أخبار عاجلة

ترامب يدعم زيلينسكي بصواريخ”توماهوك” بعيدة المدى.. وسط قصف روسي يشل أوكرانيا

سحر رجب

في تطور يُعدّ إشارة إيجابية لكييف وسط أزمة الطاقة المتفاقمة، أفاد مصدران مطلعان بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقش مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى خلال مكالمة هاتفية استمرت نحو 30 دقيقة يوم السبت الماضي.

ويأتي هذا الحديث في سياق ثانٍ للمكالمات بين الزعيمين خلال يومين فقط، مما يعكس تصعيداً في التعاون العسكري الأمريكي-الأوكراني، خاصة مع تقدم ملحوظ في عملية نقل هذه الصواريخ إلى كييف، وفقاً لتقارير من مصادر في البنتاغون.

أكد زيلينسكي في بيان رسمي عقب المكالمة أن الحوار كان “إيجابياً وبنّاءً”، مشيراً إلى أنه أطلع ترامب على تفاصيل الهجمات الروسية الأخيرة على منشآت الطاقة الأوكرانية، التي أدت إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية الكهربائية.

“أعربت عن تقديري لاستعداده لدعم أوكرانيا”، قال زيلينسكي، مضيفاً أن روسيا “خائفة من أن يقدم الأمريكيون لنا صواريخ توماهوك، وهذا بحد ذاته إشارة قوية”.

ووصف الرئيس الأوكراني المحادثة بأنها ركزت أيضاً على تعزيز الدفاع الجوي، في ظل الهجمات الروسية المتواصلة التي أثرت على أكثر من 40% من قدرة الشبكة الكهربائية الأوكرانية، مما أدى إلى انقطاعات واسعة في الإمدادات لملايين السكان.

خلفية الضغوط الروسية

تأتي هذه المكالمة في وقت حرج، حيث شنّت روسيا هجمات جوية مكثفة على شبكة الطاقة الأوكرانية خلال الأيام القليلة الماضية، مما أثار “قلقاً شديداً” في موسكو بشأن إمكانية توريد الصواريخ الأمريكية.

وفقاً لتقارير، أدت هذه الهجمات إلى إغلاق أكثر من 20 محطة توليد كهرباء رئيسية، وتسببت في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 2 مليار دولار، مع تهديد مباشر للشتاء القارس الذي يلوح في الأفق.

وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن “القلق الشديد” من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع، معتبرة الصواريخ “توماهوك” – التي تصل مداها إلى 2,500 كيلومتر – تهديداً استراتيجياً يمكن أن يغير ميزان القوى في الجبهة الشرقية.

من جانبها، أشارت مصادر في البيت الأبيض إلى أن النقاش شمل “بيع محتمل” للصواريخ إلى دول الناتو لإعادة توجيهها إلى أوكرانيا، وهي خطوة قانونية تتجنب القيود المباشرة على التوريدات العسكرية الأمريكية.

ويُقدر أن صفقة كهذه قد تكلف حوالي 500 مليون دولار، وستعزز قدرة كييف على الرد على الهجمات الروسية بعمق أكبر داخل الأراضي المعادية، دون الاعتماد الكلي على أنظمة مثل “هيمارس” الحالية.

ردود الفعل الدولية

وصفت وسائل إعلام أمريكية المكالمة بأنها “علامة إيجابية” في علاقات ترامب بأوكرانيا، خاصة بعد فترة من التوترات السابقة خلال حملته الانتخابية.

وأكد مسؤولون في إدارة ترامب أن الرئيس “مستعد لدعم أوكرانيا في مواجهة التهديدات الروسية”، مع التركيز على “حلول دفاعية مستدامة” بدلاً من التصعيد غير المحدود.

في المقابل، أثارت المحادثة غضباً في الكرملين، حيث حذر المتحدث باسم الكريمين دميتري بيسكوف من أن أي توريد لـ”توماهوك” سيكون “خطاً أحمر”، مما قد يؤدي إلى “ردود قاسية”، بما في ذلك تعزيز التحالفات العسكرية مع إيران وكوريا الشمالية.
من ناحية أخرى، رحبت حلفاء أوكرانيا في أوروبا بالتطور، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه لأي “تعزيز دفاعي أمريكي”، بينما شددت بريطانيا على أهمية “الرد السريع” للحفاظ على التوازن في الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
نظرة مستقبلية: هل يغير “توماهوك” مسار النزاع؟
مع استمرار الضغط الروسي، يُنظر إلى هذه المكالمة كبداية لمرحلة جديدة في الدعم الأمريكي، قد تشمل ليس فقط الصواريخ بل أيضاً مساعدات إضافية لإعادة بناء البنية التحتية.

ومع ذلك، يظل السؤال مفتوحاً: هل ستكون هذه الخطوة كافية لإيقاف الهجمات الروسية، أم أنها ستؤجل فقط التصعيد الأكبر؟ كما قال زيلينسكي: “الدعم الأمريكي هو مفتاح السلام الحقيقي”.

وفي واشنطن، يبقى البيت الأبيض صامتاً رسمياً حتى الآن، لكن الإشارات الإيجابية تشير إلى أن صفحة جديدة قد تُكتب قريباً في تاريخ الصراع الأوكراني-الروسي.

عن وجه افريقيا