حوار مع السفير السويدي بالقاهرة: لن نتردد في اعتقال نتنياهو

سحر رجب

في حوار صريح مع “وجه أفريقيا”، أطلق السفير السويدي بالقاهرة داج يولين دانفيلت تصريحات هامة حول الوضع في غزة، ومستقبل حل الدولتين، ومواقف بلاده من إسرائيل وروسيا والصين.

دانفيلت لم يُجامل، بل تحدث بوضوح عن استعداد السويد لاعتقال نتنياهو إذا دخل أراضيها، مؤكداً أن ما يجري في غزة “تجاوزات خطيرة للقانون الدولي”. كما شدد على أن حل الدولتين “أبعد ما يكون”، في ظل انقسام فلسطيني وتصلب إسرائيلي.

الحوار امتد ليغطي ملفات إقليمية ودولية من شراكة السويد الاقتصادية مع مصر، إلى تغير المناخ، مروراً بملف اللاجئين، والصراع في السودان، وأزمات النظام الدولي، في حديثٍ اتسم بالوضوح والمكاشفة، وإلى نص الحوار:

*كيف تقيمون عقد المنتدى الاقتصادي المصري السويدي؟

-تعتبر العلاقات بين مصر والسويد ممتازة من جميع النواحي، وهي علاقة متناغمة وجذابة للغاية، ويمثل التبادل التجاري حجر الزاوية، ويسعدنا أن نرى أن لدينا حوالي 25 شركة سويدية نشطة في مصر باستثمارات كبيرة، وكان المنتدى فرصة للتعرف على الفرص الاستثمارية وتعميق المحادثات بين الشركات المصرية والسويدية.

*هل هناك حوار استراتيجي بين السويد ومصر، على سبيل المثال، في القضايا السياسية، أو قضايا المنطقة؟

-بالطبع هناك حوار استراتيجي أشرف عليه بصفتي سفيرا في مصر، وباعتبار أن السويد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي الذي قام بترفيع العلاقات مع مصر للمستوى الاستراتيجي، فهناك شراكة استراتيجية، ونحن نعرف معايير الاتحاد الأوروبي، وراضون عنها تمامًا، ونؤيد تعزيز العلاقات القوية بما يزيد من عدد ومساهمة رجال الأعمال السويديين، وقد صوتت السويد لصالح الموافقة على تقديم الدعم المالي لمصر، كما أن السويد مهتمة بدعم مصر في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية طبقا للقواعد المتبعة في مجموعة دول شنجن، ونأمل تدعيم العلاقات الثنائية عبر تكثيف الزيارات الرسمية في المستقبل القريب.

العدوان على قطاع غزة

* كيف يُمكننا إيقاف آلة القتل الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة؟

– لو كنتُ أعرف كيف أوقفها، لقلت، لكن ما يحدث في غزة، كما ترون في الصحف يوميًا، يُثير غضبًا متزايدًا على الصعيد الدولي. وقد أوضح وزير خارجيتي ورئيس الوزراء أن ما يفعله الإسرائيليون تجاه المدنيين في غزة يُخالف القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ولاتزال السويد من أكبر المانحين الإنسانيين لغزة، لذا غزة كانت أحد المواضيع التي طرحت في زيارة وزير التجارة ومؤسسة التنمية الدولية التي جرت منذ يومين، ونتطلع إلى مؤتمر الأمم المتحدة في يونيو حول حل الدولتين، آملين أن نسير الأمور في اتجاه إيجابي.

*هل تدعم السويد محاكمة القادة الإسرائيليين؟

-لقد وقّعنا على نظام روما الأساسي الخاص بتأسيس المحكمة الجنائية الدولية لذلك نحن ملتزمون بتنفيذ مذكرة الاعتقال بشأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتينياهو إذا وصل إلى الأراضي السويدية، خلاف ما حدث عندما ذهب إلى المجر قبل فترة، فستعتقله الشرطة السويدية، لا استثناءات نحن نلتزم بالقانون، لقد وصلت أعداد الضحايا الآن إلى “50 أو 60” ألفًا وهذا رقم مرتفع بما يكفي، ومن الغريب أن تسمح إسرائيل لنفسها بفعل ذلك.

ونحن نتابع المظاهرات في أوروبا والعالم العربي، كما نشاهد مظاهرات في إسرائيل من قبل المواطنين الذين يعارضون بشدة ما يحدث في غزة، لذا ليس العرب أو الأوروبيون فقط، الإسرائيليون ربما أهم لاعب على الإطلاق، أيضًا لدينا خلاف قوي مع حكومة تل أبيب، لذلك لا ينبغي لأحد أن ينسى ذلك، وإسرائيل دولة ديمقراطية تتمتع بحرية التعبير وحرية الدين وما إلى ذلك، وسكانها يتظاهرون بشكل حاشد ضدها.

*ذكرتَم مؤتمر حل الدولتين، خلال يونيو في نيويورك، وهو ثمرة تعاون بين فرنسا والمملكة العربية السعودية.. هل تعتقدون أن حل الدولتين ممكن الآن؟

-نؤيد حل الدولتين كما هو مُعلن في مبادرة السلام العربية وهذا هو الموقف السويدي الرسمي، لكننا مع الأسف نحن بعيدون جدًا عن حل الدولتين، ولتحقيق السلام، يجب أن يكون هناك شريكان؛ الحكومة الإسرائيلية ثم لديك الشريك الثاني ويمثله طرفان في فلسطين؛ السلطة الفلسطينية، فتح، التي تريد السلام، وتشارك في السلام، ثم لديك حماس التي لا تريد، تريد الحرب.

وهذا أمرٌ يجب ألا ننساه أبدًا، أن ما نشهده في غزة الآن بدأ بسبب هجومٍ شنّته حماس على أراضي إسرائيل، ودافعت إسرائيل عن نفسها، وخلال دفاعها تجاوزت بكثير ما يسمح به القانون الإنساني الدولي، ولم تُراعِ مبدأ التناسب، إسرائيل دولة، وبما أنها ملتزمة بالقانون الدولي، فلها الحق في الدفاع عن نفسها ضمن حدود القانون الدولي، وهو مبدأ التناسب، وهو سبب توجيه المحكمة الجنائية الدولية اتهاماتٍ لبنيامين نتنياهو، للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب.

وفي نفس الوقت تعترف السويد بدولة إسرائيل داخل حدود 1967، كما تعلم، كانت السويد أول دولة في أوروبا الغربية تعترف بدولة فلسطين، فنحن نعترف بدولة فلسطين داخل حدود 1967، ولا نعترف بالوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولا في المستوطنات، ولا في القدس الشرقية، ولا في غزة، وتعمل السويد بجد من أجل حل الدولتين منذ عام ١٩٤٧، . وكما تعلمون، كان أول وسيط سلام للأمم المتحدة كان الكونت فولك برنادوت، عم الرئيس السويدي كيرش، الذي قُتل على يد عصابة شتيرن.

وفي عام ١٩٤٧، عندما قُتل الكونت برنادوت، كان أجداد المستوطنين الحاليين مؤمنين متعصبين بنفس الطريقة التي تُعتبر بها حماس منظمة متعصبة، الآراء المعتدلة في دولة إسرائيل، يتمثل في حزبي العمل وميريتس وهما الحزبان اللذان لم يعد لهما وجود، حزب العمل لديه الحد الأدنى الآن.

*هل هناك جمهورمؤيد للسلام في إسرائيل الآن؟

-لا أعتقد الآن، لقد خدمت هناك في التسعينيات عندما كانت عملية أوسلو مستمرة، خدمت عندما كان إيهود باراك رئيسًا للوزراء، ومن ثم كانت هناك بالتأكيد جمهور مؤيد للسلام قوي في إسرائيل.. هل ما زال هناك جمهور مؤيد للسلام؟ لا أعرف، لكن إسرائيل تغيرت، وكذلك تغير الفلسطينيون.

*أُقدّر لغتك وكلماتك، ولكن إذا رجعت إلى تاريخ أزمة اليهود، فقد كانت أزمة بعد الحرب العالمية الثانية، لذا كانت أزمة أوروبية، فأنتم صدرتم تلك المشكلة إلى المنطقة العربية؟

-لا أستطيع أن أقول إن السويد صدرت المشكلة، وأنت محق تمامًا عندما تقول إن اليهود اضطُهدوا في أوروبا، ولم يُضطهدوا في العالم الإسلامي.

السوريون في السويد

* كيف ستتعاملون مع العدد الكبير من اللاجئين السوريين؟ هل ستدفعون هؤلاء للعودة إلى سوريا؟

-لدينا حوالي 3% من سكان السويد من أصل سوري، أغلبهم من اللاجئين الذين حصلوا على الجنسية بمرور الوقت، وأصبحوا الآن مواطنين لهم الحق في البقاء، لا يُمكن طرد المواطنين السويديين من بلدهم، ولا توجد سياسة ترحيل قسري من جانبنا.

السويد وحلف الناتو

*ما الذي استفادته السويد من انضمامها إلى حلف الناتو؟

-تعزيز الأمن، فنحن خائفون جدًا من روسيا، وهى تتصرف بعدوانية شديدة في منطقتنا، فلم يكتفوا بمهاجمة أوكرانيا بطريقة عنيفة وغير قانونية تمامًا، بل استخدموا القوة الغاشمة، بل ويتصرفوا، منذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين السلطة، بشكل أحادي الجانب، مستخدمين وسائل لإزعاج ولتدمير المنشآت السويدية والفنلندية وغيرها.

لذلك، بعد الهجوم الروسي العنيف على أوكرانيا في 22 فبراير 2022، قررت السويد مع فنلندا التقدم بطلب الانضمام إلى حلف الناتو، رغم أن السويد كانت تتبع سياسة عدم الانحياز، لكننا لم نخفِ قط حقيقة أننا اقتصاديًا جزء من دول اقتصاد السوق، ونتعامل تجاريًا مع الولايات المتحدة ومع أوروبا، وقد ترسخت هذه العلاقة أكثر بانضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي عام ١٩٩٥.

* هناك أصوات من داخل القارة الأوروبية تنتقد الدعم المُقدم لأوكرانيا.. كيف تتعاملون مع هذه الأصوات؟

-نتعامل مع الأمر من خلال آلية الاتحاد الأوروبي، على حد علمي، المجر وسلوفاكيا فقط هما الدولتان اللتان تُعارضان أوكرانيا، والأمر يخص قمة الاتحاد في بروكسل، لقد حاولوا عزل المجر، ومن المستحيل على الأوروبيين أن يفهموا كيف يُمكن لدولة مثل المجر، التي احتلها الاتحاد السوفيتي لفترة طويلة، أن تُؤيد العدوان الروسي، أنا لا أفهم ذلك.. الاتحاد الأوروبي، 25 دولة عضوة فيه، مُتحدة جميعًا وراء إدانة قوية للعدوان الروسي، وما تفعله المجر وسلوفاكيا يسألان هما عنه، لكننا نختلف بشدة مع موقفهما، ومن الصعب فهمه.

* يعني هذا أنكم -أعني الاتحاد الأوروبي- لا تريدون السلام مع روسيا؟

-لقد غزت روسيا دولة أجنبية، إذا أرادت روسيا السلام، فعليها الانسحاب من الأراضي التي احتلتها، وعندها سيحل السلام، بل يمكننا أن ننعم بالسلام غدًا، إذا انسحبت روسيا من المناطق الأوكرانية التي احتلتها وسرقتها، أنا مع أن تكون أوكرانيا حرة من أي هيمنة، ويجب الالتزام بالقانون الدولي، وهو حجر الزاوية في السياسة الخارجية السويدية والأوروبية.

*كيف تنظرون إلى دور الصين على الساحة الدولية؟ هل تدعمون المواجهة أم التعاون معها؟

-السويد لا تسعى للمواجهة مع أي دولة، بل تريد التعاون مع الجميع، مع أننا نعلم أن الصين في بعض الجوانب تتصرف بطريقة تجعلنا نعتقد أنها لا تلتزم بمبادئ القانون الدولي.

*كيف ترى الرسوم الجمركية الأمريكية؟

-نحن ضدها بشدة.. السويد دولة تجارة حرة، ونؤمن بها، والإجراءات التي تُبنى على اعتقاد راسخ بأن العولمة والتجارة تعودان بالنفع على الجميع، ولذلك نختلف بشدة مع القانون الذي يركز على زيادة الرسوم الجمركية.

*كيف ترى آثار هذه الرسوم الجمركية؟

-في نهاية المطاف، سيكون لدينا عالمٌ بنمو اقتصادي أقل وأبطأ، وتعتمد بلدي على تجارته، لقد ألغينا منذ زمنٍ طويل جميع الحواجز التجارية التي كانت لدينا، انضممنا إلى الاتحاد الأوروبي باسم التجارة الحرة. استفادت الشركات السويدية -والسويد كدولة- استفادةً هائلة من التجارة الحرة، وفي الوقت نفسه، سنعاني إذا وُضعت عوائق أمام التجارة الحرة.. نحن قلقون للغاية مما يبدو أنه تصعيد في إجراءات الحماية من قِبل دول مختلفة.

*كما تعلم هناك بعض الخبراء والمثقفون يتحدثون عن نظام عالمي جديد.. على سبيل المثال هناك أصوات تطالب بإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. كيف ترى ذلك؟ هل تؤيدون مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن للقارة الأفريقية؟
-السويد، منذ زمن طويل، من دعاة إصلاح الأمم المتحدة.. ندعم مبدأ التوسيع، مما يجعل مجلس الأمن أكثر تمثيلًا للشئون الدولية الراهنة.

*هل تعتقد أن النظام الدولي الحالي فعال؟

– بالطبع لا.. أرى حروبًا، تتجه لكى تكون حروبًا شاملة، انظر فقط إلى الجنوب، جنوب مصر، إلى السودان؛ ففي السودان صراعٌ مُخزٍ.. الصراع بين إسرائيل وفلسطين، نشأ بعد الحرب العالمية الثانية نتيجةً للهجرة اليهودية إلى فلسطين.

جميع الصراعات غير مسئولة في بعض النواحي، إلى حدٍّ ما.. لكن ما يحدث في السودان هو تهور على حدود بلدٍ كان في حالةٍ جيدةٍ للغاية، تمزق إربًا على يد رجلين كلاهما لهما طموحاتٌ شخصية، وأعتقد أن هذا كارثي.

*هل أنتم راضون عن الجهود الدولية المبذولة حتى الآن المواجهة خطر تغير المناخ؟

-لا، أعتقد أن خطر تغير المناخ يتزايد بشكل خطير يومًا بعد يوم.. والسويد من الدول التي تأخذ هذا الخطر على محمل الجد، والصناعة السويدية تأخذ هذا الأمر على محمل الجد وتحاول التخفيف منه، وخفض الانبعاثات.
أعتقد أن الصناعة السويدية هي الصناعة الأكثر، وربما الأكثر مراعاةً للمناخ، في العالم، لكن السويد، كدولة، في طليعة محاولات خفض الانبعاثات، وسنّ قوانين دولية ملزمة للجميع، ولكن الآن، كما تعلمون، في السويد، والدول الاسكندنافية، وشمال أوروبا، تجاوز تغير المناخ بالفعل درجتين.. بالفعل، في السويد، والنرويج، وفنلندا اليوم، نحن أكثر حرارة بحوالي درجتين ونصف عن عصور ما قبل الصناعة.. تغير المناخ يُظهر نفسه في نصف الكرة الشمالي بشكل كبير جدًا؛ لم يعد الشتاء شتاءً.

بلدنا كان حاضرًا بقوة في حركة المناخ الدولية، عُقد أول مؤتمر للمناخ في ستوكهولم عام ١٩٧٢، كان أول مؤتمر للأمم المتحدة نتيجة ضغط الناخبين السويديين الشديد على الحكومة لاتخاذ إجراءات ضد التلوث، لأننا لوثنا البحيرات والأنهار، وغاباتنا تموت.

تجلى هذا في مطالبات قوية وكبيرة من الأحزاب السياسية لتحقيق التغيير، وبالتالي، أطلقت الأحزاب التي شكلت الحكومة آنذاك، الحزب الديمقراطي الاجتماعي، مبادرات دولية لإنشاء أول مؤتمر للأمم المتحدة حول تغير المناخ، والذي أدى إلى ميلاد برنامج الأمم المتحدة البيئي، الذي تستضيفه الآن جماعات الضغط في كينيا. منذ ذلك الحين، كنا حازمين للغاية.. قدمنا تشريعات، كما تعلمون، عندما انضمت السويد إلى الاتحاد الأوروبي عام ١٩٩٥، في المفاوضات التي سبقت انضمامنا، أراد الاتحاد الأوروبي منا، واعتبر قوانيننا البيئية عقبة أمام التجارة وأرادوا منا إلغاءها، وخلال عملية التفاوض، أدرك الاتحاد الأوروبي تدريجيًا أن العكس هو الصحيح.

علينا أن نسعى للوصول إلى مستوى السويد في حماية البيئة، وهذا ما يحدث الآن. ولكن ما الذي أدى إليه ذلك؟ هل أنقذ العالم؟ كلا، لم يفعل.. تعمل أوروبا جاهدةً لتحقيق ما يُسمى ببرنامج الاتحاد الأوروبي لخفض الانبعاثات بنسبة 54-55.. لكنه لا يزال غير كافٍ، لا بد أن لدينا مشكلة عالمية، لذا يجب أن يكون هناك دعم عالمي.. الصين، أكبر مُصدر للانبعاثات إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، خفضت أيضًا انبعاثاتها بشكل كبير، والصينيون يفعلون ذلك، ولكن ليس الأمريكيون.

أنا قلق جدًا على بناتي وأحفادي، لأنه إذا استمر هذا الوضع، سوف تنتهي الكرة الأرضية. نحن نأخذ تغير المناخ على محمل الجد وكذلك فقدان التنوع البيولوجي. لقد ولدت عام ١٩٦٠، وحاليا أجد ٧٠٪ من جميع الكائنات الحية، سواء كانت أزهارًا أو خضراوات أو حيوانات، ماتت، انقرضت.

* هل أنت متفائل بالمستقبل؟

-وُلدتُ متفائلاً، لكن يبدو أن الاحتمالات تبدو أشد قتامة من أي وقت مضى في حياتي، أعني أن من عاشوا الحرب العالمية الثانية سيصفون العالم على الأرجح بأنه على وشك الانهيار التام.

أنا أنتمي إلى جيل ما بعد الحرب العالمية، ولم أرَ خلال حياتي وضعاً حرجاً كما هو عليه الآن، والسبب الرئيسي ليس فقط الحروب الدائرة، بل أيضاً تغير المناخ، وعدم إعطاء الأولوية لمواجهته، وهو ما يتطلب تحركاً عالمياً، ونحن لا نفعل ذلك، وأيضاً الجشع الذي تراه في الأفراد يصعب فهمه.

 

عن وجه افريقيا