أخبار عاجلة

سفير الصين في مصر يؤكد: “الصين مرساة الاستقرار العالمي” في احتفال الذكرى الـ76 لتأسيس الجمهورية

سحر رجب

أكد السفير الصيني لدى القاهرة، لياو ليتشيانغ، أن الصين تظل “مرساة الاستقرار للنمو العالمي” رغم الرياح المعاكسة، مشددًا على التزام بلاده بمشاركة فرص التنمية مع دول العالم، بمن فيها مصر، في إطار الاحتفال بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

جاء الخطاب خلال حفل استقبال أقامته جمعية الصداقة المصرية الصينية بالتعاون مع السفارة الصينية بالقاهرة، أمام نخبة من السياسيين والدبلوماسيين المصريين بحضور الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والسفير أبو بكر حفني نائب وزير الخارجية، والسفير علي الحفني نائب رئيس الجمعية.

ووصف السفير ليتشيانغ الجمعية بأنها “ظل الأصدقاء المصريين” الذين يدعمون مسيرة التنمية الصينية منذ عقود، مشيدًا بدورها في تعزيز التعاون الودي بين البلدين عبر جميع المجالات.

تحول الصين: من الفقر إلى قوة عالمية
استعرض السفير الإنجازات التاريخية للصين منذ تأسيسها في 1 أكتوبر 1949، حيث تحولت من “بلد فقير وضعيف” إلى “ثاني أكبر اقتصاد عالمي وأكبر دولة صناعية”.

وأشار إلى أن الصين تسير بخطى واثقة نحو تحقيق “الهدف المئوي الثاني” لبناء دولة اشتراكية حديثة وقوية، مع توقعات بزيادة حجم اقتصادها بأكثر من 35 تريليون يوان خلال الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025)، مما يمثل ثلث النمو الاقتصادي

العالمي “التحديث الصيني النمط بحد ذاته مساهمة عظيمة لتقدم البشرية”، قال ليتشيانغ، مضيفًا أن هذا النمو يعكس عزيمة الحزب الشيوعي الصيني في قيادة شعبه نحو ازدهار مستدام.

الخطة الخمسية الـ15: رسالة إيجابية للعالم

تحدث السفير عن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي عُقدت مؤخرًا في بكين، والتي رسمت “خطة شاملة لتحقيق التحديث الصيني النمط”.

وأبرز “توصية اللجنة بشأن وضع الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية” كتصميم من أعلى المستوى للمسار التنموي في السنوات الخمس المقبلة. في ظل التحديات العالمية.

أكد ليتشيانغ أن “العوامل الداعمة والاتجاه الأساسي لنمو الاقتصاد الصيني لن تتغير على المدى الطويل”، مشيرًا إلى أن الصين مستعدة لـ”تعزيز التنمية المشتركة” مع دول العالم، مما يضخ “عوامل اليقين والطاقة الإيجابية” في الساحة الدولية.

التزام بالسلام ودعم مبدأ “الصين الواحدة”
لم يغفل الخطاب الجانب السياسي، حيث أكد السفير التزام الصين بالـ”تنمية السلمية”، مستذكرًا مساهمتها في هزيمة الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية قبل 80 عامًا.

وأشاد بمشاركة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء المصري، كمبعوث خاص للرئيس عبد الفتاح السيسي في الفعالية التذكارية الصينية.

كما أعلن عن إصدار قانون يحدد 25 أكتوبر كـ”يوم إحياء ذكرى استعادة تايوان”، لصون نتائج الحرب العالمية ضد الفاشية ومبدأ “الصين الواحدة”.

وأعرب عن “تقدير بالغ” لالتزام مصر بهذا المبدأ، مشيدًا ببيان الجمعية المصرية الصينية الذي يدحض “التيار المعاكس” الذي يتحدى قرار الأمم المتحدة رقم 2758.
في سياق أوسع، دعا ليتشيانغ إلى إصلاح منظومة الحوكمة العالمية، مستعرضًا مبادرات الرئيس شي جين بينغ الخمس: “الحزام والطريق”، “التنمية العالمية”، “الأمن العالمي”، “الحضارة العالمية”، و”الحوكمة العالمية”، التي تركز على المساواة في السيادة وسيادة القانون الدولي.

وأضاف “سنعمل يدا بيد مع جميع القوى التقدمية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”.

شراكة مصرية-صينية: نحو آفاق أرحب

أشاد السفير بالعلاقات الثنائية بين القاهرة وبكين، التي أصبحت “نموذجًا يُحتذى به للتعاون بين دول الجنوب” منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 69 عامًا.

وبفضل “الإرشاد الاستراتيجي لرئيسي البلدين”، حقق التعاون إنجازات مثمرة في جميع المجالات، مدفوعًا نحو بناء “المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد”.

وفي إشارة إلى القضية الفلسطينية، أعرب الجانب الصيني عن “إشادة” بجهود مصر لدفع وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا الالتزام بـ”حل الدولتين” و”حكم فلسطين للفلسطينيين”.

“الصين على استعداد للتعاون مع مصر وغيرها من الدول لبذل جهود حثيثة من أجل حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط”، قال ليتشيانغ.

تطلعات 2026: ذكرى 70 واستضافة قمة عربية-صينية
مع اقتراب الذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية في العام المقبل، أعلن السفير أن الصين ستستضيف “القمة الصينية العربية الثانية”، معربًا عن حرص بكين على “تكريس الصداقة التقليدية وتعميق الثقة الاستراتيجية” مع القاهرة.

“سنوسع التعاون العملي لدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى آفاق أرحب، ليعود بمزيد من النفع على البلدين والشعبين”، ختم خطابه.

ويأتي الاحتفال بعد أيام قليلة من ذكرى تأسيس الجمهورية الصينية، مما يعكس عمق الصداقة بين البلدين.

عن وجه افريقيا