محمد خليل,, القاهرة
أشار تقرير داخلي حول مشروع “نيوم” السعودي، إلى مشاكل واجهها المشروع، وفق ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، لافتة إلى أن “وهما متبادلا” تسبب فيها، حيث دفع ولي العهد السعودي نحو “خطط خيالية”، فيما “لم يكشف المديرون التنفيذيون له الحجم الكامل للتحديات والتكاليف”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” تفاصيل التقرير الذي يزيد عن 100 صفحة، وهو عبارة عن مراجعة داخلية قُدمت إلى أعضاء مجلس إدارة نيوم، في الربيع الماضي، بالإضافة إلى تصريحات من “موظفين سابقين” بالمشروع.
وخلص التقرير إلى أن “مديرين تنفيذيين، بمساعدة الشركة الاستشارية للمشروع (ماكينزي آند كو)، أدخلوا افتراضات غير واقعية في خطة عمل نيوم، لتبرير التكلفة الباهظة”.
ووجدت المراجعة “أدلة على التلاعب المتعمد” بأمور مالية “بواسطة أعضاء بالإدارة”، وفق الصحيفة الأميركية.
وأشارت المراجعة إلى أن الطموحات الهائلة للمشروع، برزت في مسودة مجلس الإدارة الصيف الماضي، “حيث جاء الإنفاق الرأسمالي المطلوب لبناء نيوم حتى التصور النهائي بحلول عام 2080، نحو 8.8 تريليون دولار (أكثر من 25 ضعف الميزانية السعودية السنوية)”، حسب الصحيفة.

وتموّل السعودية النصيب الأكبر من تكاليف نيوم الأولية، على الرغم من أن المسؤولين “يأملون في أن يتقاسم المستثمرون من القطاع الخاص العبء في نهاية المطاف”.
وقالت المتحدثة باسم مشروع نيوم في تعليقها، إن الصحيفة “تفسر الأرقام بشكل غير صحيح”. ورفضت تقديم تفاصيل إضافية.
وأوضحت أن نيوم “تدافع عن التميز والاحتراف والتنوع والسلوك الأخلاقي”، ولديها سياسات تتطلب من الموظفين دعم هذه القيم.
وأضافت أن “أولويات المشروع سليمة، ويظل المشروع على المسار الصحيح، مما يدل على تقدم ملموس”، معتبرة أن تعديلات الجدول الزمني والتكلفة “ممارسة شائعة للمشاريع الكبيرة”.
ولم ترد الحكومة السعودية على أسئلة قدمتها الصحيفة الأميركية بشأن نيوم أو مشاركة ولي العهد في المشروع.
وقال متحدث باسم “ماكينزي”، إن الشركة تضمن “الامتثال للقواعد التي تحكم التجارة الدولية”. وقال إن أي ادعاء بأنها “شاركت في التلاعب بالتقارير المالية، كاذب”.
وضخت السعودية مئات المليارات من الدولارات في مشروعات تنموية، من خلال صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي للمملكة.
ونيوم مشروع مطل على البحر الأحمر، دشنه ولي العهد السعودي بقيمة 500 مليار دولار، لدفع التنمية في شمال غرب المملكة. ومن المقرر أن يستوعب ما يقرب من 9 ملايين نسمة.
لكن ارتفاع التكاليف دفع إلى تقليص بعض المخططات، ومن بينها “ذا لاين”، وهي مدينة مستقبلية تمتد على مساحة 170 كم في الصحراء، داخل نيوم.