أخبار عاجلة

حوار للدكتور محمد محجوب – رئيس حزب الاتحاديين الأحرار السوداني

فض الاعتصام بالقوة التفاف علي الثورة ويعمق الصراع مع المدنيين

تحالف الليبراليين واليساريين يسعى لتوطيد الديمقراطية في السودان

يجب عزل الإسلام السياسي والأحزاب التي تقوم علي أسس دينية 

 فرق وجماعات إسلامية كثيرة تسعى للإستيلاء علي السلطة  بالتعاون مع العسكري

المنطقة باتت تعيش بنشاط استخبارتي دولي واقليمي والمثال الحي هو السودان

 

يبدو أن الصراع على السلطة السياسية في السودان سيستمر لفترة طويلة بسبب رغبة طرفي الصراع بين المدنيين والعسكريين في الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من السلطات، ويعتبر فض الاعتصام السلمي بالقوة الغاشمة مقدمة لحلقة جديدة من الصراع الدموي الذي يهدد استمراره مصالح الشعب السوداني ويمثل بؤرة أخرى للتوتر في منطقة مليئة بعدم الاستقرار وغياب الديمقراطية، خلال الحوار التالي مع د. محمد محجوب رئيس حزب الأتحاديين الأحرار السوداني نلقي مزيدا من الضوء على تطورات الأوضاع في السودان ودور القوى الأقيليمة والدولية والسيناريوهات المتوقعة للثورة السودانية.

 

& ما هو تعليقكم علي فض الاعتصام السلمي بهذه الطريقة الوحشية؟

&& فض الاعتصام كان عبارة عن محاولة من المجلس العسكري الانتقالي أن يهيئ لنفسه ظروف أحسن لتطبيق مخططات خارجية ضالعة فيها كل من السعودية والإمارت، أما مصر فلها أجندتها الخاصة ففض الاعتصام ليس جزء من تفكير العقلية المصرية، فض الاعتصام كان له تبعاته علي المجلس العسكري وكذلك له تبعاته أيضا علي قوي الحرية والتغيير، ومنذ البدء نحن قلنا كمبدأ أننا نرفض الأنظمة الشمولية والأنظمة العسكرية ولم يكن هناك أي داعي لخلق حوار أو تفاوض مع العسكر من البداية، والتفويض يأتي دائما من الجماهير الثائرة، والثورات عادة لا تساوم في مبادئها لذلك فض الإعتصام كان نتيجة طبيعية فيما ذكرته أعلاه، ولكنه في النهاية قرار أحمق سيعيد الكرة في النهاية لملعب الثوار وستنتصر الجماهير.

 

& هل تري أن ما يحدث في السودان يعتبر امتداد لثورات الربيع العربي ؟

&& من المؤكد أن ثورات الربيع العربي أثرت بشكل أو بآخر علي السودان، فثورات الربيع العربي هي امتداد لثروات سابقة حدثت في السودان ثورتي أكتوبر 1964، وأبريل 1985 وهناك تأثير بين ثورات الربيع العربي الذي حدثت في المنطقة نتيجة الاحتقان  السائد في المنطقة وأثرت علي السودان بشكل أو آخر لأن السودان ضالع في كثير من الأحداث التي حدثت في ليبيا بالتحديد، وبشكل أو بآخر في تونس، أن ما حدث في مصر من المؤكد أنه أثر علي الوضع في السودان لأن العلاقة بين مصر والسودان علاقة تتميز بالأزلية التاريخية والسياسية، وكل ما يحدث في مصر يؤثر علي السودان وهناك ارتباط لذلك تأثير الثورة في مصر علي السودان هو شكل طبيعي، وخصوصا بأن بوجود صراع بين الثورة في مصر وجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي لها امتداد بالسودان، والسلطة في ذات الوقت كانت لها علاقة وطيدة مع الإخوان المسلمين.

&هل تعتقد أن المجلس العسكرى الانتقالي سيسلم السلطة للمدنيين أم سيعمل علي الإلتفاف علي مطالب الجماهير كما حدث في أماكن آخري؟

&&المجلس العسكري جزء من النظام السابق بمعني أن الجنرالات المكونة للمجلس لهم علاقات وثيقة بنظام الإنقاذ، ومنذ تولي ابن عوف المجلس بعد سقوط عمر البشير وضحت هذه العلاقة وأدت لسقوطه” ابن عوف” في 24 ساعة وتولى قيادة أو رئاسة المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح برهان وهو له علاقات وثيقة بالنظام السابق أيضا والبشير وهو المنسق العام للجنود المتواجدين في اليمن، ولعب أدوارا كثيرة كثيرة في مسألة الجنجويد والصراع الدائر في غرب السودان “دارفور”، وبعد تولي حميدتي منصب نائب له، وحميدتي أيضا له قوات في اليمن، وضح أن هناك تأثير خارجي يدعم التحالف المكون من مصر والسعودية والامارات لذلك نستطيع أن نجزم أن المجلس العسكري الانتقالي من الصعوبة أن يسلم السلطة للمدنيين وهو يسعى سعيا جادا للالتفاف علي الثورة وإعادة هيكلتها مرة آخري تحت قبضة الإسلاميين.

&لماذا انفجرت هذه الثورة في هذا التوقيت بالذات خاصة أن الفترة السابقة شهدت تحسنا ملحوظ مع دول الجوار “مصر وأثيوبيا “؟

&&التحسن في العلاقات مع دول الجوار وتحديدا مصر وأثيوبيا له ارتباطات عديدة أهمها سد النهضة المقام في أثيوبيا ثانيا الصراع الإسلامي الإسلامي الذي فرض علي نظام السيسي أن يتابع مجموعة الاخوان المسلمين المتواجدين في السودان، والتحالف المصري السعودي الأمارتي فرض علي نظام البشير أن يتخلص من مجموعة الإسلامين بالتحديد الاخوان المسلمين وصنفهم إرهابيين، وعليه بأن العلاقة بين نظام البشير وهذا التحالف كان لابد أن يخلق بعض التحسن في العلاقات مع مصر من هذا التحليل أن تحسن هذه العلاقات مبني علي مصالح هذه الدول بالتحديد مصر وأثيوبيا والسودان أن استند علي أن وجوده بأن يكون له علاقات مع النظام المصري والاثيوبي، وانفجار الثورة تدرج نتيجة وقوف الدعم من الدول العربية الخارجية مما أدى إلي سوء الأحوال المعيشية للمواطن السوداني، جعل النظام السوداني يضع ميزانية تزيد من الأزمات المعيشية للمواطن مما أدى إلي خروج الجماهير التي تطالب بعيشها في وضع كريم .

& هل ترى قوى الثورة المضادة والإسلام السياسي سوف يعملان لاستغلال الأحداث للرجوع إلي السلطة؟

&&بالتأكيد الإسلام السياسي حتى الآن متواجد وقادر علي إدارة السلطة وبالنسبة للصراع المدنيين مع العسكريين، فلن يحسم هذا الصراع مالم تتضح الصورة كاملة أن السلطة بيد أيأً منهما أي إن كانت للمدنيين هذا هو الانتصار الكامل للثورة، أما إن حسم الصراع لصالح العسكريين سيلجأون إلي الاسلام السياسي ولن يعملوا علي عزله سياسيا.

& هل ستشهد الفترة القادمة صراعا بين الاسلاميين واليساريين والليبراليين علي السلطة في ظل وجود عدم تجانس بين قوى المعارضة؟

&& الصراع أساسا موجود بين الإسلاميين واليساريين والليبراليين، فالإسلاميون يعملون علي ترسيخ النظام شمولي كما حدث في حقبة الإنقاذ، واليساريون والليبراليون يسعون لسلطة ديمقراطية، وإن كانت قوى المعارضة المعارضة للثورة الآن “القوى الإسلامية” لها بعض الصراعات الداخلية وهذه الصراعات “الداخلية” نتيجة لاختلافات ايديولوجية داخل الحركة الاسلامية، مما قد يؤدي إلي حسم هذا الصراع بطريقة دموية، أما الليبراليين واليساريين هم في حلف الآن ويسعون بكل جهد لتوطيد المسألة الديمقراطية، ومن المؤكد أن ما حدث في مصر سيؤثر تأثيرا مباشرا لحسم الصراع بين الإسلاميين، تجربة مصر ماثلة أمام أعيننا فمصر وضعت أسس جادة لعزل الإسلام السياسي أو الأحزاب التي تقوم علي أسس دينية وهو ما يسعى له السودان.

& ماهي طبيعة العلاقة بين الجماعات الاسلامية والارهاب؟

&& هناك فرق وجماعات إسلامية كل يسعى جاهدا بحسب فهمه للإستيلاء علي السلطة، ووجدت كثير من المنظمات الإسلامية في الفترة الأخيرة في السودان ولها علاقات وطيدة مع المنظمات الإرهابية التي نشأت في المنطقة مثل القاعدة وبوكوحرام وداعش وغيرها، وبعد سقوط البشير تتحرك بشكل واضح للإستيلاء علي السلطة بالتعاون مع المجلس العسكري بشكل ما.

& ما هي انعكاسات ما حدث في السودان علي علاقاته مع دول الجوار وخاصة مصر؟

&& التحالف المصري السعودي الإماراتي وتدخله الواضح في اليمن واستغلال الجنود السودانيين في هذه المعركة خلق علاقة سالبة بين الثورة ومصر، كثير من الأحزاب السودانية متوافقة مع الثوار ويسعون لإيقاف مد الجنود السودانيين المتواجدون في اليمن، لما قد يؤدي إلي بعض الخلافات مع النظام المصري والإمارتي والسعودي، ولكن هناك تدخل واضح من السعودية والإمارات في المشكل السوداني، أي أن المنطقة بدت تعيش بنشاط استخبارتي اقليمي ونشاط استخبارتي عالمي، والمثال علي ذلك ما يحدث في السودان، بالنسبة لتدخل المجتمع الدولي وتحديد شكل الحكم في السودان في هذه الظروف نتيجة للأهمية الاستراتيجية للسودان، كما ستشهد المرحلة القادمة حرب علي الماء والغذاء وكل هذه الموارد موجودة في السودان مما يشكل أهمية قصوى للمجتمع الدولي والاقليمي.

& كيف ترى مستقبل السودان مع ملف الإرهاب خاصة في ظل وجود عقوبات دولية في هذا الملف؟

&& إذا اكتمل انتصار ثورة ديسمبر المجيدة سيعمل السودان بكل جهد في ايقاف المد الإرهابي في المنطقة لحفظ السلام العالمي وسيحارب الإرهاب بكل الوسائل المتاحة.

& ما هي توقعاتكم لسيناريوهات الوضع في السودان وما هي مطالبكم من مصر ومن العالم العربي؟

&& هذه الثورة لن تقف وستحقق انتصارات لأنها ثورة متفردة ولها جذور ثابتة لتحقيق أهدافها التي قامت من أجلها، واتوقع سيناريوهات أن النظام القادم في الفترة الانتقالية، وما بعد الفترة الانتقالية سيمتاز بتحقيق الديمقراطية المرجوة والتداول السلمي للسلطة بالسودان، كما أن هناك عملا جادا للحفاظ علي هذه الديمقراطية لكي لا ينقض عليها نظام ديكتاتوري آخر لكسر الدائرة الجهنمية التي عاشها السودان منذ الاستقلال، أما في حالة عدم قدرة الثورة علي تحقيق أهدافها وخلق السلطة المدنية الديمقراطية ستوجد خطورة عل السودان علي أن تتحول السلطة اسلامية مرة آخري، مما يؤثر علي المنطقة عامة وخاصة مصر، لذلك اعتقد أن الموقف الطبيعي لمصر هو دعم هذه الثورة حتي نجاحها وإقامة المجتمع الديمقراطي.

 

 

عن وجه افريقيا