أخبار عاجلة

توقف مفاجئ للمفاوضات الروسية-الأوكرانية: موسكو تعلن عن قمة أمنية عالمية لإعادة رسم خريطة السلام

سحر رجب

في تطور دراماتيكي يعيد إشعال التوترات في أوروبا الشرقية، أعلن الكرملين اليوم الجمعة عن “توقف مؤقت” للاتصالات بين الوفود الروسية والأوكرانية في محادثات السلام، مع اتهامات متبادلة حول “عدم الجدية” في الجانب الأوكراني.

في الوقت نفسه، كشفت وزارة الخارجية الروسية عن عقد الدورة الـ13 من “اللقاء الدولي لممثلي الأمن العالي” في موسكو يوم 17 سبتمبر، بحضور أكثر من 125 وفداً من نحو 100 دولة، في محاولة لتعزيز نفوذ موسكو كوسيط عالمي وسط أزمة الحرب المستمرة منذ 2022.

هذا الإعلان يأتي بعد أسابيع من التصعيد العسكري، بما في ذلك غارات جوية روسية على بولندا، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت القمة خطوة نحو السلام أم مجرد مناورة دبلوماسية.

توقف المفاوضات: “تعليق” يعيد الصراع إلى مربع الصفر

أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح رسمي أن “الاتصالات بين الفرق التفاوضية الروسية والأوكرانية معلقة حالياً”، مشيراً إلى أن السبب يعود إلى “تدخلات خارجية” من دول أوروبية وأمريكية، وفقاً لتقارير من كييف وموسكو.

وأضاف بيسكوف أن روسيا “مفتوحة للحوار الدبلوماسي”، لكنه حذر من أن “الصبر ينفذ” إذا استمرت كييف في رفض شروط موسكو، مثل الحياد الأوكراني وعدم الانضمام إلى الناتو.

من جانبها، نفت الحكومة الأوكرانية في كييف أي مسؤولية عن التوقف، واصفة الإعلان الروسي بأنه “ذريعة للتصعيد العسكري”.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على منصة إكس: “روسيا تتلاعب بالسلام لأغراض دعائية، بينما تستمر في قصف مدننا”.

هذا التوقف يأتي بعد فشل جولات سابقة في إسطنبول وتركيا، حيث توقفت المحادثات في مارس 2022 بسبب خلافات حول الانسحاب الروسي من دونباس.

قمة موسكو الأمنية: 100 دولة في مواجهة “النظام الأحادي القطبي”

في خطوة تهدف إلى تعزيز دور روسيا كقوة متعددة الأقطاب، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اللقاء الدولي لممثلي الأمن سيجمع أكثر من 125 وفداً من نحو 100 دولة، مع التركيز على “إعادة بناء النظام الأمني العالمي” بعيداً عن “الهيمنة الغربية”.

الاجتماع، الذي يُعقد سنوياً منذ 2014، سيشهد مشاركة واسعة من دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بما في ذلك ممثلين عن بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، وفقاً لتصريحات الوزارة.

من المتوقع أن يركز الجدول الأعمال على قضايا مثل “الأمن الإقليمي في أوروبا” و”مكافحة الإرهاب”، مع إشارات غير مباشرة إلى أزمة أوكرانيا.

ووصفت المتحدثة ماريا زاخاروفا القمة بأنها “دليل على انهيار النظام الغربي”، مشددة على أن “الدول الجنوبية ترفض الابتزاز الأمريكي”.

ومع ذلك، رفضت دول الناتو مثل بولندا وفرنسا المشاركة، معتبرة الفعالية “منصة دعائية للكرملين”.

ردود الفعل الدولية: بين الترحيب والتحذير

رحبت دول مثل الصين والهند بالقمة كفرصة لـ”حوار متعدد الأطراف”، بينما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن “صبرنا مع بوتين ينفذ بسرعة”، مشيراً إلى الحاجة إلى “ضغط عسكري” على موسكو.

في أوروبا، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تضامنه مع بولندا بعد غارة روسية حديثة، مطالبًا بـ”رد حاسم” من الناتو.

على منصة إكس، أثارت المنشورات جدلاً حاداً، مع دعوات من نشطاء أوكرانيين لـ”وقف القتل فوراً” واتهامات روسية بأن “الغرب يعرقل السلام”.

محللون يرون في التوقف والقمة محاولة روسية لاستعادة المبادرة قبل الشتاء، حيث يتوقع تصعيداً عسكرياً في دونباس.

مع اقتراب القمة، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت ستكون جسرًا لاستئناف المفاوضات أم مجرد عرض قوة.

عن وجه افريقيا