وجدي عبد العزيز
نظمت أمس السفارة الصينية بالقاهرة ووكالة الأنباء الصينية “شنخوا” مؤتمرا حول التحديث الصيني وأثره على دول الجنوب بعنوان منتدى حوار القاهرة “التحديث الصيني النمط والعالم”، أكد خلاله مسئولون وخبراء، أن التحديث الصيني النمط لا يعود بالنفع على الشعب الصيني فحسب، بل يسهم أيضًا في تقاسم فرص التنمية، ويساعد شعوب دول جنوب العالم على المضي قدمًا نحو حياة أفضل من خلال تعزيز مسيرة التحديث لديها.
وشارك في المؤتمر أكثر من 100 مشارك وممثل للحكومتين الصينية والمصرية، ووسائل الإعلام، ومراكز الفكر، ومجتمع الأعمال والباحثين. وتبادل المسئولون والخبراء خلال فعاليات المنتدى، وجهات النظر حول العمل معًا لتعزيز التحديث، وتعزيز بناء مجتمع صيني – عربي ذي مصير مشترك، والتحديث الصيني النمط والعالم خاصة دول الجنوب.
وفي هذا السياق، أشار السفير لياو لي تشيانغ سفير الصين لدى مصر وممثل بلاده لدى جامعة الدول العربية إلى أن “تنمية الصين تُعزز القوى الدولية من أجل السلام والتقدم”.
وأكد لياو أن “التحديث الصيني النمط مثل فرصة ثمينة لتنمية العالم”، مشيرًا إلى أنه في مواجهة الحروب الجمركية، لم تكتفِ الصين بحماية حقوقها ومصالحها المشروعة، بل حرصت أيضًا على حماية المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، بما في ذلك العدد الكبير من الدول النامية، والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين.
وقال إنه بفضل الجهود المشتركة، ستحقق الصين والدول العربية المزيد من النتائج في سعيها نحو التحديث وبناء مبادرة الحزام والطريق بشكل مشترك، وستتحول التحديات التي يفرضها الوضع التجاري الدولي المتوتر الحالي إلى فرص لتعميق التعاون وتعزيز بناء مجتمعات صينية – مصرية وصينية – عربية ذات مصير مشترك.
وبدوره، قال رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف، إن الصين حققت ازدهارًا داخليًا من خلال حملتها التحديثية، وازدهارًا عالميًا من خلال بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وأضاف شرف، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، “في الوقت الحاضر، نواجه تحديات عالمية، والعالم عالق في سلسلة من المآزق”، لافتا إلى أن حل معضلة السعي نحو الازدهار والتغلب على الصعوبات يتطلب ثقة متبادلة وجهودًا مشتركة من العديد من الدول.
من جانبه، قال السفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، إن نظرية التحديث الصيني النمط حطمت أسطورة أن “التحديث يعني التغريب”، بل واستجابت لشواغل الدول النامية، وعبّرت بصدق عن رؤاها وتطلعاتها.
وأضاف سعد أن الدول النامية ستتبنى بلا شك نظرية التحديث الصيني النمط لأنها توفر خيارات جديدة وتقدم إسهامات كبيرة في التحديث البشري.
على صعيد متصل، قال اللواء محمد حسين وكيل أول الوزارة بالهيئة العامة للاستعلامات بمصر إن “العلاقات الصينية العربية حققت في الوقت الحاضر تقدمًا كبيرًا على جميع المستويات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والثقافة، وأثرت بشكل كبير على عملية التحديث في العالم العربي”.
وأكد حسين أن العالم العربي يدرك بشكل متزايد التحديث على الطريقة الصينية، مما قد يوفر خطة تحديث عملية وأكثر انسجامًا مع التقاليد الثقافية العربية.
وشهد منتدى “حوار القاهرة: التحديث الصيني النمط والعالم” أيضا عقد جلستين حواريتين، الأولى بعنوان “حوار الاعلام ومراكز الفكر حول التحديث الصيني النمط”، وشارك فيها كلا من أحمد كمال رئيس مجلس إدارة رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، والدكتور أسامة السعيد رئيس تحرير صحيفة ((الأخبار))، وأحمد سليمان رئيس تحرير صحيفة ((المساء)) و ((بوابة الجمهورية))، والدكتورة خديجة عرفة رئيس الإدارة المركزية للتواصل المجتمعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري.
وعقدت الجلسة الحوارية الثانية بعنوان ” التحديث الصيني النمط من منظور دول الجنوب العالمي”، وشارك فيها أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، والدكتور ضياء حلمي الفقي الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية، والدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ المصري، والدكتورة هدير سعيد أستاذ مساعد العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات العربية.
وعقد المنتدى بتنظيم المكتب الإقليمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالشرق الأوسط، والسفارة الصينية بالقاهرة، وإدارة الشؤون الخارجية بوكالة أنباء ((شينخوا))، ومعهد أبحاث وكالة أنباء ((شينخوا))، وإدارة التخطيط العلمي التابعة للأكاديمية المركزية لتاريخ الحزب والأدب.