سحر رجب
احتفلت سفارة المكسيك بالقاهرة، مساء أمس الأحد، بـ”يوم الموتى”، الذي يعتبر مناسبة تقليدية خاصة لدى المكسيكيين، الذين يحتفلون به يومي 1 و2 نوفمبر من كل عام، تزامنا مع التواريخ الكاثوليكية ليوم إحياء ذكرى الراحلين، وعيد جميع القديسين، حيث يتذكرون في هذا اليوم أحبائهم وأقاربهم الذين فارقوا الحياة ويكرمون موتاهم، معتقدين أن أرواحهم تهبط إلى الأرض.
في بداية الاحتفالية رحبت السفيرة ليونروا رويدا سفيرة المكسيك بالقاهرة بالحضور في الاحتفال بأحد أهم التقاليد المكسيكية، وهو “يوم الموتى ” بحضور مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية السفير ياسر شعبان، و عدد من السفراء والدبلوماسيين من سفارات أمريكا اللاتينية، وأعضاء الجالية المكسيكية فى مصر، بالإضافة إلي دارسى اللغة الاسبانية من طلاب الجامعات المصرية.
وأشارت السفيرة إلي أن الاحتفال هذا العام يقوم بتكريم ممثلين توفي هذا العام، أحدهم فنان من المكسيك والآخر فنان من مشاهير الفن المصري وهما:
والفنان السينمائي المكسيكي “إرنستو جوميز كروز” (1933-2024) شارك في أكثر من مائتي فيلم، وكان واحدًا من آخر الناجين من الفترة الذهبية للسينما المكسيكية. تشمل أفلامه عناوين تركت بصمة عميقة في تاريخ سينما أمريكا اللاتينية، مثل “الجحيم” (2010)، و”جريمة الأب أمارو” (2002)، و”إمبراطورية فورتونا” (1987) “زقاق المدق” (1995)، والأخيرة مستوحاة من رواية “زقاق المدق” لجائزة نوبل للآداب المصرية نجيب محفوظ.
والفنان المصري صلاح السعدني (1943-2024): ممثل مشهور من محافظة المنوفية، درس الزراعة، لكنه بدأ حياته المهنية كممثل عام 1960، ترك السعدني إرثًا يضم أكثر من 211 فيلمًا ومسلسلًا ومسرحًا، منها كلاسيكيات مثل “ليالي الحلمية” عام (1987) وشارك في خمس أجزاء من خلال شخصية “العمدة سليمان غانم”، وآخر أعماله الرائعة مسلسل “القاصرات” عام 2013.
وقالت السفيرة ليونروا رويدا أن الاحتفال بعيد الموتى يعود جذوره التاريخية إلى أكثر من ألف عام ، قبل من جلب الإسبان للدين الكاثوليكي إلى أمريكا الوسطى. وفي ذلك الوقت، كان الناس الأصليون يؤمنون بوجود حياة بعد الموت. كانت الحياة والموت جزءًا من نفس العملية الدورية.
وأوضحت السفيرة أنه وفقا للعادات المكسيكية القديمة كان من الضروري للكائنات الحية أن تموت من أجل خلق كائنات جديدة تجدد شباب الكون، باعتبار الموت الذي يغذي الأرض الأم، وهو ما أتاح استمرار عملية التجديد المستمرة.
وأشارت السفيرة المكسيكية إلي اختلاف الطقوس الجنازية في العصر الوسيط من بعض الأشخاص إلى آخرين، إلا أن النتائج الأثرية للدفن تشير إلى أنه كان من الشائع جدًا دفن المتوفى مصحوبًا بأشياء كانوا يستخدمونها يوميًا، مثل الأدوات والطعام والأشياء الكراهية، مسرحيات موسيقية، جواهر، في حال وجدها العضو المتوفى مفيدة في الحياة الآخرة.
وأن هذا التقليد الجنائزي مشابه جدًا للتقليد المصري القديم، لأنه من المنطقي الاعتقاد أنه إذا كانت هناك حياة جديدة بعد الموت، فمن الأفضل أن يكونوا مجهزين جيدًا.
وأوضحت السفيرة المكسيكية نظرة المكسيكي للعالم إلى أن مصير المتوفين بعد وفاتهم لم يكن له علاقة كبيرة بكيفية تصرفهم في الحياة، ولكن بطريقة موتهم، للذهاب إلى واحدة من الجنان الأربعة .
وقالت عندما وصل الإسبان ومعهم الدين الكاثوليكي، حدثت عملية التوفيق الديني التي تم من خلالها الجمع بين التقاليد الأصلية والإسبانية لدمج عناصر مختلفة في التقاليد.
وعن الجذور الثقافية لاحتفالية “يوم الموتى ” أشارت السفيرة إلي عودة الاحتفال بهذا الى ما قبل الوجود الإسبانى بالمكسيك، من أجل الحفاظ على الاعتقاد بأن أرواح أحبائنا تأتي لزيارتنا، يوم 1 نوفمبر من كل عام نحيي في المكسيك أرواح الأطفال واليوم التالي له يوم 2 نوفمبر نحيي أرواح البالغين.
واستطردة قائلة كما هو التقليد، قامت السفارة ببناء هذا المذبح العظيم ليوم الموتى، بالعناصر الطبيعية الأربعة:
الأرض: التي تم تأسيسها مع نهاية الدورة الزراعية وأول حصاد للذرة. ولهذا السبب يحتوي المذبح على منتجات موسمية وصورة للإلهة (تشيكوميكواتل) إلهة الذرة.
الزهور: الأبيض والأرجواني والأصفر.
الرياح: يرمز لها ب ( الاوراق المزركشة )• النار: من خلال وضع الشموع والكوبال والبخور العطري لإضاءة طريقك.
- الماء: هذا العنصر ضروري لإشباع العطش.
وعن محتوى مستويات المذبح قالت السفيرة المستوى الأول : الماء والطعام والملح لاستقبال ضيوفنا الذين يصلون عطشانين وجائعين. والمقصود بالملح هو أن لا يفسدوا أثناء زيارتهم للأرض، الخبز الميت: سمي بهذا الاسم نسبة إلى عظام الخبز التي تزينه.
المستوى الثاني : مخصص للأطفال: الألعاب والحلوى والفواكه الموسمية. الجوافة، قصب السكر واليوسفي.
المستوى الثالث: نضع به صور للأشخاص الذين تم تكريمهم مع بعض متعلقاتهم الشخصية.
المستوى الرابع: نضع رموز لإيمان الموتى و معتقادتهم.
كما أعدت لذلك الطقوس الخاصة بالاحتفال ، (الهياكل العظمية، والجماجم، والشموع، والورود، والبخور)، بالإضافة إلى المخبوزات والمشروبات الخاصة بتلك المناسبة.
وضمن الاحتفال، قامت السفارة بتصميم نماذج محاكاة للقبور في حديقة مقرها، أحاطتها بالشموع والورود والبخور، كرمز لقبور الأقارب والأحباء، بالإضافة إلى إقامة مذبح، وكأن يرقد بداخله المتوفي، وتم تزيينه بالورود والشموع والجماجم (كتعبير عن المتوفين بحيث ترمز كل جمجمة لشخص).