذيل الطائرة ويتميز بلونه البرتقالي رغم تسميته بـ”الأسود” لارتباطه بحوادث الطيران.
في النهاية، يثير هذا الحادث تساؤلات مهمة حول سلامة الطائرات القديمة، وأهمية تحديث الأساطيل الجوية، خصوصًا في البلدان التي ما زالت تعتمد على طائرات صممت قبل أكثر من ستة عقود. فالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لم يعد ترفًا بل ضرورة، من أجل حماية الأرواح وتفادي كوارث مستقبلية.
مهندس طيران مصري