كان الدكتور “جون قرنق دي مابيور” أكثر من مجرد قائد عسكري أو زعيم سياسي؛ لقد كان صاحب رؤية، حمل على عاتقه همّ السودان كله، شماله وجنوبه، وسعى لبناء وطن تتسع فيه الحقوق والفرص للجميع.
ولد قرنق في جنوب السودان عام 1945، وتلقى تعليمه العالي في الولايات المتحدة، حيث تشرّب مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية.
وعندما عاد إلى السودان، وجد بلاده غارقة في الظلم والتمييز، فأسس الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983، مطالبًا بما أسماه “السودان الجديد” — دولة موحدة تُبنى على أسس المساواة والعدالة، لا على الانتماء العرقي أو الديني.
على مدار أكثر من عقدين، قاد قرنق حربًا شرسة ضد حكومة الخرطوم، لكنه لم يكن انفصالياً في جوهره؛ بل كان يرى في الوحدة طريقًا للسلام إن تحققت بشروط عادلة، غير أن تعنّت الأنظمة المتعاقبة دفع الجنوب إلى خيار الاستقلال، وهو ما تحقق لاحقًا في عام 2011، بعد سنوات من وفاته المفاجئة في حادث تحطم مروحي عام 2005، أي بعد أسابيع قليلة فقط من توليه منصب النائب الأول لرئيس السودان.
رحل جون قرنق، لكن فكره ظل حاضرًا في كل محاولة لبناء جنوب السودان أو إصلاح شماله. فقد آمن بأن التغيير لا يأتي بالسلاح وحده، بل بالحوار، بالعدالة، وبالاعتراف بالآخر.
الدكتور جون قرنق دي مابيور،زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM)، سياسي وقائد عسكري، شغل منصب نائب رئيس جمهورية السودان (لفترة قصيرة عام 2005 بعد اتفاق السلام).
ولد في 23 يونيو 1945في ولاية وانليت
جنوب السودان (آنذاك جزء من السودان الموحد)،وتوفى 30 يوليو 2005، في حادث تحطم طائرة مروحية في جنوب السودان
شغل منصب نائب رئيس جمهورية السودان لفترة قصيرة عام 2005 بعد اتفاق السلام.
درس الاقتصاد في جامعة دار السلام في تنزانيا.
حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة أيوا في الولايات المتحدة، حيث تخصص في الاقتصاد الزراعي.
تلقى تدريبًا عسكريًا في أكاديمية فورت بينينغ في الولايات المتحدة.
أبرز الأدوار والإنجازات:
1983: أسس الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقاد التمرد ضد حكومة الخرطوم، مطالبًا بمزيد من الحقوق السياسية والاقتصادية لجنوب السودان.
خاض حربًا أهلية استمرت أكثر من 20 عامًا (1983–2005).
كان من دعاة “السودان الجديد” — رؤية تسعى لإصلاح شامل في كل السودان وليس فقط الانفصال الجنوبي.
2005: وقع اتفاقية السلام الشامل (CPA) مع الحكومة السودانية، مما أنهى أطول حرب أهلية في إفريقيا.
بعد توقيع الاتفاق، عُين نائبًا أول لرئيس جمهورية السودان، وهو أول جنوبي يشغل هذا المنصب.
توفي بعد أقل من شهر من تعيينه، في حادث مأساوي أثار توترات واسعة.
الإرث والتأثير:
يُعتبر جون قرنق رمزًا قوميًّا في جنوب السودان، وأحد مهندسي استقلاله لاحقًا في 2011، رغم أنه توفي قبل حدوثه.
يحظى بتقدير واسع بسبب فكره الوحدوي ورغبته في إقامة دولة ديمقراطية شاملة لكل السودانيين.
لا تزال رؤيته حول “السودان الجديد” تلهم العديد من السياسيين والمثقفين في المنطقة.