أخبار عاجلة

ريهام محمد الخزاعي تكتب: الشيطان الذي فضح الملائكة 

 

” اقتلوا يوسف…. يخل لكم وجه أبيكم ” لم تكن مجرد جملة قيلت منذ زمن وانتهت ولكنها قصة تحاك وتعاد وكأن الزمان لم يتحرك قيد أنملة ، تبدلت الوجوه وما زال نفس الحسد تتوارثه القلوب عبر السنين فما أشبه الليلة بالبارحة ، بالأمس تحالف إخوة يوسف عليه غيرة من حب رأوا أنه لا يستحقه ، واليوم يعيد القدر نفس المشهد ، إذ تحالف الأقربون على من يُفترض أنه منهم ، ليس لذنب اقترفه بل حسدا على قدرٍ لم يملكوا مفاتيحه، وعلى قيمةٍ لا تُشترى ولا تُقلَّد، فكان وجوده وحده كافيًا ليعرّي نقصهم، ويكشف سؤاتهم ، وان كان إخوة يوسف قرروا قتله ، فإن هولاء أجبن من أن يقتلوا فأرا فكان أقصي ما في مقدرتهم أن يلوثوا صورته بافتراءات تنهش سمعته ، فكما لطخ قميص يوسف حقدا ، تنهش سير الطيبين غيرة .

الطائش الهزلي هكذا يذكرونه في مجالسهم الثرثارة التي تنُهش فيها لحوم الغائبين ، لا ينعتوه في غيابه إلا باللامبالي الذي لا يعرف للمسئولية معني كأنه لا يملك من الرجولة سوي اسمها ، وصفوه بالمتحرر المنحرف الذي لا يخضع للتقاليد بل ويثور علي اي حدود ، في نظرهم هو ذاك المدلل الذي نشأ في حضن الرفاهية فاعتاد ان يفعل ما يحلو له متي شاء وكيف شاء، دون أن يأبه برضا أحد ، إن اراد شيئا فعل المستحيل للحصول عليه وان ناله حطمه بقسوة وان كان كنزا ، ليظل اسمه يمر بينهم محمّلًا بالظنون تسبقه أحكامهم الغوغاء فلا يرونه الا بعين ناقصة لا ترى فيه سوى ما يوافق طبيعتهم الناقمة علي كل شيء ، قالوا عنه ما لم يقله عدو في خصمه ، حاكوا حوله روايات سوداء ،وكأنهم يتحدثون عن فردا بارزا في دهاليز عصابة اجرامية ، هكذا رسموه ، هكذا أرادوني أن أراه… أن أخشاه… أن أمقته ، فكان كل حرف من كلامهم سهماً خفياً يوجهونه لصدري ، محاولين تثبيت صورته بداخلي على هيئة ذئب خطر سيفتك بي ، وما أبرّأ الذئب من دم يوسف، فغيرتهم أعمتهم عن أن ألسنتهم وحدها هي الملطخة بدماء الكذب.

وبرغم كل تلك المحاولات ظل عقلي متعجبا ساكنا ولم يشتر رواية واحدة من روايتهم الملوثة ، وبقي السؤال ” هل امتدت يده او لسانه بسوء لشخص منكم ” “هل راه احد في موقف مشين يستدعى المحاكمة وان يوضع اسمه علي قوائم الخطر ” ، وكما كانت توقعاتي لم أجد في إجاباتهم ما يُمكن العقل من الميل إلي أحاديثهم ولو قليلا ، ولم تكن الاجابات كلها سوي تلعثم وسيل من التحليلات والانتقادات لمواقف و اختيارات تخصه لم تروق لهم ، بل على العكس جاءت ردودهم المرتبكة، ومحاولاتهم الباردة في الطمس، لتزيد طمأنينة قلبي بأن كل ما رأيته منه كان صادقا ، لتبقي حقيقته التي لمستها بقلبي قبل عيني هي الدرع الذي حال بيني وبين كلامهم المسموم عنه .

ولست وحدي من أدرك تلك الحقيقة ، بل يراها كل من يلتق به لدرجة أن لحظة واحدة في حضوره كفيلة بأن تكشف أمامك كل اكاذيبهم ، فمن أول وهلة تراه ستشعر وكأنك تعرفه منذ زمن ، إذ أن نقاء قلبه لم يبقَ حبيسا في صدره، بل انعكس على ملامحه فتراه رغم سنوات عمره بوجه طفل لم تُمسّه الحياة بدنسها بعد ، في عينيه براءة واضحة لا تعرفها قلوبهم، وفي حديثه صدق وعفوية لا تشبه ضجيجهم، هو شخص لا يُقنعك ببراءته، بل تلمسها، تَشعّ من حضوره دون أن يبذل مجهودا لإثبات ذلك . لا مكان للحزن بداخلك وانت بصحبته ، لأنه أدرك أن اسعاد القلوب لا يقل أجرا عن اطعام المسكين فبات شعاره في الحياة ألا يشقي في صحبته أحد لتصبح ضحكته سبب في هدم كل حزن يسكنك وبرغم كل ما به من الام يظل يملك حضورًا يُطمئنك و كأن أمان العالم كله قد وضع بداخله.

لذا فإن كل من يعرفه حقا سيتعجب أي سوء هذا الذي يتهمونه به ، وهو الذي يمقت الغيبة كأنها دنس فلم يلطخ لسانه يوما بالخوض في عرض أحد ولا سمح لقلبه أن يفرح بزلة أحد مثلما يفعلون هم كل وقت ، تراه يغير الموضوع بهدوء إذا حضر الحديث عن الغائبين ، بل ويبوخ المتحدث إذا تكرر الحديث ، وإذا وصل إلى مسامعه موقف يشين أحدهم، صمت و ستره – حتي وان كان رأه بعينه – كأنه يغسل أثر الخطيئة بالصمت، لأن قلبه خُلق ليحفظ لا ليفضح ، فحتي صمته أطهر من نفوسهم التي اعتادت الوحل.

ولا ادري حقا ما حجم الأذي الذي سيلحقه بي وهو الذي لم يؤذي احد طيلة حياته سوي نفسه ، ويوم يُؤذى، لا يُفكر في ردّ الإساءة ، بل إنه يمد يد المساعدة لمن أذاه إذا احتاجه !! كل من يعرفه عرف الأمان، وحتي كل من أذاه، ذاق منه غفرانًا لا يستحقه يعطي دون حساب.

هذا السيء لا يعرف أن يغلق أبوابه في وجه أحد فما إن يرتجف صوتك تجده هنا أول الحاضرين بابتسامته ، فيزيل عنك ثقل كل هم ،حتى إن طلبت منه ما يُثقل روحه، نفّذه لك بصدرٍ رحب، دون أن يُشعرك لحظة بأنه تكلّف من أجلك. لا يُحرج أحدًا، ولا يرد يدًا امتدت إليه، لأن الحرج في عرفه ذنب، و العطاء في طبعه عبادة حتي لمن لا يستحقوا.

أي قسوة تلك التي تُلقي بتهمة الجفء علي الشخص الذي ينتقي كلماته بدقة لئلا يؤذي أحدا ، وإن شعر يومًا أنه أوجع أحدهم بحرف واحد، لا تغفو عيناه ويظل يلوم نفسه مرارًا وتكرارًا، حتي في أشد الخلافات وان تملكه الغضب لحظة وانفعل لا يهون عليه أن يترك الآخر وفي عينيه حزن حتى إن كان هو المجروح فعقيدته في الحياة أنه ما خلق ليترك أثرا يؤلم في القلوب ، هذا القاسي الذي إذا اشتد عليه حزنه يصمت و يُخفي ألمه خلف ابتسامة شاحبة، ليس لأنه لا يحتاج من يسمعه، بل لأنه من فرط شعوره يخشى أن يُثقل على قلب يحبه ، فيختار الكتمان، لا ضعفًا، بل رحمة بمن حوله ، ويظل يفيض على العالم دفئًا، بينما يتجمّد وحده داخل جدرانه .

و ربما يكون من المنطق هنا أن يتوقف العقل متعجبا إن بهذه الدرجة من الإنسانية فلما كل تلك الافتراءات عليه ؟! ولعل الإجابة الوحيدة التي تحمل شطايا من الحقيقة أن كل جريمته أنه حاد عن طريقهم . لم يلبِ توقعاتهم ولم ينصاع لآرائهم ولم يتصرف كما أرادوا له . هؤلاء لم يفهموا أنه ليس مجبرًا على أن يكون نسخة من رغباتهم، وأن لكل إنسان كامل الحرية في اختيار طريقه الخاص طالما أنه لا يُؤذي أحدًا. لكنهم بحكمتهم الظالمة، صبّوا عليه اللوم واللعنات وكأن التوافق مع رغباتهم هو المعيار الوحيد لصواب الإنسان ، ولعل خطأه الأعظم في رأيي أنه لا يجيد التلون مثلهم لا يتزين بإنجازات وهمية، ولا يبني مجده من سراب كاذب. عنده من الشجاعة ما يكفي ليعترف بخطئه، ومن الصدق ما يجعله لا يتخفّى خلف أعذار زائفة. مقياسه في الناس ليس ما يملكون، بل ما يحملونه في قلوبهم. لا يُبهره لمعان الجيوب والاسماء ، بل يفتنه بريق النقاء في الأرواح.

والحقيقة انه لم يكن يوما ملاكا ولم يدعي المثالية مثلهم قط ولو للحظة هو فقط صادق إلى الحد الذي يجعل الخطأ ثقيلًا على قلبه، لا يجمّل زلّاته، لا يعلّقها على شماعة الظروف، بل يراها كما هي دون أدني تبرير لها ، لم يدع الكمال لحظة أويقر بأنه معصوم ، يعرف أنّ نفسه أمّارة، لكنه لا يُصادقها على السوء، يقاوم نزعاتها، ويُطيل المجاهدة، فإن غلبته في لحظة ضعف، لا يسكن في المعصية، بل يستحي من بقائه فيها ،وكأن ذنبه شوكة لا تُرى، انغرست في ضميره لا تكفّ عن وخزه ، فيظل يبتغي من الله رحمة وغفرانا بندم ووجل ، لا خوف الهارب ، وانما ندم المحب الذي خذل حبيبه ، ليصبح هو الذنب المعلن في وسط عالمٍ يتفاخر بالنقاء المصطنع، والسقوط الذي لا يخجل أن يقوم منه ألف مرة، بل ويحاسب نفسه كثيرا لئلا يخطيء ثانية .افهذا هو الخطر الذي يجب أن أبتعد عنه !!! أم أن الخطر يكمن في من يغتابون بالباطل ؟

نعم اعتاد الوحدة وان يظل بعيدا ولكن لا كِبرًا، بل لأن النفاق لم يكن يومًا أرضًا يزرع فيها قلبه. ولعله بحث بينهم عن وجهٍ صادق لا تتغير ملامحه، فلم يجد. فآثر العزلة لا هروبًا، بل حفاظًا على ما تبقى من نقائه ،ولأن عزلته أحنّ عليه من نفاقٍ يختبئ خلف الابتسامات، ومن تطفلٍ يفتح الجراح دون أدنى سؤال لأنه بطبعه لا يحب التطفل، فيضيق صدره من كثرة الأسئلة، ليس لأن لديه ما يُخفيه، بل لأنه تعلّم أن للقلوب جراحًا لا يُليق أن تُلمس، ولهذا يكره مجالسهم الممتلئة بأسئلة تُحرك بداخله جراحًا دفنها بصعوبة،وتفتح آلاما لا زال يتظاهر بأنها شفيت ، ذاك الذي اتهموه بالعجز عن تحمّل المسؤولية، أما كفى أنه ظلّ يحمل عبء نفسه وحده طوال العمر؟ لم يطلب عونًا، ولم يمدّ يده استجداءً، عبر سنواتٍ مميتة كانت كفيلة أن تُسقط أشدّ القلوب، ومع ذلك لم يئن، لم يشتكِ، ولم يظهر يومًا غير وجهٍ باسِم، وصدرٍ راضٍ، كأن الألم لم يعرف له سبيلاً ، فمن منهم بمثل قوته ؟!

و مع اشتداد الضجيج بداخلي كان لا بد من التساؤل ، إن كان فعلا ضائعا كما يقولون هل حاول أحد منهم أن يمد له يد المساعدة وان يخرجه من ظلمات وحدته ولو للحظة واحدة بدلا من إبداء الأسي المصطنع عليه ، هل كان بينهم من استشعر يومًا وزن الدم الذي يجري بينهم فحمل في قلبه معنى الرحم وقرابته، وحاول ـ ولو مرة ـ أن يقترب منه لا ليحاكمه، بل ليحتويه؟ أم أن كل علاقتهم بصلة الرحم مجرد شعارات رنانة يتشدقون بها ؟ هل تجرأ أحد على نصحه بدلًا من الاكتفاء بالحديث عنه في الغياب؟ أم أن أقصى شجاعتهم كانت أن يجعلوه وجبة باردة على موائد أحاديثهم؟ هل فكر أحد في أن يسمعه؟ او أن يفهم منطقه؟ قبل أن ينصبوا له المحاكمات .

والحقيقة ان الإجابة أوضح من أن تُسأل ، فهم أجبن من أن يواجهوه، يعرفون جيدًا من يكون، ويرون روحه البيضاء بكل وضوح ،وكل منهم – في سره – يتمنى دقيقة واحدة في صحبته، بل ويتمنى أن يملك نصف طمأنينته، أو ظلّ من حضوره ، لكنهم، ولأن الغيرة تقتلهم اختاروا أن يخفوا عجزهم خلف ستار الحديث عنه، يوهمون أنفسهم – بخيال السُكْر الجبان – أنهم أفضل منه، وهم يوقنون في أعماقهم، أن كل منهم يحسده ، لكنهم لن يبوحوا ، لأن طبائع البشر حين تعجز عن الوصول تختار أن تُشوّه من لم تستطع الوصول إليه ، فأصبح اقوي ما يملكونه هو أن يكسروا صورته، كما يكسر البشر دومًا المرايا التي تُظهر حقيقتهم.

وإن كانت كل تلك المكائد ، وكل السموم التي بُثّت في أذني وعقلي، تهدف إلى تفريق من جمعتهم صلة الدم فهي لم تشوهه بداخلي كما أرادوا، بل قتلتهم هم ومسحت صورتهم بداخلي ، ومهما حاولوا هم أو غيرهم التفريق فالقدر سبق الجميع حين اختار الله لنا رباطًا لا يفك ، فاسمائنا واحدة من قبل الميلاد وستبقي كذلك الي يوم يبعثون لن تفرقها الظنون ولا تمحيها الأكاذيب ، لأن ما زرع في العروق لن تمحيه قسوة القلوب ، حتي وان تباعدت الدروب .

ربما يكونوا رأوه قبلي بسنوات ولكني أجزم أن لا أحدا منهم رآه مثلي ، لأن الحقد الساكن بداخلهم أعمي أبصارهم ، ومواقف قليلة بيننا كانت كافية لأعرف عنه ما لم يروه ، رأيت شخصًا ليس مثاليًا، لكنه صادق حدّ النقاء. ربما لا يُجيد أخذ الخطوة الأولى، لكن إن طلبتِ منه، كان أول المبادرين دون تردد. وإن غاب، فاعلم أن بداخله ألمًا أقوى من أن يحتمله في حضرة الآخرين. يحمل روحًا خفيفة قادرة على حل أعقد العقد بأسلوب فكاهي فريد، لا يمتلكه حتى أبرع الدبلوماسيين، فطريقته هي السهل الممتنع. شخص يعرف عيوبه جيدًا، لا يخجل منها، بل يعلنها صراحة دون مواربة، لا ينتظر أحدًا ليحاسبه أو يضعه موضع العتاب، لأنه ببساطة يعترف واعترف أنه ربما تراجع أوقاتا عن مواقف وابتعد لا هروبا ولا لأنه يري نفسه النجم الذي يدور الجميع في فلكه كما وصفوه ، بل لأن بعض المواقف كانت أكبر من قدرته حينها فآثر التراجع ليحمي من يحبهم كالشمس حين تغيب حتي لا تثقل بحرارتها علي الارض ، فالتراجع لم يكن خذلانا لقلوب أحبته بل رحمة بها ، فمن منهم يملك مثل هذه الرحمة أو تلك الشجاعة وصدق الاعتراف !؟

والان أقول بإن ما كتبته ليس دفاع ابنة تتغاضي عن الحقائق وفاءا لأبٍ يحويها حنانه ، ولا غزلً عاشقة فتنت بفارس أحلامٍها فأعمتها محبته عن عيوبه، بل هي ثورة قلم ضاق بها صدري، فترجمت الضيق الي حروف . كتبت لأن قلبي رأى ما عجزت عيونهم أن تبصره، و لأن الحق إذا سُكت عنه صار شريكًا للباطل فإن كان القدر جعل مشهد التحالف علي يوسف يعاد أمامي فأن صمتي وقتها سيجعلني شريكة في إلقاء البراءة في غيابات الجب . فإن لم أُمنح فرصة أن أنطق بها ثانية ، ستبقى كلماتي هذه شاهدة ، تشهد له حين يُظلم، وتشهد عليّ إن صمتُّ يومًا، وما كان الصمت حينها إلا خيانة.

وأقولها بلا وجل: إن كان بيننا ملائكة وشيطان، وإن وُجد الشيطان حقًا، فالشيطان لا يسكن في ملامحه، بل يقطن في قلوبهم، يتغذّى على حقدهم ، وإن كانت الملائكة لا تخطيء لأن الله خلقهم للطاعة فقط ولم لم يُمنحوا خيار الخطأ ، فأن هذا الشخص ومع أنه يملك حرية السقوط لكنه لا يسعى للخطأ، ولا يركض خلف الزللل بل يردّ نفسه كلما همّت، كأن فيه وازعًا من نورٍ لا يدعه يُكمل الطريق نحو المعصية ، فيظل قلبه يختار الطهر حتي وان تعثرت قدماه ، ويختار العطاء وهو بحاجة، ويصفح وهو القادر على الرد، وهذا ما يجعله أسمي من الملائكة لأنه وبرغم كل الشرور ما زال يصنع الجمال في أرضٍ لا تشبهه ، وعالم لا يليق به .

والان اقول بخالص اليقين، وبقلبٍ آمن بالخير الذي يسكنه، وبروح لا تعرف للنفاق طريقًا ، ان محمدا هو الهدية المهداة لعالمٍ قاسٍ لا يُجيد الاحتفاء بالطيبين ، هو السلام في وسط نفوس لا تعرف سوي الصراع ، وإن أردنا أن نجسد أصدق صور الإنسانية و الأمان، والنقاء في اسمٍ واحد، فلن يكون إلا هو.

كاتبة مصرية

 

 

عن وجه افريقيا