سحر رجب
أكد السفير طلال المطيري رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان أن التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في العالم العربي تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى، فلا يمكن لأي دولة أن تحقق تقدما ملموسا في هذا المجال بمعزل عن دول الجوار.
جاء ذلك في كلمة المطيري خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع 25 للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المخصصة لمناقشة التقرير الدوري الثالث لدولة قطر.
وقال المطيري إن اجتماع اليوم مخصص لمناقشة التقرير الدوري الثالث لدولة قطر الشقيقة والذي يترجم الجهود التي بذلتها الدولة في مجال حقوق الإنسان، ولكن هذا الفضاء يتيح لنا أيضا النظر إلى ما هو أبعد، لننظر إلى مستقبل حقوق الإنسان في منطقتنا، ونبحث سبل تعزيزها وحمايتها، في ظل ما تشهده الآليات الدولية لحقوق الانسان من ازدواجية للمعايير، الأمر الذي أدى إلى اهتزاز تلك الآليات ووصمها بأنها تكيل بمكيالين إزاء قضايا الانسان في الدول النامية.
واضاف: “يظل اليوم التحدي الأكبر أمام المجتمع الدولي هو تحقيق توازن بين حماية حقوق الانسان العالمية واحترام الحقوقيات الثقافية والسياسية للدول في ظل ازدواجية المعايير.
وشدد على ان التعاون الإقليمي هو السبيل الأمثل لتبادل الخبرات والمعارف، ووضع آليات عمل مشتركة، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدا أهمية تفعيل دعم الخطة العربية للتربية والتثقيف على حقوق الانسان لما لها من دور في تكريس المفاهيم الحقوقية وفق قيمنا وثقافتنا العربية.
وتابع السفير طلال المطيري: “لقد شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من المبادرات الإيجابية في مجال حقوق الإنسان في دولنا العربي، تتراوح بين إصلاح التشريعات إلى تعزيز دور المجتمع المدني، تستحق أن نستلهم منها ونستفيد من تجاربها.
واشار الى ان تبادل هذه الممارسات الجيدة سيساعدنا على تحديد أفضل السبل لتعزيز حقوق الإنسان في بلداننا.
ودعا الجميع للعمل معا من أجل بناء مستقبل أفضل لحقوق الإنسان في منطقتنا.. موجها الدعوة للجنة الميثاق والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومختلف الجهات الممثلة اليوم، للتنسيق فيما بينهم من أجل مواصلة الأنشطة التي تستهدف تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول والحكومات والمجتمع المدني والتعاون مع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
وذكر ان تبادل الخبرات والمعارف فرصة يتوجب علينا اغتنامها واستثمارها.
وابرز المطيري ان انعقاد دورة لجنة الميثاق الخامسة والعشرين اليوم لمناقشة التقرير الدوري الثالث الدولة قطر الشقيقة، يعد مؤشرا هاما لرسوخ الآلية التعاهدية بالمنظومة العربية وتأكيدا لتفاعل الدول الأطراف بإيجابية معها.
ونوه الى ان تقرير دولة قطر الدوري الثالث يحتوي على إنجازات تعبر عن جهود مبذولة بإخلاص على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، مما يشكل نموذجاً فريداً في تكريس حقوق الانسان، وهو ما عكسته دولة قطر الشقيقة خلال تنظيمها لكأس العالم 2022، في خلق مقاربة ما بين المعايير الدولية والحفاظ والالتزام على القيم الثقافية والإنسانية التي جاء بها دستور دولة قطر.