سحر رجب
انطلقت في العاصمة الروسية موسكو قمة شعوب العالم الأولى، في حدث تاريخي يجمع ممثلين عن 150 دولة تحت شعار “عالم جديد من الوحدة الواعية”، بتنظيم الاتحاد العالمي للمنظمات غير الحكومية (جمعية شعوب العالم).
وتزامن الحدث مع اليوم العالمي للسلام في 21 سبتمبر، ليصبح منصة عالمية لتعزيز الحوار بين الشعوب، ومواجهة التحديات الإنسانية المشتركة، وسط حضور عربي ودولي واسع يتجاوز الحدود السياسية.
أقيمت القمة في مركز التجارة الدولية بموسكو، حيث شهد حفل الافتتاح كلمات مؤثرة شددت على أهمية الوحدة فوق الاختلافات.
وقال أندري بليانينوف، رئيس القمة، في خطابه الافتتاحي: “نؤمن بأن العالم الجديد يبدأ حيث تؤكد الوحدة، وحيث تكون القيم فوق الاختلافات، ويكون التعاون أقوى من التنافس، وأن العالم الجديد يُخلق بجهد مشترك”.
وأضاف بليانينوف أن القمة تسعى لبناء مستقبل يعتمد على الوعي المشترك والتعاون الإنساني، في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
من الجانب العربي، ألقى الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد كلمة ممثلاً عن “مجموعة السلام العربي”، معبراً عن شكره للحكومة الروسية على استضافتها لهذا الحشد العالمي الكبير.
وقال محمد: “نرحب بالمشاركة باسم مجموعة السلام العربي للمساهمة في رسم ملامح عالم جديد أكثر وعياً ووحدة، كما نعكس إرادة شعوبنا في أن يكون العالم العربي جزءاً فاعلاً في الحوار الدولي، ومساهمًا في نشر قيم السلام والتسامح، وباحثًا عن حلول مشتركة للتحديات والمشاكل العالمية”.
ولم يتردد في التطرق إلى الواقع المأساوي في المنطقة، مشيراً إلى “غزة المنكوبة التي لا تزال تتعرض لحرب إبادة ومجاعة منذ سنتين على يد الكيان الإسرائيلي”، داعياً شعوب وحكومات العالم إلى “الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ووقف الحروب في منطقتنا العربية”.
وفي سياق تعليمي، شدد رئيس وزراء الأردن السابق الدكتور عدنان بدران على ضرورة إصلاح المنظومة التعليمية العربية، قائلاً: “يجب أن تتوجه نحو التعليم المدمج، وإعادة هيكلة التعليم للانتقال من السردية إلى بناء الفكر الخلاق والذكاء، وهذا يتطلب تدريب المدرسين عبر استخدام الوسائط المبرمجة”.
وأكد بدران أن “لابد من تغيير جذري في منظومتنا التعليمية” لمواكبة العصر الجديد، مما يعكس أولويات القمة في تعزيز التنمية البشرية كأساس للوحدة العالمية.
شهد الحفل الافتتاحي برقيات تهنئة رسمية من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وفالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، إلى جانب مشاركة عدد من الوزراء الروس.
وبرزت المشاركة الدولية رغم التوترات السياسية، حيث حضر وفود من دول غربية مثل ألمانيا، فرنسا، السويد، واليونان، متجاوزين المقاطعة الأوروبية لروسيا، مما يعكس التزاماً شعبياً يتجاوز الخلافات الحكومية.
أما المشاركة العربية، فقد كانت واسعة ومؤثرة، مع تمثيل مصر بشخصيات بارزة مثل الدكتور عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالي السابق ورئيس اتحاد الجامعات العربية، وشريف جاد، رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية.
وأكدت هذه المشاركة دور العالم العربي في رسم خريطة الحوار العالمي، مع التركيز على قضايا السلام والتسامح.
تستمر أعمال القمة حتى ٢٧ سبتمبر، مع جلسات رئيسية مناقشة الوحدة الروحية والثقافية، وخدمة القيم الخالدة، ومبادرات للتعاون العالمي المشترك.
ويُنظر إلى هذه القمة كخطوة حاسمة نحو عالم أكثر عدلاً وإنصافاً، خاصة في ظل النزاعات الإقليمية والتحديات الاقتصادية العالمية، حيث يُتوقع أن تنتج توصيات عملية لتعزيز الشراكات بين الشعوب.