ترامب في الخليج: صفقات تاريخية وإعادة تشكيل للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
سحر رجب
في جولة خليجية استمرت أربعة أيام، زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، حيث حظي باستقبال حافل ووقع صفقات اقتصادية ضخمة، وتميزت الزيارة بطابعها الاقتصادي والتركيز على تعزيز العلاقات الثنائية، مع إبرام اتفاقيات تجاوزت قيمتها المعلنة 10 تريليونات دولار، رغم أن التقديرات الواقعية تشير إلى حوالي 300 مليار دولار من الصفقات الفعلية.
استثمارات ضخمة وتعاون استراتيجي
بدأ ترامب جولته في الرياض، حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وشهدت الزيارة توقيع اتفاقيات استثمارية في مجالات الدفاع والطاقة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعاون بين وكالة الفضاء السعودية ووكالة ناسا.
كما تم الإعلان عن استثمارات أمريكية في مشاريع سعودية كبرى مثل مطار الملك سلمان الدولي وحديقة الملك سلمان.
صفقات دفاعية وتعاون في الطيران
وفي الدوحة، التقى ترامب بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. أعلنت قطر عن صفقة تاريخية لشراء 210 طائرات من شركة بوينج، وهي الأكبر في تاريخ الشركة.
كما تم توقيع اتفاقيات دفاعية بقيمة 10 مليارات دولار، تشمل شراء طائرات بدون طيار وتحديث قاعدة العديد الجوية، بالإضافة إلى ذلك، شارك ترامب في مراسم تسليم استضافة كأس العالم من قطر إلى الولايات المتحدة.
التركيز على الذكاء الاصطناعي والتكريم الرسمي
اختتم ترامب جولته في أبوظبي، حيث التقى بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
تم توقيع اتفاقيات بقيمة 200 مليار دولار، تركزت على الذكاء الاصطناعي والطاقة والبنية التحتية.
كما تم الإعلان عن إنشاء أكبر مركز للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة في أبوظبي.
وحصل ترامب على وسام زايد، أعلى وسام مدني في الإمارات، تقديراً لجهوده في تعزيز العلاقات الثنائية.
دبلوماسية شخصية وصفقات اقتصادية
تميزت جولة ترامب بطابعها الاقتصادي والتركيز على الصفقات الكبرى، مع إظهار تقارب شخصي مع قادة الخليج.
وأثار هذا النهج تساؤلات حول تداخل المصالح الشخصية والاقتصادية، خاصة في ظل وجود استثمارات عائلية لترامب في المنطقة.
كما أثار رفع العقوبات عن سوريا ومقترحات إعادة إعمار غزة كـ”منطقة حرية” جدلاً واسعاً، مع اتهامات بتجاهل حقوق الإنسان.
إعادة تشكيل العلاقات الأمريكية-الخليجية
أعادت جولة ترامب تشكيل العلاقات الأمريكية-الخليجية، مع التركيز على المصالح الاقتصادية والتقارب الشخصي مع القادة. ومع ذلك، أثار هذا النهج تساؤلات حول مستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والتوازنات الجيوسياسية. وتمثل زيارة ترامب للمرة الثانية للخليج تحولًا استراتيجيًا في السياسة الأمريكية، مع التركيز على الشراكات الاقتصادية والتكنولوجيا، وتخفيف التركيز على القضايا السياسية والحقوقية. هذا النهج قد يعيد تشكيل العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة، ويؤثر على التوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
رأى آخرون أنها تجاهلت الأزمات الإنسانية، خاصة في غزة، حيث قُتل أكثر من 60 شخصًا خلال غارات إسرائيلية أثناء وجود ترامب في المنطقة. والاهتمام فقط بالتركيز على الصفقات الاقتصادية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطيران، مما يعكس تحولًا في أولويات السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وخلال الزيارة أعلن ترامب عن قرب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مشيرًا إلى تقدم جدي في المفاوضات، مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط العالمية بأكثر من 3%، وتميز نهج ترامب الجديد بالتركيز على المصالح الاقتصادية وتقليل التدخلات العسكرية، مع تقارب أكبر مع الدول الخليجية وتخفيف الضغوط على إسرائيل فيما يتعلق بالصراع في غزة.
كما أثارت تحركات ترامب قلقًا في إسرائيل، حيث أبدى استعدادًا للتفاوض مع خصومها الإقليميين دون إشراكها، مما أدى إلى توتر في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.