ترامب يعيد “الحرب” إلى البنتاجون: خطوة رمزية نحو قوة أمريكية أكبر

 

سحر رجب

في خطوة دراماتيكية تعكس فلسفة الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية، وقع الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا منذ يومين ، يمهد الطريق لإعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية إلى “وزارة الحرب”.

هذا التغيير، الذي يعيد إحياء اسمًا تاريخيًا لم يُستخدم منذ أواخر الأربعينيات، ليس مجرد تعديل شكلي، بل يحمل دلالات رمزية عميقة تهدف إلى تعزيز صورة أمريكا كقوة عسكرية هجومية ومخيفة في وجه التحديات العالمية.

تفاصيل الأمر التنفيذي

وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض، يسمح الأمر التنفيذي لوزارة الدفاع ومسؤوليها، بما في ذلك وزير الدفاع بيت هيغسيث، باستخدام ألقاب ثانوية مثل “وزارة الحرب” و”وزير الحرب” و”نائب وزير الحرب” في جميع المراسلات الرسمية والإعلانات العامة.

ومع ذلك، يظل التغيير القانوني الكامل معلقًا على موافقة الكونغرس، حيث كُلف هيغسيث باقتراح إجراءات تشريعية إضافية لجعل التسمية دائمة.

في تصريح له من المكتب البيضاوي الشهر الماضي، قال ترامب: “الدفاع أصبح دفاعيًا أكثر من اللازم.

نحن نريد أن نكون دفاعيين، ولكننا نريد أن نكون هجوميين أيضًا إذا لزم الأمر، لذلك

بدا لي أنه اسم أفضل”.

وأضاف في حديث للصحفيين: “الاسم الجديد أكثر ملاءمة في ضوء وضع العالم الراهن، ويبعث رسالة نصر إلى العالم”.

من جانبه، أكد هيغسيث أن التغيير “ليس مجرد كلمات فحسب، بل يعزز أيضًا روح المحارب” داخل الجهاز العسكري الأمريكي، مشيرًا إلى أن الاسم الجديد يعكس القوة التي لا تضاهى للجيش الأمريكي، أكبر جيش في العالم.

الهدف من إعادة التسمية

رسالة قوة وردع يأتي هذا القرار في سياق
رؤية ترامب للسياسة الخارجية، التي تركز على “السلام من خلال القوة”.

وفقًا لورقة حقائق البيت الأبيض، يهدف التغيير إلى إرسال رسالة واضحة إلى العالم بأن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن مصالحها بقوة، سواء دفاعيًا أو هجوميًا.

يرى ترامب أن الاسم “وزارة الدفاع” يبدو دفاعيًا جدًا، بينما “وزارة الحرب” يعيد التركيز على القدرة على الردع والانتصار، مما يعزز الاحترام الدولي لأمريكا.

كما يعكس التغيير رغبة في استعادة التراث التاريخي، حيث كانت “وزارة الحرب” موجودة منذ تأسيسها عام 1789، وأدارت القوات البرية والمسلحة خلال الحربين العالميتين قبل دمجها في وزارة الدفاع عام 1947.

ويؤكد المسؤولون أن الهدف ليس الترويج للحروب، بل ضمان أن تكون أمريكا جاهزة لأي تهديد، مما يفرض السلام عبر القوة العسكرية.

ردود الفعل والتحديات

أثار هذا القرار جدلًا واسعًا من جانب النقاد، وصف السيناتور آندي كيم الخطوة بأنها “فكرة طفولية”، قائلًا: “يريد الأمريكيون تجنب الحروب، ليس الترويج لها”.

كما حذر آخرون من أن التغيير قد يكلف أكثر من مليار دولار، بما في ذلك إعادة تصميم اللافتات، الوثائق، والشعارات، مما يصرف الانتباه عن الأولويات الأمنية الحقيقية.

في المقابل، يرى مؤيدو ترامب أنها خطوة جريئة تعيد لأمريكا هيبتها، خاصة في ظل التوترات مع الصين وروسيا.

وقال مسؤول في البنتاجون لوكالة فرانس برس إن تقدير التكلفة سيتم تقديمه لاحقًا، مع التركيز على تنفيذ توجيهات الرئيس.

 بين الرمزية والواقع

مع أن الأمر التنفيذي لا يغير الاسم رسميًا دون موافقة الكونغرس، إلا أنه يمثل تحولًا في الخطاب الأمريكي نحو لغة أكثر صرامة.

والسوال الذي يطرح نفسه هل سيعزز هذا التغيير الروح المعنوية العسكرية أم يثير مخاوف دولية؟ الإجابة ستكشفها الأيام المقبلة، لكن الواضح أن ترامب يسعى لإعادة صياغة صورة أمريكا كقوة لا تُقهر.

عن وجه افريقيا