شدد القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، على أن يكون مصدر أي مبادرة لحل الأزمة الليبية، متمثلا بالشعب الليبي، معربا عن تقديره للجهود المحلية والدولية الرامية للتهدئة.
وفي كلمة ألقاها خلال لقائه أعيان ومشايخ مدن هون وودان وسوكنة، بمنطقة الجفرة وسط ليبيا، تعهد حفتر أن يكون تحرك الجيش “منسجما مع إرادة الشعب الليبي بعد أن وصلت كل المسارات السابقة إلى طريق مسدود ونتائج مخيبة”.
وأضاف: “نقترب اليوم من اتخاذ القرار الحاسم بإرادة شعبية خالصة لتحديد المسار نحو استعادة الدولة. الوقت ليس في صالح أطراف تسعى إلى إدارة الأزمة دون حلها بهدف إطالة عمرها بحجج واهية”، واعتبر أن المشهد الليبي بات “يشهد حراكا شعبيا يتنامى لإحداث التغيير الجذري”.
ورحب بمبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، عبدالله باثيلي، داعيا إياه إلى “عدم تبني أي مبادرة لحل الأزمة إلا إذا كان مصدرها الشعب الليبي”، مشيرا إلى أنه “لم يعد بوسع الليبيين إلا الاعتماد على أنفسهم، لتقرير مصيرهم بإرادتنا الحرة، مع كامل تقديرنا لكل الجهود المحلية والدولية”.
وتابع: “التجارب أثبتت أن أي حل شامل أو مبادرة لن يكتب لها النجاح إلا بمصادقة الشعب الليبي عليها”.
واختتم قائلا: “لسنا ندعو إلى الحرب، بل نحن دعاة سلام، وتعاون بين الشعوب، بما يحقق لها التقدم والازدهار”.
زيارات حفتر
تأتي زيارة حفتر إلى الجفرة بعد يوم من تفقده الأعمال التي تشرف على تنفيذها غرفة طوارئ وتنظيم مدينة بنغازي، التي شكلها رئيس الوزراء المكلّف من البرلمان الليبي، فتحي باشأغا.
كما جاءت بعد أسبوعين من زيارة حفتر مدينة سبها في 17 أكتوبر، التي شهد خلالها عرضا عسكريا لعدد من القوات والوحدات التابعة للقيادة العامة بالمنطقة الجنوبية.
تقرير المصير
اتسمت كلمة المشير حفتر بالوضوح، في إثارة عدة نقاط مهمة، أبرزها “الفشل في إيجاد المساعي السلمية لإخراج القوات الأجنبية”، حسب الباحث السياسي الليبي محمد قشوط، حيث أخلى وفقا له مسؤولية الجيش من أي تصعيد قد يحدث.
وعلى المستوى السياسي، فقد تطرقت الكلمة إلى التطورات في المسارات “السياسية والدستورية والعسكرية”، وحتى ما يتعلق بمسار المصالحة الوطنية، فكلها واجهت طريقا مسدودا، كما يرى قشوط، حيث ركز حفتر على مسألة “أهمية استعادة الشعب الليبي لحقه في تقرير مصيره بإرادة حرة”، ومنع العبث بـ”وحدة أراضيه وسيادته”.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي أحمد العبود “استطاع الجيش أن يقدم نموذجا لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقتين الشرقية والجنوبية، وهو ما يعطي لحديث المشير حفتر المصداقية بخصوص الإسهام في استعادة وحدة الدولة في جميع ربوعها، والحفاظ على استقلالها وهويتها”.
واعتبر العبود أن النجاح في ملف الأمن والاستقرار، وتحقيق تلك المعادلة الصعبة في الوضع الليبي، يعد لبنة يمكن البناء عليها لتحقيق التنمية والإعمار، وإتمام ملف المصالحة الوطنية الشاملة، ومحاربة الفساد.
الوسومالأزمة الليبية الانسداد السياسي تهديد حفتر خليفة خفتر وجه أفريقيا